العثور على 20 جثة ببغداد خلال ثلاثة أيام لأشخاص قتلوا لأسباب طائفية

14 يوليو 2017
انفلات أمني في العاصمة العراقية (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من الأجواء الاحتفالية التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد، منذ إعلان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن التحرير الكامل لمدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش"، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت عودة ملحوظة لمشاهد الجثث المجهولة التي تنتشر مرمية على الأرصفة وفي الساحات العامة.

وأكد ضابط في وزارة الداخلية العراقية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، أن دورية مشتركة عثرت، فجر اليوم الجمعة، على جثتين مجهولتين مرميتين في ساحة عامة في منطقة الزعفرانية، شرقي بغداد، مؤكدًا أن الجثتين بدت عليهما آثار تعذيب وإطلاق نار في الرأس والرقبة.

وأضاف: "عثرت دورية أخرى تابعة لشرطة بغداد على جثة مرمية على أحد أرصفة حي بوب الشام، شمال شرقي العاصمة"، موضحًا أن هذه الجثة هي الأخرى تعرضت إلى إطلاق نار في منطقة الرأس من مسافة قريبة.

وأشار إلى نقل الجثث إلى دائرة الطب العدلي في المدينة الطبية، وسط بغداد، مؤكدًا عثور القوات العراقية في قاطع الرصافة (الشرقي) على أكثر من عشرين جثة مجهولة خلال الـ72 ساعة الماضية، في مناطق متفرقة من العاصمة، كالزعفرانية والقناة والكمالية ومعسكر الرشيد والحسينية وبوب الشام.

إلى ذلك، قال أحد موظفي دائرة الطب العدلي، ويدعى حيدر حميد، إن دائرته تتلقى الجثث المجهولة بشكل يومي عن طريق دوريات الشرطة الجوالة التي تعثر عليها في أطراف العاصمة الشرقية والشمالية، موضحًا لـ"العربي الجديد"، أن أغلب الجثث التي تصل للطب العدلي تظهر عليها آثار الإعدام بإطلاقات نارية في منطقتي الرأس والرقبة من مسافات قريبة.

وأشار إلى أن أغلب الجثث هي لأشخاص أتوا من محافظات شمال وغرب العراق، من الذين فروا من المعارك مع تنظيم "داعش"، قبل أن يخطفوا ويقتلوا، فضلًا عن ضحايا العصابات الذين يقتلون بعد عجز ذويهم عن دفع المبالغ التي تطلب كفدية مقابل إطلاق سراحهم.

وأضاف أن "عددًا كبيرًا من الجثث لا يزال في الطب العدلي، بسبب عدم قدرة ذويهم على استلامهم خشية تعرضهم للمصير ذاته"، محذرًا من انتشار عصابات مرتبطة بالمليشيات تقف عند بوابة المدينة الطبية، في منطقة باب المعظم، لقتل ذوي الأشخاص المغدورين، أثناء عملية استلام الجثث.


وبحسب برلمانيين وسياسيين عراقيين، فإن العاصمة بغداد تشهد انفلاتًا أمنيًّا تسبب باعتقالات عشوائية في مناطق حزام بغداد، وانتشار مخيف للجثث المجهولة، في مشهد يذكّر العراقيين بأحداث العنف الطائفي عامي (2006-2007).

وحذر عضو البرلمان العراقي عن "ائتلاف الوطنية"، عبد الكريم عبطان، من عودة مشاهد الجثث المجهولة في بغداد، مطالبًا العبادي ووزير الداخلية، قاسم الأعرجي، بالتدخل للحد من هذه الظاهرة.