مماحكة سياسية لقطر.. مصر ترشح خطّاب لمواجهة الكواري بالـ"يونسكو"

11 يوليو 2016
الكواري يحظى بإجماع دولي وإقليمي وعربي (مارك دافيس/Getty)
+ الخط -

قلّلت مصادر خليجية وقطرية من فرص السفيرة مشيرة خطّاب، في المنافسة على منصب المدير العام لمنظمة "يونسكو"، التي تجري في شهر مارس/آذار المقبل، وذلك في وجه مرشح دولة قطر ومجلس التعاون الخليجي، حمد بن عبد العزيز الكواري، الذي يحظى بإجماع دولي وإقليمي وعربي كبير.

ووصفت هذه المصادر، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، الترشيح المصري، "بأنه ترشيح سياسي، أو نوع من المماحكة السياسية مع قطر"، معللةً الأمر بأنه جاء بعدما حظي ترشيح الكواري، الذي أعلن رسمياً قبل أكثر من عام ونصف العام، بدعم دولي وإقليمي وعربي كبير.

وحظي الكواري بدعم من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودعم من منظمة التعاون الإسلامي، والعديد من الدول العربية والأفريقية ودول أوروبا، إلى جانب دول أميركا الشمالية ودول أميركا اللاتينية، والتي سبق للمرشح القطري وأن قام بزيارة العديد منها، لحشد التأييد لترشيحه لهذا المنصب، خلفاً للمديرة الحالية البلغارية، إيرينا ياكوفا، التي قررت الترشح لموقع الأمين العام للأمم المتحدة.

وكان الوزير اللبناني السابق وأستاذ العلوم السياسية، غسّان سلامة، قد أطلق ترشحه، من دون تسميةٍ من بلده، فيما رشّح لبنان مواطنته فيرا خوري. وانسحب المرشح اليمني أحمد الصياد، وهو سفير بلاده في يونسكو من الترشيح.

ويحق لـ58 دولة، هي أعضاء في المجلس التنفيذي لمنظمة "يونسكو"، التصويت لاختيار المدير العام المقبل لليونسكو، من بينها 7 دول عربية؛ هي الجزائر والمغرب ولبنان وعمان والسودان وقطر ومصر.

وكان ممثل دولة الكويت قد استقال من موقعه في المجلس التنفيذي لصالح قطر العام الماضي، بعد إعلان الدوحة رسمياً ترشيح الدكتور حمد الكواري لمنصب المدير العام لـ"يونسكو"، لتحل قطر محل الكويت في عضوية المجلس التنفيذي.

ويُنتخب المدير العام لـ"يونسكو" لولاية 4 سنوات، ويمكن إعادة انتخابه لولاية ثانية مرة واحدة. ومن المقرر أن تنتهى ولاية البلغارية إيرينا بوكوفا في شهر مارس/آذار 2017. وسبق لمصر أن رشحت وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني عام 2009 لمنصب مدير عام "يونسكو" خلفاً للياباني كويتشيرو ماتسورا، لكنه خسر المنافسة أمام المرشحة البلغارية.

وتعد قطر من أكبر الدول الداعمة لأنشطة المنظمة الدولية في العالم، حيث أطلقت برنامج "علم طفلا"، الذي وصل إلى 10 ملايين طفل في أكثر الأماكن احتياجاً للتعليم، فضلاً عن مبادراتها العديدة لتوفير التعليم للفئات المحتاجة في العراق. وقدمت قطر أيضاً، دعماً مباشراً للمنظمة بقيمة 10 ملايين دولار، لدعم التراث العالمي، كما سبق لها وأن دعمت "يونسكو" في الثمانينيات من القرن الماضي، حينما تعرضت لأزمة مالية، ووقفت إلى جانبها في محنتها وأنقذتها من التعثر.

وتقسّم "اليونسكو" الدول الأعضاء فيها إلى ستّ مجموعات على أساس جغرافي. ويتوزّع مدراؤها السابقون على جميع المجموعات الجغرافية، باستثناء العالم العربي، وهو ما قد يرفع حظوظ المرشح العربي في الانتخابات المقبلة.

ويتمتع مرشح دولة قطر ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حمد الكواري، بخبرة دولية كبيرة، وهو شخصية ثقافية وسياسية معروفة، حاصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات العربية والإسلامية من جامعة القاهرة، كلية دار العلوم (1970)، والماجستير من جامعة سان جوزيف في بيروت (1977).

كما درس الفلسفة السياسية في جامعة السوربون في باريس (1980)، ثم حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة ستوني بروك في نيويورك 1990. ويشغل الكواري حالياً منصب مستشار ثقافي لأمير قطر، تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، بعدما شغل منصب وزير الثقافة في قطر بين 2008 و2016، كما عمل سفيراً للدوحة في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ولبنان وسورية ولدى "اليونسكو" والأمم المتحدة.

المساهمون