تعاون صيني روسي في القطب الشمالي يقلق واشنطن

11 أكتوبر 2024
سفينة تابعة للبحرية الروسية في مدينة فلاديفوستوك، 13 سبتمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تزايدت الأنشطة المشتركة بين روسيا والصين في القطب الشمالي، مما يثير قلق الولايات المتحدة، حيث أشار الجنرال تشارلز براون إلى ضرورة فهم أهداف هذه الأنشطة وتأثيرها على الدول الأخرى.

- أجرت البحريتان الصينية والروسية تدريبات مشتركة في بحر اليابان وبحر أوخوتسك، ونظمت دوريات بحرية وجوية قرب ألاسكا، مما وسع نطاق العمليات البحرية واختبر قدرات السفن في المياه غير المألوفة.

- تسعى الصين وروسيا لإنشاء "طريق الحرير القطبي" لتقليل الاعتماد على نقاط الاختناق البحرية، وسط انتقادات أمريكية لسياسات الصين في القطب الشمالي.

تناولت وسائل إعلام صينية، اليوم الجمعة، تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون، بأنّ الأنشطة المشتركة المتزايدة بين روسيا والصين في القطب الشمالي تشكل مصدر قلق متزايد بالنسبة للولايات المتحدة. وقال براون في مؤتمر رؤساء دفاع القطب الشمالي في أيسلندا الأربعاء: "إنه شيء يجب علينا جميعاً الانتباه إليه وفهم ما يفعلونه معاً، وهل هو من أجل نوع من المنفعة الإيجابية للكل الجماعي، أم أنه شيء يفعلونه لتحدي الدول الأخرى والمصالح الأخرى؟".

وأجرت البحريتان الصينية والروسية، خلال الشهر الماضي، تدريبات مشتركة في بحر اليابان وبحر أوخوتسك ــ وهما اثنان من الطرق الرئيسية للملاحة في الطريق من الساحل الصيني إلى القطب الشمالي. كما نظم الجيشان دوريات بحرية وجوية مشتركة فوق شمال المحيط الهادئ وبالقرب من ساحل ألاسكا. وقامت قوات خفر السواحل الصينية، مطلع الشهر الجاري، تزامناً مع اليوم الوطني الصيني، بأولى رحلاتها إلى القطب الشمالي خلال مناورة مع نظرائهم الروس.

وكان هذا هو الموقع الأكثر بعداً ناحية الشمال حيث رصدت الولايات المتحدة السفن الصينية. وبحسب خفر السواحل الصيني، فإنّ المناورات وسعت بشكل كبير نطاق العمليات البحرية، واختبرت بشكل شامل قدرة السفن على تنفيذ مهام في مياه غير مألوفة، ووفرت دعماً قوياً للمشاركة الفعالة في الحوكمة البحرية الدولية والإقليمية.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ، قد أعلن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتن في عام 2017، أن البلدين سيتعاونان لإنشاء "طريق الحرير القطبي"، وهو طريق شحن بديل عبر المحيط المتجمد الشمالي يربط الصين بأوروبا. وتهدف الخطة إلى تقليل الاعتماد على نقاط الاختناق البحرية المعرضة للخطر مثل مضيق ملقا وقناة السويس. ومنذ أن أصدرت الصين كتاباً أبيض عن القطب الشمالي في عام 2018، وصفت البلاد نفسها بأنها "دولة قريبة من القطب الشمالي"، وهو ادعاء رفضته الولايات المتحدة على أساس أنه تصنيف لا معنى له.

ولطالما انتقدت بكين تعليقات واشنطن بشأن أنشطتها في القطب الشمالي، وفي وقت سابق قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في إحاطة صحافية، إنّ الولايات المتحدة شوهت سياسة الصين في القطب الشمالي، وأشارت بأصابع الاتهام إلى الأنشطة الطبيعية للصين هناك والتي تتم في امتثال كامل للقانون الدولي، ولفتت إلى أن ذلك لا يفضي إلى السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة. وأضافت ماو أنّ الصين طرف مهم في شؤون القطب الشمالي وتتبع دائماً المبادئ الأساسية للاحترام والتعاون والنتيجة المربحة لجميع الأطراف، وهي ملتزمة دائماً بتعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في القطب الشمالي. 

يشار إلى أن المنافسة في القطب الشمالي ازدات في السنوات الأخيرة، حيث أدى الاحتباس الحراري العالمي إلى فتح خطوط بحرية كانت مجمدة في السابق، مما أتاح الوصول إلى موارد الطاقة والمعادن في البحر، ولكنه زاد أيضاً من احتمالات النزاعات البحرية.