نتنياهو يسعى إلى تأجيل إعلان خطة ترامب للسلام

28 سبتمبر 2018
يرجح أن يعلن عن الخطة في يناير المقبل(مانديل نغان/Getty)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الجمعة، في معرض تقرير لها، بشأن الخطوات الأميركية المقبلة، بسياق الدعم الكامل لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ هناك مخاوف في صفوف المقرّبين من الأخير، من أن تشمل الخطة الأميركية للسلام المزمع إعلانها، خطوات غير مقبولة من تل أبيب، أو تشكّل تراجعاً عن الخط العام الذي يعتمده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفريقه المؤيد لإسرائيل.

وقال التقرير، إنّ نتنياهو يعكف، وفقاً لمصادر مختلفة، في الأسابيع الأخيرة، وعلى الرغم من إبدائه التفاؤل حيال خطة ترامب، على تأجيل موعد نشر الخطة قدر الإمكان، تحت مبرر أنّه لا حاجة ملحة تدعو إلى طرحها، وأنّ الطرف الآخر (الفلسطيني) غير مستعد، وبالتالي فإنّ موعد نشر الخطة كما تم تسريبه في يناير/ كانون الثاني المقبل، "هو سابق لأوانه".

وبحسب الصحيفة، فقد وصلت إلى جهات دبلوماسية في إسرائيل، إشارات مفادها بأنّه، خلافاً لتصريحات ترامب إنّه أزال موضوع القدس من على طاولة المفاوضات، بعد قرار إعلان القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، فإنّ القدس حاضرة في الخطة الأميركية، أكثر من أي وقت مضى.

وبحسب التفسير الإسرائيلي، فإنّ هذا لا يعني أنّ ترامب يكذب، لكنّه قد يصل إلى استنتاج بأنّ أجزاء معينة من القدس "هي ليست من مدينة القدس".


ووفقاً للمراسل السياسي للصحيفة ميخائيل توخفيلد، المقرّب من التيار الديني الصهيوني، فإنّ الأمر "الأكثر سوءاً" من وجهة نظر نتنياهو، هو توقيت طرح خطة سياسية، في سنة انتخابات عامة (المفروض أن يشهد العام 2019 انتخابات جديدة عامة مع انتهاء الولاية الرسمية للكنيست الحالي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بحال لم يتم أيضاً تبكير موعد الانتخابات العامة لأسباب داخلية).

ويخشى نتنياهو أن يؤدي طرح خطة سياسية، في أوج سنة انتخابات، إلى هز "أركان سفينته" بشكل يعرّضها للخطر الشديد، لأنّ نتنياهو سيضطر ولو ظاهرياً، رغم قدرته على المناورة والتحايل على رؤساء أميركيين كما فعل على مدار ثماني سنوات (إدارة الرئيس باراك أوباما)، إلى الإعلان بقبول بعض ما هو مطروح في الخطة، على أمل أن يأتي الرفض الكامل لها من الطرف الآخر.

ويشير توخفيلد، في تقريره، إلى أنّ قواعد اللعبة الإسرائيلية تختلف كلياً في سنة الانتخابات العامة، لافتاً إلى أنّ نفتالي بينت زعيم حزب "البيت اليهودي" الشريك في الحكومة الحالية، وأول من رد على تصريح ترامب، قائلاً إنّ حزبه "لن يشارك في حكومة إسرائيلية تؤيد إقامة دولة فلسطينية"، سينتظر كل هفوة وكل تصريح "مهادن" يصدر عن نتنياهو، لتوظيفه في المعركة الانتخابية وضرب آمال نتنياهو بزيادة عدد مقاعد حزبه في الكنيست من 30 مقعداً حالياً إلى 40 مقعداً، وفق تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقد فسّر بينت، وشريكته في الحزب أيليت شاكيد، تصريحات نتنياهو، في حينه، بأنّها إعلان حرب على حزب "البيت اليهودي"، تبعها، بحسب ادعائهما، خطة مدروسة في حزب "الليكود" (يرأسه نتنياهو) للتخلّص من الحزب، وضربه في قواعده الأساسية عند المستوطنين قدر الإمكان.


وفي معرض إشارته للضغوط التي قد يتعرّض لها نتنياهو من الجانب الأميركي، ذكر توخفيلد، أنّ ترامب، كان أبلغ سفير إسرائيل في الأمم المتحدة أن ينقل لنتنياهو رسالة واضحة، هي أن يتوقف عن "القيام بالتفاهات" وأن "يسير وفق مركبنا".

وأشار إلى أنّ ترامب قال لداني دانون "لدي طاقم مؤيّد لإسرائيل أكثر من أي رئيس سبقني"، ليدرك الأخير أنّه حتى بعد ثماني سنوات من حكم أوباما، جاء رئيس أميركي، وإن كان منحازاً لإسرائيل، يعرف من هو الطرف الرافض للتسوية، ألا وهو نتنياهو وليس الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وبالرغم من أنّ ترامب، بحسب الصحيفة، انقلب وغيّر موقفه، "إلا أنّ أحداً لا يستطيع القول، بشكل أكيد، إنّ هذا سيكون الانقلاب الأخير في مواقفه... وعدم اليقين هذا هو السؤال الذي يظل مفتوحاً، ويسبّب أرقاً لنتنياهو".