مع الهدوء النسبي على معظم الجبهات في سورية، سواء نتيجة التفاهمات بين الدول الداعمة لأطراف الصراع، أو نتيجة الوضع الذي فرضه الخوف من انتشار فيروس كورونا، بدأت الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" في كل من ريف حمص الشرقي وريف دير الزور وريف الحسكة وريف درعا بالظهور، من خلال عمليات محدودة استهدفت عناصر تابعين لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في كل من دير الزور والحسكة، وعمليات تبنّاها التنظيم في كل من دير الزور ودرعا استهدفت عناصر للنظام، الأمر الذي أثار مخاوف من عودة التنظيم للظهور ضمن الظروف الحالية، إلا أنه وفّر في الوقت نفسه فرصة لتلك القوى لاستثمار هذا الظهور لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
"قسد" التي انتهى معظم دورها عملياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة بعد إعلان الأخيرة القضاء على تنظيم "داعش" في سورية، وجدت في عودة التنظيم فرصة لاستعادة دورها بالنسبة إلى واشنطن كمحارب للإرهاب في منطقة شرق الفرات، واستجلاب مزيد من الدعم وتمكين نفسها عسكرياً وسياسياً في المنطقة، لكونها تواجه تهديداً من قبل تركيا التي لا تزال تعتبر هذه المليشيا التهديد الأكبر لأمنها القومي وتصنّفها تنظيماً إرهابياً. أما الولايات المتحدة، فقررت بعد الهجمات الأخيرة لـ"داعش" زيادة حضورها في منطقة شرق الفرات، وأرسلت المزيد من التعزيزات العسكرية التي دعمت بها "قسد"، بدعوى مواجهة التنظيم، وزادت عدد عناصرها الموجودين في المنطقة، والتي من المرجح أن يكون الهدف الأساسي منها، بالنسبة إلى واشنطن، وضع حد لانتشار القوات الروسية في منطقة شرق الفرات.
أما النظام السوري الذي تعرضت قواته لأكثر من هجوم في الآونة الأخيرة تبنّاه "داعش"، فربما وجد في تلك الهجمات فرصة للاستثمار السياسي والعسكري التي يبرع بها، والتي يمكن أن يحقق من خلالها مجموعة من الأهداف، في مقدمتها تصدير نفسه محارباً للإرهاب أمام المجتمع الدولي، بالإضافة إلى تخويف الأقليات من الطائفة الدرزية من عودة خطر "داعش" إلى حدود محافظة السويداء، فيما يبدو الاستثمار الأكبر الذي يتوافر أمام النظام هو التخطيط لهجوم موسع على محافظة درعا والالتفاف على اتفاق المصالحة في الجنوب، وإعادة المحافظة إلى حظيرة النظام بشكل كامل.
لا شك في أن تنظيم "داعش" يشكل خطراً، إلا أن خطره لا يتوازى مع الفوائد التي يجنيها النظام و"قسد"، ليبقى الخطر الحقيقي للتنظيم في ظهور خلايا نائمة في مناطق سيطرة المعارضة، وهو الأمر الذي قد ينعكس وبالاً على المنطقة والمعارضة.
"قسد" التي انتهى معظم دورها عملياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة بعد إعلان الأخيرة القضاء على تنظيم "داعش" في سورية، وجدت في عودة التنظيم فرصة لاستعادة دورها بالنسبة إلى واشنطن كمحارب للإرهاب في منطقة شرق الفرات، واستجلاب مزيد من الدعم وتمكين نفسها عسكرياً وسياسياً في المنطقة، لكونها تواجه تهديداً من قبل تركيا التي لا تزال تعتبر هذه المليشيا التهديد الأكبر لأمنها القومي وتصنّفها تنظيماً إرهابياً. أما الولايات المتحدة، فقررت بعد الهجمات الأخيرة لـ"داعش" زيادة حضورها في منطقة شرق الفرات، وأرسلت المزيد من التعزيزات العسكرية التي دعمت بها "قسد"، بدعوى مواجهة التنظيم، وزادت عدد عناصرها الموجودين في المنطقة، والتي من المرجح أن يكون الهدف الأساسي منها، بالنسبة إلى واشنطن، وضع حد لانتشار القوات الروسية في منطقة شرق الفرات.
أما النظام السوري الذي تعرضت قواته لأكثر من هجوم في الآونة الأخيرة تبنّاه "داعش"، فربما وجد في تلك الهجمات فرصة للاستثمار السياسي والعسكري التي يبرع بها، والتي يمكن أن يحقق من خلالها مجموعة من الأهداف، في مقدمتها تصدير نفسه محارباً للإرهاب أمام المجتمع الدولي، بالإضافة إلى تخويف الأقليات من الطائفة الدرزية من عودة خطر "داعش" إلى حدود محافظة السويداء، فيما يبدو الاستثمار الأكبر الذي يتوافر أمام النظام هو التخطيط لهجوم موسع على محافظة درعا والالتفاف على اتفاق المصالحة في الجنوب، وإعادة المحافظة إلى حظيرة النظام بشكل كامل.
لا شك في أن تنظيم "داعش" يشكل خطراً، إلا أن خطره لا يتوازى مع الفوائد التي يجنيها النظام و"قسد"، ليبقى الخطر الحقيقي للتنظيم في ظهور خلايا نائمة في مناطق سيطرة المعارضة، وهو الأمر الذي قد ينعكس وبالاً على المنطقة والمعارضة.