يجمع شغف اقتناء النحاسيات والعُملات المعدنية والورقية والطوابع القديمة عددا من الهواة في قطاع غزة المحاصر، في مشهد يرسم بعبقه تفاصيل التراث والتاريخ والحضارة الفلسطينية العتيقة.
وتعتبر هواية اقتناء القطع القديمة بمختلف مجالاتها سواء المعدنية أو القماشية أو الورقية، من أكثر الهوايات غرابة وتكلفة وإرهاقاً، إذ يتطلب جمعها جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً لتجميع القطع ذات العِلاقة، والتي تُشكل بمجملها لوحات فنية متكاملة.
ويهتم الهواة بتفاصيل القطع التي يتم تجميعها، حيث يمتلك كل منهم معلومات وافية عن أي قطعة نحاسية، أو مسكوكة، كذلك عن تفاصيل العملات الورقية والمعدنية، علاوة على المعلومات الوافية عن الطوابع البريدية، والرموز التي تزين كل واحد منها.
وتجمّع عدد من ممارسي تلك الهواية تحت سقف "رابطة هواة العملات والطوابع - فلسطين" بهدف التعريف بهوايتهم، وتنظيم الفعاليات والمعارض التي تظهر مقتنياتهم، وقيمتها التراثية والتاريخية للعلن، إلى جانب حثَّ الجمهور على أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني بمختلف مكوناته.
بدأ الفلسطيني جميل عنان هواية تجميع المقتنيات القديمة منذ الثمانينيات، إذْ صادف عدداً من التُجار داخل الخط الأخضر (الأراضي الفلسطينية المُحتلة عام 1948م) يبيعون أدوات تراثية فلسطينية ذات قيمة عالية، على الطرقات والأرصفة.
ويقول لـ"العربي الجديد": "كان من بين تلك الأغراض والتي تباع بأثمان بسيطة، عملات فلسطينية، جرائد، كتب قديمة، طوابع فلسطينية، إلى جانب الوثائق التي تثبت الحق الفلسطيني"، ما دفعه إلى البدء باقتناء تلك القطع، بهدف التأكيد على الحق الفلسطيني في الهوية والأرض، وخاصة أنها تؤكد بمجملها على وجود الدولة الفلسطينية قبل وجود الاحتلال الإسرائيلي.
اقــرأ أيضاً
وحاول عنان خلال رحلة التجميع والتي بدأت قبل نحو 30 عاماً، التركيز على جمع الطوابع البريدية برموزها المختلفة، كذلك على جمع العُملات الفلسطينية القديمة، المعدنية والورقية، إلى جانب جمع عُملات مختلف دول العالم، واتجه أيضاً إلى تجميع القطع النحاسية والفخارية التراثية والأثرية، وتسجيلها في وزارة الآثار الفلسطينية. ويوضح أنه قام بجمع عدد كبير من العُملات الفلسطينية كالليرة ونصف الليرة والجنيه الفلسطيني والقروش، والمليمات، كذلك الطوابع البريدية التي تتزين بصور لقبة الصخرة، الحرم الإبراهيمي، ساعة يافا، وملامح المُدن الفلسطينية القديمة.
وقام عنان بتجميع الوثائق والجرائد القديمة، ومنها جريدة "حكومة فلسطين" الرسمية، والتي وُسمت بالتاج البريطاني وكانت تباع بقرشين فلسطينيين عام 1926، كذلك صحيفة "الوقائع" الفلسطينية والتي تضم القانون الفلسطيني وقانون الهجرة والمكوث والضرائب وإيجارات المحال وغيرها من القوانين الفلسطينية، إلى جانب كتب الصور الفلسطينية القديمة، ودليل الهواتف الفلسطيني القديم.
وبالنسبة لعنان فإنّ تجميع مثل تلك القطع والوثائق والاحتفاظ بها يؤكد على أن دولة فلسطين كانت قائمة بأراضيها الزراعية والكهرباء والموانئ والعُمال والصناعة والتجارة، وغيرها من تفاصيل الدولة المتكاملة.
ودفع عِشق تجميع النحاسيات القديمة بمختلف أصنافها وأحجامها الأربعيني فضل مصبح من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة إلى تخصيص جزء من منزله لعرضها في متحفه الخاص، والذي أطلق عليه "متحف القُبة"، وقد فتحه على إحدى غرف أبنائه.
رحلة مصبح بدأت قبل 30 عاماً، حيث ورث تلك الهواية عن والده الذي كان يركز على تجميع القطع النحاسية، وتحديداً الصبابات و "بكارج" القهوة النحاسية، والهون الفلسطيني، والدقارين، والربابة. ومثل هذه القطع تعكس حضارة الشعب الفلسطيني وتراثه القديم، مع الإصرار على أهمية الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار. ويقول مصبح: "ورثنا هوايتنا أباً عن جد، ويجب أن تورث للأجيال القادمة، وأن تعي قيمتها التاريخية والتراثية".
وفي الأثناء، يبين أمين عام "رابطة هواة العملات والطوابع - فلسطين"، محمد الزرد، أن الرابطة تشكلت عام 2015 بجهود شخصية لمجموعة من الهواة، بهدف تجميع جهود الهواة في فلسطين بشكل عام، وقطاع غزة على وجه التحديد.
ويشير الزرد، وهو باحث دكتوراه في الآثار الإسلامية والمسكوكات، إلى أن تجسيد فكرة الرابطة على أرض الواقع واجه عدداً من الأزمات والعقبات، إلا أنها تمكنت من إثبات ذاتها، وتنفيذ عدد من الأنشطة كانت باكورتها تنظيم أول معرض للعملات والطوابع البريدية عام 2016 ، إلى جانب اجتماعها الدائم، بغرض تثقيف الهاوي، وإيجاد أرضية له، وتشجيعه على مواصلة هوايته، علاوة على لفت أنظار المجتمع المحلي والمؤسسات إلى تلك الهواية ومقتنياتها الثمينة.
وتعتبر هواية اقتناء القطع القديمة بمختلف مجالاتها سواء المعدنية أو القماشية أو الورقية، من أكثر الهوايات غرابة وتكلفة وإرهاقاً، إذ يتطلب جمعها جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً لتجميع القطع ذات العِلاقة، والتي تُشكل بمجملها لوحات فنية متكاملة.
ويهتم الهواة بتفاصيل القطع التي يتم تجميعها، حيث يمتلك كل منهم معلومات وافية عن أي قطعة نحاسية، أو مسكوكة، كذلك عن تفاصيل العملات الورقية والمعدنية، علاوة على المعلومات الوافية عن الطوابع البريدية، والرموز التي تزين كل واحد منها.
وتجمّع عدد من ممارسي تلك الهواية تحت سقف "رابطة هواة العملات والطوابع - فلسطين" بهدف التعريف بهوايتهم، وتنظيم الفعاليات والمعارض التي تظهر مقتنياتهم، وقيمتها التراثية والتاريخية للعلن، إلى جانب حثَّ الجمهور على أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني بمختلف مكوناته.
بدأ الفلسطيني جميل عنان هواية تجميع المقتنيات القديمة منذ الثمانينيات، إذْ صادف عدداً من التُجار داخل الخط الأخضر (الأراضي الفلسطينية المُحتلة عام 1948م) يبيعون أدوات تراثية فلسطينية ذات قيمة عالية، على الطرقات والأرصفة.
ويقول لـ"العربي الجديد": "كان من بين تلك الأغراض والتي تباع بأثمان بسيطة، عملات فلسطينية، جرائد، كتب قديمة، طوابع فلسطينية، إلى جانب الوثائق التي تثبت الحق الفلسطيني"، ما دفعه إلى البدء باقتناء تلك القطع، بهدف التأكيد على الحق الفلسطيني في الهوية والأرض، وخاصة أنها تؤكد بمجملها على وجود الدولة الفلسطينية قبل وجود الاحتلال الإسرائيلي.
وحاول عنان خلال رحلة التجميع والتي بدأت قبل نحو 30 عاماً، التركيز على جمع الطوابع البريدية برموزها المختلفة، كذلك على جمع العُملات الفلسطينية القديمة، المعدنية والورقية، إلى جانب جمع عُملات مختلف دول العالم، واتجه أيضاً إلى تجميع القطع النحاسية والفخارية التراثية والأثرية، وتسجيلها في وزارة الآثار الفلسطينية. ويوضح أنه قام بجمع عدد كبير من العُملات الفلسطينية كالليرة ونصف الليرة والجنيه الفلسطيني والقروش، والمليمات، كذلك الطوابع البريدية التي تتزين بصور لقبة الصخرة، الحرم الإبراهيمي، ساعة يافا، وملامح المُدن الفلسطينية القديمة.
وقام عنان بتجميع الوثائق والجرائد القديمة، ومنها جريدة "حكومة فلسطين" الرسمية، والتي وُسمت بالتاج البريطاني وكانت تباع بقرشين فلسطينيين عام 1926، كذلك صحيفة "الوقائع" الفلسطينية والتي تضم القانون الفلسطيني وقانون الهجرة والمكوث والضرائب وإيجارات المحال وغيرها من القوانين الفلسطينية، إلى جانب كتب الصور الفلسطينية القديمة، ودليل الهواتف الفلسطيني القديم.
وبالنسبة لعنان فإنّ تجميع مثل تلك القطع والوثائق والاحتفاظ بها يؤكد على أن دولة فلسطين كانت قائمة بأراضيها الزراعية والكهرباء والموانئ والعُمال والصناعة والتجارة، وغيرها من تفاصيل الدولة المتكاملة.
ودفع عِشق تجميع النحاسيات القديمة بمختلف أصنافها وأحجامها الأربعيني فضل مصبح من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة إلى تخصيص جزء من منزله لعرضها في متحفه الخاص، والذي أطلق عليه "متحف القُبة"، وقد فتحه على إحدى غرف أبنائه.
رحلة مصبح بدأت قبل 30 عاماً، حيث ورث تلك الهواية عن والده الذي كان يركز على تجميع القطع النحاسية، وتحديداً الصبابات و "بكارج" القهوة النحاسية، والهون الفلسطيني، والدقارين، والربابة. ومثل هذه القطع تعكس حضارة الشعب الفلسطيني وتراثه القديم، مع الإصرار على أهمية الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار. ويقول مصبح: "ورثنا هوايتنا أباً عن جد، ويجب أن تورث للأجيال القادمة، وأن تعي قيمتها التاريخية والتراثية".
وفي الأثناء، يبين أمين عام "رابطة هواة العملات والطوابع - فلسطين"، محمد الزرد، أن الرابطة تشكلت عام 2015 بجهود شخصية لمجموعة من الهواة، بهدف تجميع جهود الهواة في فلسطين بشكل عام، وقطاع غزة على وجه التحديد.
ويشير الزرد، وهو باحث دكتوراه في الآثار الإسلامية والمسكوكات، إلى أن تجسيد فكرة الرابطة على أرض الواقع واجه عدداً من الأزمات والعقبات، إلا أنها تمكنت من إثبات ذاتها، وتنفيذ عدد من الأنشطة كانت باكورتها تنظيم أول معرض للعملات والطوابع البريدية عام 2016 ، إلى جانب اجتماعها الدائم، بغرض تثقيف الهاوي، وإيجاد أرضية له، وتشجيعه على مواصلة هوايته، علاوة على لفت أنظار المجتمع المحلي والمؤسسات إلى تلك الهواية ومقتنياتها الثمينة.