مؤرخ عسكري إسرائيلي: الحسيني أعدم بعد إصابته بجراح

15 مايو 2016
الحسيني أعدم رميا بالرصاص خلال معركة القسطل (تويتر)
+ الخط -

كشف المؤرخ العسكري الإسرائيلي، أوري ميلشتاين، عن أن القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني، أعدم رميا بالرصاص خلال معركة القسطل، وذلك بعد ما أصيب بعيارات نارية، وأن القوة التي أصابته بالرصاص، ثم قامت بإعدامه، لم تكن تعرف هويته الحقيقية، وفقط بعد أيام من إعدامه قامت بفحص أوراقه الثبوتية والتعرف عليه.

وقال ميلشتاين، في مقالة نشرها موقع معاريف اليوم الأحد، في سياق تدليله على أن عملية الإعدام الميدانية، كالتي قام بها الجندي الإسرائيلي، اليئور أزاريا، في وضح النهار في مدينة الخليل، بإعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف، ليست جديدة، ولا هي نادرة، في تاريخ جيش الاحتلال أو العصابات اليهودية التي سبقت تشكيل هذا الجيش.

وأضاف ميلشتاين، أنه "من نافلة القول الإشارة إلى أن هذه العملية ليست فريدة من نوعها، بل إن عملية مشابهة لها وقعت إبان إحدى أخطر وأهم المعارك خلال حرب النكبة، وهي معركة القسطل في الطريق إلى القدس، وقتل خلالها قائد الجيش الفلسطيني في منطقة القدس، عبد القادر الحسيني".

وبحسب رواية المؤرخ العسكري الإسرائيلي، فإنه "إبان إحدى أكثر المعارك دراماتيكية، أطلق نائب كتيبة في وحدة "هموريا" التابعة للبلماح، ويُدعى يعقوف سلمون، النار باتجاه رأس الحسيني بعدما أصابته عيارات نارية وسقوطه على الأرض"، مضيفا أن عملية الإعدام، وفقا ليعقوف سلمون، تمت بموافقة قائد الكتيبة، مردخاي غزيت، الذي شغل لاحقا منصب مدير ديوان رئيس الحكومة، دافيد بن غوريون، وسفيرا لإسرائيل في فرنسا.

ويقر ميلشتاين بأن الوحدات التي كانت تخضع لقيادة الحسيني، خاضت معارك ضارية في محيط القدس، وقرب الخليل، وكادت تؤدي إلى انهيار القوات اليهودية فيها، وأن أكبر إنجاز لقواته كانت في اعتراض قوافل العصابات الصهيونية عند قرية النبي دانيال. ويضيف ميلشتاين، أن تراجع الولايات المتحدة في حينه عن تأييد فكرة الدولة اليهودية، كان نتاجا من الانتصارات التكتيكية التي حققتها مجموعات عبد القادر الحسيني.

ويشير إلى أن معركة القسطل كانت بدأت في الثاني من أبريل/نيسان 1948، حيث تمكنت عصابات البلماح من السيطرة على القرية وطرد أهلها، لكن قوات الحسيني عادت للقرية في السابع من الشهر نفسه، ومعها الحسيني، على رأس القوة، خلافا لنصيحة مرافقيه ونوابه.



ووفقا للرواية المذكورة، فإن الحسيني ومعه مرافقان اثنان، أحدهما كمال عريقات والثاني يُدعى عرفات (وقد يكون بحسب ميلشتاين، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وهي رواية غير معروفة على كل حال) صعدا إلى القسطل واتجها نحو مقر القوة الفلسطينية عندما رآهما أحد عناصر المراقبة من البلماح، الرقيب مئير كروميل، الذي دعاهم إليه مخاطبا إياهم بالعربية "تعالوا يا جماعة"، ظنا منه أنهم من قوات طلائع البلماح الذين أرسلوا من مستوطنة كفار عنفيم لمساندة الوحدات الصهيونية، فيما ظن الحسيني أن كروميل الذي كان يلبس زي الجيش البريطاني أحد الجنود الفلسطينيين الفارين من قوات الانتداب، ولكن سلمون اكتشف لهجة الحسيني وعرف أن الثلاثة من المقاتلين الفلسطينيين، فصرخ: هؤلاء عرب، وأطلق النار باتجاههم فأصيب الحسيني، وفر الآخران.

وبعد أن وصل أفراد عصابة البلماح إلى الشهيد الحسيني الذي كان لا يزال على قيد الحياة، أطلقوا النار عليه لتأكيد قتله، ولكن ليس أمام ناظري الموجودين وإنما طلب إلى القاتل أن يأخذه جانبا وينفذ عملية الإعدام بعيدا عن الأنظار. ويؤكد ميلشتاين أنه سمع هذه التفاصيل بشكل مباشر من القاتل نفسه يعقوف سلمون.

مع ذلك، ينقل المؤرخ الإسرائيلي أن قادة البلماح في الموقع الذين نفذوا عملية الإعدام لم يتعرفوا على هوية الشهيد الحسيني، مع أن صوره انتشرت أكثر من مرة في الصحف، مدعيا أنهم عثروا بحوزة الحسيني على مجموعة أقلام ذهبية وساعة من الذهب ومصحف صغير الحجم، ووثائق كثيرة عرفوا منها أنهم عثروا "على صيد سمين"، وأن رخصة السياقة المصرية التي كانت بحوزته ظهر عليها اسم عبد القادر سويلم، وخطط لهجوم فلسطيني على جبل سكوبس، حيث كان أول حرم للجامعة العبرية.

ويضيف ميلشتاين، أن جنود البلماح ووحدات الهاجناة رفضت طيلة هذه المدة تسليم الجثمان، وأنها ظلت في القسطل. وأن يغئال ألون اعترف بعد العملية بستة أيام أمام بن غوريون، بأن الحسيني لم يقتل بانفجار لغم، وإنما قتله عناصر العصابات الصهيونية، بعد أن كان أصيب بجراح، ووقع في الأسر "لكن شبابنا قتلوه من دون أن يعرفوا هويته".

وقد أدى اختفاء الأنباء عن عبد القادر الحسيني إلى انتشار خبر محاصرته في القسطل، حيث أثار ذلك غضبا فلسطينيا عارما، وتسيير مقاتلين من مختلف أنحاء فلسطين، من القدس واللد والرملة، ممن هاجموا القسطل مجددا حتى تمكنوا من استعادة السيطرة عليها، حيث سقط عشرات من عناصر البلماح والهاجناة في هذه المعركة، وتم تخليص جثمان الشهيد عبد القادر الحسيني.
دلالات
المساهمون