"نيويورك تايمز": ترامب ورجال أعمال شركاء له يلمعون صورة بن سلمان

30 مارس 2018
نشرت الشركة كتيباً دعائياً لولي العهد السعودي(مانديل نيغان/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن جهود رئيس شركة "أميريكان ميديا إنك" American Media Inc المالكة لمطبوعة "ذا ناشيونال إنكويرر"The National Enquirer الأميركية، ديفيد جاي. بيكر، وصديقه القديم، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في التودد إلى المملكة العربية السعودية وولي العهد، محمد بن سلمان.

هذه الجهود تكللت بمجلة نشرتها شركة بيكر، في مارس/آذار الحالي، وخصصت لتلميع صورة ولي العهد محمد بن سلمان. إذ نشرت شركة "أميريكان ميديا إنك" مجلة من 97 صفحة هدفها الترويج الدعائي للمملكة العربية السعودية وولي العهد.

تصدر محمد بن سلمان الغلاف، وحوله عناوين دعائية عريضة مثل "القائد العربي الأكثر تأثيراً يغير العالم في سن الـ 32"، من دون التطرق إلى دور المملكة في حرب اليمن، أو المخاوف من انتهاكها حقوق الإنسان، وحملة الاعتقالات التي قادها ولي العهد في الخريف الماضي، وشملت الأمير الوليد بن طلال.


المجلة وصفت المملكة العربية السعودية بـ "المملكة السحرية"، وتضمنت مقابلة مع رجل الأعمال الفرنسي، كايسي غرين، مرفقة بصورة تجمعه إلى جانب ترامب في البيت الأبيض، خلال زيارته وبيكر إلى البيت الأبيض. ولمعت من العلاقة بين ترامب والسعوديين، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي "دعم حملة ولي العهد البارزة في مجال مكافحة الفساد".

أصدرت الشركة مائتي ألف نسخة من المجلة المذكورة، ووزعتها في "وول مارت" ومنافذ أخرى، بسعر 13.99 دولارا أميركيا، ولم تتضمن أي إعلانات. وتصر الشركة على عدم تلقيها أي مساعدة تحريرية أو مالية خارجية من إدارة ترامب أو السعوديين في إصدار هذه المجلة.

هذه المجلة فرشت البساط أمام زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، في وقت تحاول فيه إدارة ترامب إقامة علاقات وثيقة أكثر مع المملكة. وتسعى الدولتان إلى استغلال فرص الاستثمار عبر الحدود، بينها تعهد الحكومة السعودية بوضع 20 مليار دولار أميركي في صندوق يستثمر في مشاريع البنية التحتية الأميركية، كما تقترب المملكة من صفقة لشراء صواريخ أميركية الصنع ومعدات عسكرية أخرى.


وأفادت "نيويورك تايمز" أن بيكر قصد البيت الأبيض، في يوليو/تموز الماضي، مصطحباً كايسي غرين، وهو رجل أعمال فرنسي يقدم المشورة لأغنى رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية، بينهم الأمير الوليد بن طلال، ويعمل أحياناً وسيطاً بين ولي العهد محمد بن سلمان ورجال الأعمال في الغرب.

وحول تفاصيل هذه الزيارة، أوضحت الصحيفة الأميركية أن غرين وبيكر وغيرهما من شركاء الأخير تحدثوا مع الرئيس الأميركي الحالي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وعقدا اجتماعاً مختصراً مع صهره ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، جاريد كوشنر.

وفي تلك الليلة، حصل بيكر من ترامب على ما وصفته الصحيفة بـ"ختم موافقة غير رسمي من البيت الأبيض". ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك الاجتماع مثل فرصة مناسبة لمالك "ناشيونال إنكويرر" في استعراض علاقاته الوطيدة بالبيت الأبيض، خاصة أنه كان ساعياً إلى توسيع نطاق أعماله في مجالي الإعلام وتنظيم الفعاليات إلى المملكة العربية السعودية، كما كان في مهمة للبحث عن شركاء ممولين في مشاريعه الاستحواذية.


لاحقاً، كان بيكر بصحبة غرين في ضيافة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للتحدث حول فرص العمل والاستثمار هناك. وبحلول يناير/كانون الثاني، كان بيكر "واثقاً إزاء علاقاته المتنامية مع المستثمرين السعوديين"، إذ سعى إلى الحصول على مساعدتهم في تمويل عملية شراء محتملة لمجلة "تايم" التي طمح إليها طويلاً، وفقاً لما ذكره شخصان على علم مباشر بالمحادثات.

ولا تزال نتيجة جهود بيكر في التعامل التجاري مع السعوديين غير واضحة. لكنه لا يزال يعمل على تعزيز العلاقات، إذ حضر، هذا الأسبوع، رفقة غرين، فعاليات في نيويورك ضمت محمد بن سلمان الذي يقوم بجولة في أنحاء الولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن بيكر استخدم إمبراطوريته الإعلامية لحماية صورة ترامب مرات عدة. خلال حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، عام 2016، قامت شركته "أميريكان ميديا ​​إنك" بتعتيم قصة عارضة أزياء سابقة في "بلاي بوي"، كارين مكدوغال، زعمت وجود علاقة غرامية بينها وبين ترامب.