هل هي محاولة جيدة ومقنعة أن يطلق فنان ألبومًا يحمل 12 أغنية في هذا التوقيت؟ هل يهرب عمرو دياب من النوع باتجاه الكم؟ أسئلة تُطرَح بعدما تزامن صدور ألبوم جديد لعمرو دياب مع مناسبة "عيد الحب"، واحتفال دياب مع شريكته دينا الشربيني بالمناسبة، عبر صورة نشرها على "إنستغرام"، ليعلن مرة أخرى عن حبه للممثلة المصرية. فعادت هي الأخرى لترد التحية بنشر الصورة نفسها.
أمام موجة فنانين مثل عمر كمال وحسن شاكوش، والتي تغزو المواقع والمنصّات الإلكترونية، وارتفاع معدل الاستماع إلى الملايين، يخطو عمرو دياب مجدداً إلى الساحة الغنائية، متسلحًا بأغان مختلفة نوعًا ما عن رؤيته السابقة. إذْ من الملاحظ محاولة هروب "الهضبة" من المنتِج كشخص وكفكرة مجدداً.
أعطى دياب الحق لمنصة "أنغامي" لنشر أغانيه، وهو ما يبدو لافتاً، إذ إن أغلب الفنانين العرب، وبطلب من شركة "روتانا"، يعطون حقوق بثّ أعمالهم أولاً وبشكل حصري لمنصة "ديزر" الفرنسية. ويبدو أنّ توجه الفنانين العرب في بث وعرض أغانيهم على منصة فرنسيَّة، لم ينجح ولم يحقق المصلحة، لا للفنان ولا للشركة الفرنسيَّة التي باتت تمتلك في أرشيفها كمية لا بأس بها من الموسيقى التجارية العربيَّة. دياب فضّل الاستعانة بشركةٍ عربية من أجل بث ألبومه الجديد، وأعطاها حقوق النشر، بعيدًا عن سلطة "روتانا" التي "طلّقها" دياب منذ سنوات.
يعاني "الهضبة"، منذ فترة لا بأس بها، من نقص التجدد في الألحان الموسيقية التي يختارها. وكأنه يضع نفسه أمام تحدّي إصدار ألبوم كامل كل عام من دون الاهتمام بالنوعيَّة. وعلى خلاف زملائه، لا يقوم دياب، منذ سنوات، بطرح الأغاني "السينغل"، إذْ رغم أزمة الإنتاج في القاهرة والعالم العربي، يصر الفنان المصري على إصدار عملٍ يزيد كل مرة على 10 أغنيات.
في "سهران"، التوزيع الموسيقي يعتمد، كما كل مرة، على طارق مدكور، في معظم الأغاني، في ترسيخ للعلاقة الفنية بين الطرفين، التي استمرت لأكثر من 20 عاماً. بينما يحاول عمرو مصطفى أن يعوض ربما عن قلة نجاحه مع المغنين الآخرين، من خلال التعاون مع دياب سنة بعد أخرى، وألبوماً بعد آخر.
ورغم بعض الملاحظات على الألبوم الأخير، يشعر المستمع بعودة عمرو دياب إلى القديم: في "عم الطبيب" يعتمد على إيقاع "المقسوم" الذي اعتاده في أعماله، ويقترب من الألحان المعروفة، مع توزيع ناجح لأسامة الهندي الذي يخاوي الفكرة الخاصة بالأغنية. أما في "انت زي ما انت" فنستمع إلى نوع من الرومانسية وحالة الوجد عند العاشقين. والواضح أن عمرو دياب أدى هذه الأغنية تحديداً بنوع من الشغف، فظهر صوته مختلفًا عن باقي الأغاني، علماً أنه أهداها إلى دينا الشربيني عبر تطبيق "إنستغرام".
في هذا الألبوم، وفي خطوة موفقة، اختار "الهضبة" التعاون مع الشاعر خالد تاج الدين في أغنية "حلوة البدايات" بعد انقطاع دام سنوات. أما في أغنية "بالضحكة دي" فيبدو واضحاً التجانس بين اللحن والكلام وهما لعزيز الشافعي، فنستمع إلى طرح مختلف وجديد، واستغلال واضح للنجاح من قبل الشاعر والملحن ودياب نفسه. عمرو دياب في "سهران" يطوي صفحة تقليدية من إصدارات سابقة، والواضح أنه يتجه إلى سياسة التغيير.