حضر ملف إدلب السورية في مؤتمر ميونخ الألماني للأمن في دورته الـ56 أمس السبت، سواء في اللقاءات التي عُقدت لهذه الغاية، أو في سياق المواقف التي خرجت منه، وذلك في موازاة حركة دبلوماسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تخللها اتصال بالرئيس الأميركي دونالد ترامب ، فضلاً عن ترقّب لقاء روسي ـ تركي، غداً الاثنين، في موسكو، مُهّد له بإعلان أنقرة رفضها التخلي عن منظومة "أس 400" الروسية عقب لقاء جمع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو ونظيره الروسي سيرغي لافروف في ميونخ بدا واضحاً من خلاله أن روسيا تستبعد التوصل إلى تفاهمات مع تركيا. في المقابل، واصلت قوات النظام السوري هجومها في ريف حلب الغربي، بدعم روسي، مع تسجيل سقوط العديد من الضحايا ونزوح الآلاف.
سياسياً، أبلغ أردوغان الصحافيين المرافقين له خلال رحلة عودته من باكستان بأن المحادثات التي أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهذا الشأن كانت إيجابية. وأضاف أن بيانات الدعم الأميركية لتركيا في ما يتعلق بإدلب "لا ترسخ الثقة". وقال إن قوات النظام هي من بدأت بمحاصرة نقاط مراقبتنا (في إدلب)، لا يمكننا الصمت إزاء ذلك، نقوم بما يلزم ضدهم. كما بحث أردوغان هاتفياً مع نظيره الأميركي تطورات إدلب وكيفية إنهاء الأزمة الإنسانية التي تشهدها المحافظة في أسرع وقت ممكن.
من جهته، كشف وزير الخارجية التركي الذي التقى بنظيره الروسي أمس في اجتماع وصفه بـ"المفيد" أن وفداً تركياً سيعقد محادثات في روسيا غداً الاثنين بشأن الوضع في إدلب. وقال إنه اتفق مع لافروف على استمرار توريد منظومة "أس 400" إلى تركيا. وقال المسؤول التركي: "إنهما مسألتان منفصلتان، لا يمكننا تغيير موقفنا المبدئي أو مسارنا السياسي بسبب خلاف واحد مع هذا البلد أو ذاك". وكان جاووش أوغلو قال عقب اجتماع مع نظيره الألماني هايكو ماس على هامش مؤتمر ميونخ للأمن بنسخته الـ 56، إن مليوني شخص قد يتجهون إلى الحدود التركية - السورية إذا لم يتحقق وقف لإطلاق النار في إدلب. وكشف أن النظام صعّد من وتيرة اعتداءاته في الآونة الأخيرة بإدلب، وأنّ تركيا تبذل مع روسيا جهوداً لوقف اعتداءات النظام.
من جهته، قال لافروف إن بلاده تربطها علاقات جيدة بتركيا، ولكن خلافات ستظهر أحياناً. وأضاف: "لدينا علاقات جيدة جداً مع تركيا وهذا لا يعني أنه ينبغي علينا الاتفاق بشأن كل شيء. الاتفاق التام بشأن كل القضايا لا يمكن أن يكون ممكنا بين أي دولتين".
وفي تأكيد على تمسك موسكو بمقاربتها الملف السوري، عبرّ لافروف عن ثقة روسيا بأن "النصر على الإرهاب في إدلب آت". وأشار لافروف إلى أن الاتفاقات الروسية التركية حول وقف التصعيد في إدلب "لا تقتضي بأي حال التخلي عن محاربة الخطر الإرهابي بلا هوادة". وأضاف أن "اتفاقات إدلب" تشمل مجموعة من المسائل، وأهمها "ضمان وقف إطلاق النار وإقامة منطقة منزوعة السلاح والفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين". وأكد أن تلك المهام "معقدة" ويرجع أحد أسباب ذلك إلى أن "الإرهابيين يستخدمون السكان المدنيين في إدلب دروعا بشرية".
في المقابل، وفي استمرارية لمواقف المسؤولين الأتراك التي تكشف نية أنقرة استخدام القوة في حال عدم التوصل لحلول تتضمن انسحاب قوات النظام إلى ما وراء حدود اتفاق سوتشي، عبّر نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، عن عزم بلاده على وقف تقدم قوات النظام في إدلب، مهدداً باستخدام القوة إذا لم تنسحب من المنطقة بحلول نهاية الشهر الحالي.
وقال أقطاي في تصريحات لقناة "إن تي في" التركية أمس السبت، إن أنقرة نقلت موقفها لروسيا بكل وضوح بشأن إدلب خلال مباحثات جرت بين الطرفين أخيراً، مؤكداً أن تركيا أوفت بالتزاماتها في إدلب وفقاً للاتفاقات المبرمة مع روسيا وإيران. كما قال المسؤول التركي: "إدلب بالنسبة لنا مسألة أمن قومي وليست منطقة حدودية فقط".
وتصر تركيا على انسحاب قوات النظام إلى الحدود الجغرافية لاتفاق سوتشي، الموقّع بين بوتين وأردوغان، في سبتمبر/أيلول من عام 2018، أي انسحاب هذه القوات من عشرات المدن والبلدات والقرى في ارياف إدلب وحلب وحماة، وهو ما يرفضه الروس الذين يصرون على استعادة السيطرة على الطريقين "أم 4" و"أم 5" وتأمين محيطهما، ما يعني قضم المزيد من القرى، فيما يؤكد النظام أن هدفه استعادة السيطرة على كامل الشمال الغربي من سورية. ولا يبدو أن النظام وحليفته روسيا بصدد التفكير بالتفريط بما حققوه منذ أواخر العام الماضي وحتى اليوم، ما يعني أن الروس يدفعون باتجاه تثبيت خريطة السيطرة الراهنة.
ميدانياً، تابعت قوات النظام توغلها السريع في ريف حلب الغربي، مع تأكيد وكالة "سانا" التابعة للنظام سيطرة هذه القوات أمس السبت، على قريتي أورم الكبرى وكفرناها وجمعية الرضوان، بعد أن سيطرت خلال الأيام القليلة الماضية على مساحات واسعة من ريفي حلب الغربي والجنوبي.
اقــرأ أيضاً
وقُتل 4 مدنيين إثر قصف شنته مقاتلات روسية على أماكن سكنية في منطقة "خفض التصعيد". وأفاد مرصد الطائرات التابع للمعارضة، في بيان، أن المقاتلات الروسية استهدفت مدينة دارة عزة وقرى السحارة وكفر ناها وتديل وعاجل بريف حلب وقريتي كفر سجنة وحاس بريف إدلب. وذكرت مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) بأن القصف في السحارة أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة متطوع في الدفاع المدني.
وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات دارت في محيط قرية كفر تعال، إذ إنه من الواضح أن قوات النظام تريد تهديد مدن في محافظة إدلب ليست بعيدة عن الحدود السورية ـ التركية، منها سرمدا والدانا والأتارب ودارة عزة، في ظلّ إعلان وسائل إعلام النظام نية قواته اختراق المنطقة وصولاً إلى باب الهوى على الحدود السورية التركية، لحصر فصائل المعارضة السورية في منطقة جغرافية ضيقة داخل ما تبقى من محافظة إدلب. ويبدو أن قوات النظام تكرر سيناريو تقطيع الأوصال الذي اتبعته مرات عدة خلال سنوات الصراع كما في غوطة دمشق الشرقية، والأحياء الشرقية من مدينة حلب، والذي أدى في النهاية إلى تراجع فصائل المعارضة السورية. وفي تصريحات عدة أكد قياديون في فصائل المعارضة أن القصف الجوي الروسي سبب رئيسي في تقدم قوات النظام، إضافة إلى افتقاد هذه الفصائل لأسلحة نوعية تمكنها من الصمود أمام قوات النظام ومليشيات متعددة تساندها.
في غضون ذلك، نقل موقع "سمارت" الإخباري المعارض عن قائد عسكري في "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) قوله إن نحو 20 عنصراً من قوات النظام قُتلوا وجُرحوا خلال المواجهات مع "الهيئة" و"الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة للمعارضة السورية في قرية الشيخ عقيل، التابعة لمنطقة جبل سمعان في ريف حلب الغربي. كما سُجّلت استعادة فصائل المعارضة جميع النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام ومليشيات إيرانية بمحيط الشيخ عقيل، قبل أن تستعيد السيطرة على تلة الراقم فجر أمس السبت. في السياق، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أن وحدات من قوات الأخير أمّنت جانبي الطريق الدولي حلب ـ دمشق بالكامل مروراً بإدلب وحماة، ولا سيما المنطقة المتبقية بالقرب من مدخل حلب الغربي بعد السيطرة على المناطق المحيطة بالطريق.
إلى ذلك، واصل الجيش التركي تعزيز وجوده في الشمال الغربي من سورية، مع دخول أرتال عسكرية تركية جديدة بعد منتصف ليلة الجمعة - السبت الأراضي السورية. وذكرت وكالة "الأناضول" التركية بأن قافلة تعزيزات مكونة من 60 عربة عسكرية، بينها ناقلات جنود مدرعة تضم قوات الـ"كوماندوس" وصلت إلى نقاط مراقبة في إدلب، مشيرة إلى أن التعزيزات تتضمن أيضاً مركبات عسكرية مشوشة للإشارات. وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الجيش التركي أنشأ نقطة عسكرية جديدة في الفوج 111 قرب مدينة دارة عزة، في ريف حلب الغربي، بعد أن كان أنشأ نقطة مماثلة قرب قرية كفركرمين، يوم الجمعة الماضي. وأشارت إلى أن رتلاً مؤلفاً من أكثر من 50 آلية دخل إدلب من معبر كفرلوسين، وانتشر على النقاط العسكرية في ريفي إدلب وحلب الغربي. ونوّهت المصادر إلى أن، الرتل ضمّ دبابات ومدرعات ومعدات لوجستية وعسكرية، ليرتفع عدد الآليات التي دخلت المنطقة أخيراً إلى أكثر من 2000 والجنود إلى أكثر من 6500 بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أكدت مصادر مطلعة أن العدد أكبر من ذلك.
إنسانياً، أعلنت الأمم المتحدة، مساء الجمعة، أن أكثر من 143 ألف مدني اضطروا إلى النزوح من إدلب شماي غربي سورية في الأيام الثلاثة الأخيرة فقط، بسبب مواصلة قوات النظام هجماتها في المنطقة، وذلك خلال مؤتمر صحافي لستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس. وحذّر دوجاريك من تفاقم الأوضاع في إدلب، قائلاً: "لقد استمرت الاعتداءات خلال الليالي الماضية في إدلب وحلب، ونزح 830 ألف شخص منذ بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بمن فيهم 143 ألف شخص خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط".
وأوضح دوجاريك أن أغلب هؤلاء النازحين (أكثر من 80 في المائة) هم من النساء والأطفال، مشيراً إلى أن درجات الحرارة انخفضت إلى تحت الصفر في شمالي غرب سورية، ما يعرّض العائلات النازحة لظروف قاسية. وتابع بأن "الاحتياجات الإنسانية تتزايد وتسبّب حالة الطوارئ المستمرة تعقيدَ الحالة الإنسانية الرهيبة أصلاً للناس في الشمال الغربي من سورية، ويُعَدّ البحث عن المأوى أكثر الاحتياجات إلحاحاً". ووصف دوجاريك الوضع بالمتأزم للغاية، مؤكداً أن النزاع الدائر اضطر مئات الآلاف للنزوح إلى مناطق تواجه صعوبة في استيعاب تلك الأعداد، ولا يوجد فيها المستلزمات الكافية للتعامل مع الشتاء القاسي.
اقــرأ أيضاً
سياسياً، أبلغ أردوغان الصحافيين المرافقين له خلال رحلة عودته من باكستان بأن المحادثات التي أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهذا الشأن كانت إيجابية. وأضاف أن بيانات الدعم الأميركية لتركيا في ما يتعلق بإدلب "لا ترسخ الثقة". وقال إن قوات النظام هي من بدأت بمحاصرة نقاط مراقبتنا (في إدلب)، لا يمكننا الصمت إزاء ذلك، نقوم بما يلزم ضدهم. كما بحث أردوغان هاتفياً مع نظيره الأميركي تطورات إدلب وكيفية إنهاء الأزمة الإنسانية التي تشهدها المحافظة في أسرع وقت ممكن.
من جهته، قال لافروف إن بلاده تربطها علاقات جيدة بتركيا، ولكن خلافات ستظهر أحياناً. وأضاف: "لدينا علاقات جيدة جداً مع تركيا وهذا لا يعني أنه ينبغي علينا الاتفاق بشأن كل شيء. الاتفاق التام بشأن كل القضايا لا يمكن أن يكون ممكنا بين أي دولتين".
وفي تأكيد على تمسك موسكو بمقاربتها الملف السوري، عبرّ لافروف عن ثقة روسيا بأن "النصر على الإرهاب في إدلب آت". وأشار لافروف إلى أن الاتفاقات الروسية التركية حول وقف التصعيد في إدلب "لا تقتضي بأي حال التخلي عن محاربة الخطر الإرهابي بلا هوادة". وأضاف أن "اتفاقات إدلب" تشمل مجموعة من المسائل، وأهمها "ضمان وقف إطلاق النار وإقامة منطقة منزوعة السلاح والفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين". وأكد أن تلك المهام "معقدة" ويرجع أحد أسباب ذلك إلى أن "الإرهابيين يستخدمون السكان المدنيين في إدلب دروعا بشرية".
في المقابل، وفي استمرارية لمواقف المسؤولين الأتراك التي تكشف نية أنقرة استخدام القوة في حال عدم التوصل لحلول تتضمن انسحاب قوات النظام إلى ما وراء حدود اتفاق سوتشي، عبّر نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، عن عزم بلاده على وقف تقدم قوات النظام في إدلب، مهدداً باستخدام القوة إذا لم تنسحب من المنطقة بحلول نهاية الشهر الحالي.
وقال أقطاي في تصريحات لقناة "إن تي في" التركية أمس السبت، إن أنقرة نقلت موقفها لروسيا بكل وضوح بشأن إدلب خلال مباحثات جرت بين الطرفين أخيراً، مؤكداً أن تركيا أوفت بالتزاماتها في إدلب وفقاً للاتفاقات المبرمة مع روسيا وإيران. كما قال المسؤول التركي: "إدلب بالنسبة لنا مسألة أمن قومي وليست منطقة حدودية فقط".
وتصر تركيا على انسحاب قوات النظام إلى الحدود الجغرافية لاتفاق سوتشي، الموقّع بين بوتين وأردوغان، في سبتمبر/أيلول من عام 2018، أي انسحاب هذه القوات من عشرات المدن والبلدات والقرى في ارياف إدلب وحلب وحماة، وهو ما يرفضه الروس الذين يصرون على استعادة السيطرة على الطريقين "أم 4" و"أم 5" وتأمين محيطهما، ما يعني قضم المزيد من القرى، فيما يؤكد النظام أن هدفه استعادة السيطرة على كامل الشمال الغربي من سورية. ولا يبدو أن النظام وحليفته روسيا بصدد التفكير بالتفريط بما حققوه منذ أواخر العام الماضي وحتى اليوم، ما يعني أن الروس يدفعون باتجاه تثبيت خريطة السيطرة الراهنة.
ميدانياً، تابعت قوات النظام توغلها السريع في ريف حلب الغربي، مع تأكيد وكالة "سانا" التابعة للنظام سيطرة هذه القوات أمس السبت، على قريتي أورم الكبرى وكفرناها وجمعية الرضوان، بعد أن سيطرت خلال الأيام القليلة الماضية على مساحات واسعة من ريفي حلب الغربي والجنوبي.
وقُتل 4 مدنيين إثر قصف شنته مقاتلات روسية على أماكن سكنية في منطقة "خفض التصعيد". وأفاد مرصد الطائرات التابع للمعارضة، في بيان، أن المقاتلات الروسية استهدفت مدينة دارة عزة وقرى السحارة وكفر ناها وتديل وعاجل بريف حلب وقريتي كفر سجنة وحاس بريف إدلب. وذكرت مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) بأن القصف في السحارة أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة متطوع في الدفاع المدني.
وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات دارت في محيط قرية كفر تعال، إذ إنه من الواضح أن قوات النظام تريد تهديد مدن في محافظة إدلب ليست بعيدة عن الحدود السورية ـ التركية، منها سرمدا والدانا والأتارب ودارة عزة، في ظلّ إعلان وسائل إعلام النظام نية قواته اختراق المنطقة وصولاً إلى باب الهوى على الحدود السورية التركية، لحصر فصائل المعارضة السورية في منطقة جغرافية ضيقة داخل ما تبقى من محافظة إدلب. ويبدو أن قوات النظام تكرر سيناريو تقطيع الأوصال الذي اتبعته مرات عدة خلال سنوات الصراع كما في غوطة دمشق الشرقية، والأحياء الشرقية من مدينة حلب، والذي أدى في النهاية إلى تراجع فصائل المعارضة السورية. وفي تصريحات عدة أكد قياديون في فصائل المعارضة أن القصف الجوي الروسي سبب رئيسي في تقدم قوات النظام، إضافة إلى افتقاد هذه الفصائل لأسلحة نوعية تمكنها من الصمود أمام قوات النظام ومليشيات متعددة تساندها.
في غضون ذلك، نقل موقع "سمارت" الإخباري المعارض عن قائد عسكري في "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) قوله إن نحو 20 عنصراً من قوات النظام قُتلوا وجُرحوا خلال المواجهات مع "الهيئة" و"الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة للمعارضة السورية في قرية الشيخ عقيل، التابعة لمنطقة جبل سمعان في ريف حلب الغربي. كما سُجّلت استعادة فصائل المعارضة جميع النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام ومليشيات إيرانية بمحيط الشيخ عقيل، قبل أن تستعيد السيطرة على تلة الراقم فجر أمس السبت. في السياق، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام، أن وحدات من قوات الأخير أمّنت جانبي الطريق الدولي حلب ـ دمشق بالكامل مروراً بإدلب وحماة، ولا سيما المنطقة المتبقية بالقرب من مدخل حلب الغربي بعد السيطرة على المناطق المحيطة بالطريق.
إنسانياً، أعلنت الأمم المتحدة، مساء الجمعة، أن أكثر من 143 ألف مدني اضطروا إلى النزوح من إدلب شماي غربي سورية في الأيام الثلاثة الأخيرة فقط، بسبب مواصلة قوات النظام هجماتها في المنطقة، وذلك خلال مؤتمر صحافي لستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس. وحذّر دوجاريك من تفاقم الأوضاع في إدلب، قائلاً: "لقد استمرت الاعتداءات خلال الليالي الماضية في إدلب وحلب، ونزح 830 ألف شخص منذ بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بمن فيهم 143 ألف شخص خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط".
وأوضح دوجاريك أن أغلب هؤلاء النازحين (أكثر من 80 في المائة) هم من النساء والأطفال، مشيراً إلى أن درجات الحرارة انخفضت إلى تحت الصفر في شمالي غرب سورية، ما يعرّض العائلات النازحة لظروف قاسية. وتابع بأن "الاحتياجات الإنسانية تتزايد وتسبّب حالة الطوارئ المستمرة تعقيدَ الحالة الإنسانية الرهيبة أصلاً للناس في الشمال الغربي من سورية، ويُعَدّ البحث عن المأوى أكثر الاحتياجات إلحاحاً". ووصف دوجاريك الوضع بالمتأزم للغاية، مؤكداً أن النزاع الدائر اضطر مئات الآلاف للنزوح إلى مناطق تواجه صعوبة في استيعاب تلك الأعداد، ولا يوجد فيها المستلزمات الكافية للتعامل مع الشتاء القاسي.