تزامناً مع ذكرى يوم الأرض في 30 مارس/آذار انطلقت قناة "القدس اليوم" من قطاع غزة. تسعى الفضائية الجديدة إلى لفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية، عبر سرد تفاصيل الألم والأمل، إلى جانب شرح الواقع المحلي وتطلعات الشعب إلى الانعتاق من الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي انطلاقة القناة (المقربة من حركة "الجهاد الاسلامي") في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بالفضاء الإعلامي الفلسطيني، والتي دفعت عدداً من القنوات إلى الإغلاق، ومنها فضائيات "الكتاب" و"القدس"، وقناة "هنا القدس"، و"الفلسطينية"، في ظل التلويح بإغلاق قناة "معا". إلى جانب مشاكل أخرى تواجه المحطات التي لا تزال موجودة، مثل عدم انتظام دفع رواتب العاملين، أو انقطاعها لفترات طويلة، جراء الأزمة المالية المتفاقمة، والتي تهدد في حال استمرارها بمواصلة مسلسل الإغلاقات.
وتضمنت جعبة "القدس اليوم"، خطةً برامجية ذات طابع مختلف يلامس كافة الجوانب الحياة الفلسطينية. ويقول منسق العلاقات العامة في الفضائية، صلاح المدهون لـ"العربي الجديد"، إنّ "القناة انطلقت في يوم الأرض، تأكيداً على تجذّر الشعب الفلسطيني بأرضه وهويته، وضرورة تجييش الإعلام والبرامج من أجل خدمة المشروع الوطني والقضية الفلسطينية".
ويوضح، أن "القناة تعمل على هدف أساسي وهو تثبيت البوصلة نحو القدس، على اعتبار أنها تحمل اسمه، وذلك عبر تجسيد وتطعيم وتجيير مختلف البرامج والأفكار والسياسات لصالح القدس والقضايا الوطنية، كذلك تسليط الضوء على قضية الأسرى، والممارسات الإسرائيلية بحقهم".
ويشير إلى أنّ المحطة تحاول أيضاً التركيز على مجمل القضايا الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، وكذلك التركيز على الشهداء والجرحى، مع محاولة إيجاد حالة من التركيز والتخصص في مجمل القضايا المطروحة. ويضيف المدهون: "نحاول التحدث باللغة الوحدوية الفلسطينية، وتقريب وجهات النظر، وتجميع الكل الفلسطيني على فكرة وهدف ونقطة تجمّع واحدة، وهي القضية الفلسطينية، بروح وطنية خالصة"، مؤكداً أن القناة التي تربطها علاقات واسعة مع الكل الفلسطيني غير تابعة لأي ارتباطات خارجية.
ويؤكّد أن القناة غير متحيزة في طرحها سوى للقضية الفلسطينية، وإلى لمّ شمل الكل الفلسطيني، عبر برامجها وضيوفها وأفكارها، موضحاً أن المحطة تحاول مجابهة العنجهية الإسرائيلية، وصفقة القرن، عبر سلسلة برامج توعوية تؤكد أن عدو الشعب الفلسطيني واحد.
بدوره، يؤكد مقدم البرامج في قناة "القدس اليوم"، ماجد البابلي، أن القناة تحمل الهمّ الفلسطيني في ظلّ الممارسات الإسرائيلية المتواصلة بحق الإنسان والمقدسات والأرض، إلى جانب الممارسات الإسرائيلية بحق الإعلام الفلسطيني، واستهدافه بشكل مباشر. ويشدد في حديث مع "العربي الجديد" على أهمية فضح الممارسات الإسرائيلية، وإيضاح الرؤية الفلسطينية في مجريات الأحداث.
من ناحيته، يوضح المخرج الفلسطيني سعود مهنا، الذي يعمل في إدارة البرامج بالقناة، أنه تم تطوير البرامج بطريقة مختلفة، في محاولة لعدم تكرار البرامج الموجودة على شاشات الفضائيات الفلسطينية، إذ أن التطوير لم يقتصر على الرسالة فقط، بل على التقنية، والمذيعين، وكل ما يخدم البرامج مختلفة المواضيع كي تصل إلى الضوء، من ديكور، وإكسسوارات، وتصوير خارجي. ويبين لـ "العربي الجديد" أن القناة تحاول البعد عن المباشرة في سرد الرسائل، وتوصيل الحقيقة للجمهور بطريقة غير تقليدية.
وتشمل الخطة البرامجية سلسلة برامج، منها البرنامج الصباحي "صباحكم فلسطيني"، وبرنامجين عن الأسرى، الأول "مهجة القلب" الذي يزور ويصور بيوت الأسرى وذويهم، أما الثاني فهو "نسائم الحرية"، ويستضيف الأسرى المحررين، وجمعيات الأسرى،، إلى جانب التطرق إلى كافة المستجدات داخل السجون الإسرائيلية. كذلك تضم الخطة باقة برامج متنوعة، كبرنامج "أسرتي"، إلى جانب مجموعة برامج دينية.
وتتطرق الخطة البرامجية إلى أحوال المخيمات الفلسطينية، والمدن الفلسطينية التي هُجر منها أصحابها قسراً على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، عبر برنامج "سنعود" الخاص باللاجئين الفلسطينيين.
ولا يختلف عنه كثيراً برنامج "ذاكرة الأجيال" والمرتبط بالأرض، إذ يتم فيه استضافة كبار السن، ممن عايشوا الهجرة الفلسطينية، أو أبنائهم، للحديث عن المدن الفلسطينية.
بينما يرصد برنامج "هذا المساء" مجمل الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة، والتي يتم تنظيمها في قطاع غزة على مدار اليوم، في حين يناقش برنامج "هنا العاصمة" أحوال مدينة القدس، والأحداث الدائرة فيها.
وتحاول قناة "القدس اليوم"، من خلال برنامج "قطار الذكريات"، الحديث عن الجوانب الخفية في حياة الشخصيات المشهورة، عبر التطرق إلى تفاصيل لا يعلمها المتلقي، إلى جانب استضافة شخصيتين مختلفتين في برنامج "بلا قيود"، لإبراز وجهات النظر المختلفة في القضية المطروحة، بهدف وضع الجمهور في مختلف التفاصيل.