نتنياهو يطلب منع بثّ الأغاني الثورية...فكيف كان ردّ غزة؟

20 أكتوبر 2015
من مواجهات غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
"يا قدس ما يهمك طوق
ارفعي راسك عالي فوق
لا تتنازلي عن الحقوق
وخللي كل العالم يفوق
يا ويله اللي يعادينا
نحفر قبره بايدينا"
بكلمات هذه الأغنية الوطنية، رَدّ فنانون من غزة على طلب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنامين نتنياهو، القاضي بمنع بث الأغاني الوطنية عبر وسائل الإعلام الفلسطينية.

"تصعيد فني" هو المعنى الحرفي لواقع مجاراة فناني القطاع لتسارع الأحداث في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، عبر الأغاني والمقاطع التمثيلية والأشعار، تضامناً مع أهلها الذين يتعرضون لمختلف أشكال الاعتداءات الإسرائيلية، ونصرة لانتفاضتهم التي دخلت أسبوعها الثالث.
وصُبغت الأغاني التي أطلقت بالتزامن مع الانتفاضة الجماهيرية الثالثة في المدن الفلسطينية بنغمات ثورية وفيديوهات حملت صور القتل والاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين، وصوراً أخرى للعمليات الفردية التي نفذها فلسطينيون ضد المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

الكلمات كذلك كانت ثورية، حيث قال أحد المقاطع
"خيلك يسرح بالميدان
وفجرك يصدح بالآذان
ولأجل أقصانا يعلى الصوت
طل الفجر من أبوابك
هل النور من محرابك
لأجل عيونك يحلى الموت
يا عدوي اسمع هالوعيد
أرضي ما تركع للتهويد
شعبي ما يخضع بالتهديد".


ويقول الفنان الفلسطيني أحمد العقاد، صاحب أغنية "يا قدس ما يهمك طوق" والتي أداها برفقة الفنان نادر حمودة إنه تم إصدار الأغنية بالتزامن مع الهبّة الجماهيرية في مدن الضفة الغربية، من أجل دعم صمود المناضلين، ورفع معنوياتهم الثورية.


ويضيف في حديث مع "العربي الجديد": "الاحتلال الإسرائيلي بات يدرك خطورة الفن والكلمات والألحان الثورية عليه، خاصة أنها تعطي حافز ودافع لدى كثير من أبناء الشعب الفلسطيني، وتزيد من هبتهم الجماهيرية، ضد ممارسات الاحتلال العدائية".

ويشير العقاد الذي وعد بتقديم المزيد من الأغاني الوطنية، إلى أهمية الفن في دعم الثورات والهبات الشعبية، قائلاً: "ندعم الانتفاضة الشعبية من خلال الكلمات التحفيزية والألحان الثورية، لنوصل رسالة لأهالي الضفة الغربية والقدس المحتلة، أننا معهم قلباً وقالباً".
تسارع أحداث الهبة الجماهيرية في المدن الفلسطينية أدى إلى انتعاش عدد كبير من الأغاني الوطنية القديمة، أو تلك التي أنتجت مؤخراً، حيث تصدرت وسائل الاعلام أغنية الفنان الفلسطيني نادر حمودة التي تقول:
"عَ الضفة
عالأرض الخضرا
شعبي أعلن فيها ثورة
تطرد الصهيونية، ما تنفعنا السلمية
للحرية اشتاقوا الناس
رايتنا فلسطينية".

أقرأ أيضًا: أغاني الانتفاضة الثالثة.. التاريخ يُعيد نفسه


ويقول حمودة لـ"العربي الجديد": "كل شخص يمكنه مقاومة الاحتلال بالطريقة التي يراها مناسبة، ونحن بدورنا رأينا أهمية المقاومة بالفن والأغاني التي خرجت عن حدود المتابعة الفلسطينية المحلية، وأصبحت محط اهتمام دولي وعالمي، يعكس تفاصيل القضية الفلسطينية، ويوضحها للجميع".
أغنية أخرى، سريعة الإيقاع، حملت اسم "انتفاضة السكاكين" للفنانين أسامة قاسم ومحمد سعد، حملت طابعاً ساخراً من الاحتلال، قالت كلماتها:
"انتفاضة انتفاضة
ثورة ثورة شعبية
في القدس هبة غضب
هبوها الضفاوية
بنت بعُمر العشرين
تهز الدولة العبرية
عاجل عاجل عالأخبار
طعنة جديدة قوية
جن جنون نتنياهو
عملية ورا عملية
ارجم حجر ومقلاع
ما يهمك صهيونية
حكم الاحتلال زائل
انت الأقوى يا خيي".


ويقول قاسم لـ"العربي الجديد"، إنّ الأغنية حملت عدة رسائل من أجل دعم وإسناد الشباب الثائر في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين، مبيناً أن الفن لعب دوراً هاماً في مساندة القضية الفلسطينية عبر مختلف محطاتها التي مرت بها منذ بداية الاحتلال.

ويوضح أن الأغاني الوطنية تؤثر في الوقت ذاته بطريقة عكسية على الاحتلال الإسرائيل، فينزعج من الأغاني التي تبث الروح الوطنية والثورية في صدور أبناء الشعب الفلسطيني، داعياً الفنانين إلى تقديم المزيد من الأعمال الفنية الداعمة للانتفاضة.

هذا وقد انتشرت مجموعة أغان قديمة نسبياً، اي انتحت قبل عام، تحتفي بالقدس المحتلة وأهلها مثل أغنية كفاح زريقي "أنا ابن القدس ومن هون" التي يرددها المقدسيون في تظاهراتهم، وقد ظهروا وهم يغنونها في أكثر من فيديو في الأيام الأخيرة.


أما الأناشيد القديمة فعادت بدروها للانتشار مثل "طالعلك يا عدوي طالع". اما الفنانون الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني أو في دول اللجوء فيعملون بدورهم على تسجيل أغان جديدة لفلسطين مثل ياسر جلال، وليث أبو جودة...

أقرأ أيضًا: فرقة عشّاق الأقصى..نغم ومغنى ومقاومة
دلالات
المساهمون