مؤامرات دول الحصار ضد قطر إلى العلن... الفبركة تصل إلى تويتر

19 اغسطس 2017
(معتصم الناصر)
+ الخط -
استكمالاً لسلسلة المؤامرات التي تحوكها دول الحصار ضدّ دولة قطر منذ الرابع والعشرين من مايو/أيار الماضي، أطلقت الأذرع الإلكترونيّة حملةً جديدة لاستخدام الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، الذي قدمته قبل أيام على أنّه "وسيط" في قضيّة الحجاج القطريين.


وكان وزير الخارجية القطري  الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال، أمس الجمعة، عمّا نقل عن وساطة الشيخ القطري عبدالله بن علي خلال زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز: "ليست لدينا أي معلومات"، معتبراً "أن تصوير مسألة الحجاج القطريين جاءت بالوساطة، إنما هذا دليل على تسييس الحج".

وليل الجمعة - السبت، أنشأت الأذرع الإلكترونيّة السعودية حساباً على "تويتر" للشيخ عبدالله، وقامت بنشر سلسلة تغريداتٍ تُمجّد الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان، مباشرةً بعد الإعلان عن زيارته للملك سلمان في طنجة، بعد يومين من الإعلان عن زيارته لمحمد بن سلمان وتجيير مسألة الحج له.


المحاولة السعوديّة لاستخدام عبدالله بن علي مستمرة، لكنّها دخلت مراحل متقدّمة من الفبركة والكذب، عبر الحساب الجديد الموثّق على "تويتر" أولاً، وحملة رفع الأسهم التي قامت بها الأذرع الإلكترونيّة السعوديّة.

وكتب الحساب المنسوب لعبدالله بن علي "ما وجدته من حرص الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان على الشعب القطري دعاني لطلب تخصيص رقم للاتصال لتسهيل زيارات القطريين لأقاربهم وحلالهم. تفضل الملك كعادته بالموافقة، وأمر بتخصيص غرفة عمليات خاصة بطاقم سعودي تتولى شؤون القطريين، وتكون تحت إشرافي في ظل قطع العلاقات. أدعو كل ذي حاجة أو طلب من أهلي وإخواني في قطر الاتصال بالرقم الموضح وأمورهم محلولة إن شاء الله".
وأضاف الحساب "ما قمت به ما هو إلا لأجل قطر وأهلها الكرام وراحتهم ولاقى حفاوة واهتمام الملك سلمان وولي عهده حفظهما الله.. أسأل الله أن يعطينا على قدر نياتنا".


وما لبثت أن فُضحت تلك المحاولات. فبينما وثّق موقع "تويتر" حساب بن علي، أكّد ابنه، علي بن عبدالله بن علي، أنّ الأول لا يملك حساباً. وقال علي بن عبدالله "#بيعتي_لتميم هذا الحساب لا يمثل ابوي الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني وحسبي الله ونعم الوكيل".


كما نقل حساب "أقف مع قطر" أنّ عائلة عبدالله بن علي تنفي أن يكون له علاقة بالحساب. والسيطرة السياسية على "تويتر" في دبي واضحة"، مضيفاً "على شركة "تويتر" أن تتخذ موقفاً حازماً ضد هذه الظاهرة الجديدة من الحرب السيبرانية وعصر الأخبار الوهمية".



أمّا الأمر الثاني الذي أثبت زيف الحساب، فهو أنّ رقم "العمليات الخاصة" غير صحيح وغير موجود في الخدمة.


الأمر الثالث، كان دخول المستشار الإعلامي في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، وهو المعروف بأنّه أداة بن سلمان لترهيب الإعلام وترغيب المغرّدين، على الخطّ، ليكتب تغريدة مديح لحساب عبدالله بن علي. الأمر الذي سخر منه القطريّون، معتبرين أنّ القحطاني أنشأ حساباً مفبركاً ثم دخل ليمدح نفسه من الحساب الثاني.




كما قامت الأذرع الإلكترونيّة السعوديّة ببثّ تغريداتٍ "مبايعة" لعبدالله بن علي، فور انتشار الحساب. وكتب مغرّدون سعوديّون إنّ "بن علي هو الممثل الشرعي للقطريين"، وأنّه "أمير قطر القادم". وهي خطوة تؤكّد المؤامرة السعودية - الإماراتيّة للانقلاب على القيادة القطريّة، بعد إثبات الأخيرة تمسّكها بسيادة قطر وبالقانون بعيداً عن الاتهامات الكاذبة لدول الحصار.


وأتت هذه الحملة التحريضيّة بعد يومين من قيام قناة "العربيّة" ومعها صحف ومواقع إلكترونيّة تابعة لدول الحصار، باستخدام عبدالله بن علي آل ثاني، ومحاولة تقديمه على أنّه بديل سعودي - إماراتي للقيادة القطريّة، وإظهاره كوسيط لفتح باب الحجّ أمام القطريين بعد استغلال الفريضة وتسييسها من قبل السعوديّة.


وأدى توثيق "تويتر" لحساب بن علي إلى إعادة طرح الأسئلة عن تحيّز الشركة وحتى مشاركتها في المؤامرة التي تقوم بها دول الحصار على قطر.

وهذه ليست المرّة الأولى التي يظهر فيها تحيّز "تويتر" في الشرق الأوسط للإمارات والسعوديّة. فمقرّ الشركة في العالم العربي يقع في دبي، وهي تعمل على نشر أخبارٍ مكثّفة عن الإمارات و"تقدّمها"، بينما يقوم حساب "تويتر مومنتس" (لحظات) العربي، بنشر صور للصحف السعوديّة والأخبار والوسوم التي يُطلقها سعوديّون، كلّ يوم، دوناً عن غيرهم من المغردين. كما أنّه لا ينشر الأخبار القطريّة أبداً.

وكان "تويتر" قد أقفل حساب قناة "الجزيرة" ثمّ أعاده في السابع عشر من يونيو/حزيران الماضي، وسط حملة دول الحصار التحريضيّة على القناة، ما طرح أسئلةً كبيرة حول الضغط السعودي - الإماراتي على الشركة.

ويملك الأمير الوليد بن طلال وشركته "المملكة القابضة" 5 في المائة من إجمالي أسهم الشركة، ومركزها الرئيسي في سان فرانسيسكو، وتقدّر هذه النسبة بـ 34.90 مليون دولار أميركي، وبالتالي يعد ثاني أكبر مساهم فيها، بعد مؤسسها إيف ويليامز (43.70 في المائة)، وفقاً لوكالة "بلومبرغ"، في نوفمبر/ تشرين الثاني، عام 2016.

ويُذكر أن "تويتر" افتتح مكتباً له في الإمارات العربية المتحدة في عام 2015، بعد يوم واحد من اعتقال الناشط الإماراتي، ناصر بن غيث، على خلفية تغريدات له على الموقع، وعلقت الشركة حينها بأنها "لا تتخذ أي ترتيبات خاصة مع الحكومات حيال الرقابة"، وفقاً لما نشره موقع "بازفيد" الإخباري في أغسطس/ آب عام 2015.

وكانت السعودية والبحرين والإمارات ومصر قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر فجر يوم 5 يونيو/حزيران الجاري، كما فرضت عليها حصاراً بحرياً وجوياً، ومنعت هذه الدول رعاياها من السفر إلى قطر، كما طردت القطريين من بلادها. وأتى ذلك بعد قرصنة الإمارات لوكالة الأنباء القطريّة "قنا" وفبركة تصريحات لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فجر 24 أيار/مايو الماضي، استخدمتها دول الحصار لتبرير هجومها على دولة قطر، وتحريضها، وصولاً إلى قطع العلاقات والمؤامرات السياسية.