أوكرانيا... مسرح "مرتزقة" لتصفية الحسابات

موسكو

منذر بدر حلوم

avata
منذر بدر حلوم
11 يونيو 2014
936D0CED-4E38-4951-AC64-0D5DD723C2A8
+ الخط -

لم يعد يثير الدهشة أن تجد إعلاناً على مواقع التواصل الاجتماعي يدعوك للقتال في أوكرانيا، أو إرشادات إلى كيفية الوصول إلى هناك، وعناوين الجهات وأرقام هواتفها. أوكرانيا اليوم، وخصوصاً أقاليمها الجنوبية الشرقية، أصبحت منطقة تقاطع نيران وتضارب مصالح، وأماكن ارتزاق.

روس وسلافيون

نشر رجل الأعمال الأوكراني، بافل غوبارييف، رئيس اللجان الشعبية في دونباس، وزعيم حركة "نوفوروسيا" السياسية، على حسابه في تويتر، معلومات عن طريقة الانضمام إلى جيش دونباس الشعبي مع أرقام هواتف وعناوين، توضح آليات الوصول إلى مراكز تطوع لقتال الجيش الأوكراني. وتلفت في الإعلان معلومة نشرها غوبارييف، تقول إنه "في الجيش الشعبي، يمنع تعاطي الكحول، والنظام المعمول به نظام ثكنات عسكرية، ولا يتقاضى المتطوعون أموالاً، فهنا يقاتلون حتى الموت من أجل وطنهم. وهنا يقدّرون العمل الجماعي، وقوة شكيمة كل مقاتل". وقد أعاد غوبارييف نشر التعلميات على حسابه في "فيسبوك". وكتب، قبل يومين، أن "إرسال المتطوعين من جيش دونباس الشعبي للقتال في سلفيانسك يجري بصورة يومية عملياً".

جثامين وحيرة

وصلت إلى ضواحي موسكو ثلاثة جثامين من أوكرانيا على الأقل، هذا الأسبوع. وذكرت صفحات التواصل الاجتماعي أنها لثلاثة جنود روس، هم: يورين ويفريموف وجدانوفيتش. وكان الثلاثة دخلوا إلى الأراضي الأوكرانية بطريقة ما في الربيع، وقاتلوا ضد القوات الأوكرانية الحكومية إلى أن لقوا مصرعهم في دونيتسك في نهاية شهر مايو/أيار، كما تقول إذاعة "صدى موسكو" الروسية المعارضة.

أما على صفحات المجلة الحية "chipstone.livejournal.co"، وموقعها من أكثر المواقع الروسية ارتياداً وتقتبس منه كبريات الصحف والمجلات، فيتم الحديث عن أن "روسيا تغض النظر عن تجنيد المرتزقة على أراضيها بأموال يانوكوفيتش نفسه، بل هي تساعدهم بطريقة ما في امتلاك السلاح والذخيرة. وتستقبل اللاجئين بلا قيود. وهذا أقصى ما تستطيعه روسيا في الوضع الراهن".

إسرائيليون

كان أفيغدور إكسين، الكاتب الصحافي الإسرائيلي الصهيوني المتطرف والموالي لموسكو، قد أعلن في 29 أبريل/نيسان 2014، في برنامج أركادي مامونتوف التلفزيوني، "مراسل خاص" على القناة الروسية الأولى، وعلى الهواء مباشرة أن المقاتلين في كتيبة علياء "Gdud Alia" الإسرائيلية، الذين سبق أن قاتلوا في الشيشان وأفغانستان ثم في غزة، "لجأوا إليَّ (الكلام لإكسين) كي آتي إليكم وأقول إنهم على استعداد لأن يأتوا غداً إلى هنا ويقدموا المساعدة. غداً".

وكتيبة "علياء"، وفقاً لموقع "ترود.رو"، تم تشكيلها عام 2002، من مقاتلين سوفيات سابقين لمكافحة "الإرهاب". وفي عام 2006 تم حل هذه الكتيبة، وغادر قائدها رومان راتنير إلى إسرائيل، ثم اتهم باختلاس الأموال التي جمعها على اسم الكتيبة أثناء وجوده في الولايات المتحدة. وقد أعيد تجميع الكتيبة على خلفية أحداث أوكرانيا من جديد.

في السياق، أعلن المدوّن فلاديسلاف بريغ من دونيتسك، في الثاني من يونيو/حزيران، عن وصول أول 20 مقاتلاً من كتيبة "علياء" إلى لوغانسك. وقال "اليوم انضمت إلى المتطوعين مجموعة من إسرائيل. الكتيبة أرسلت بصورة عاجلة 20 من أفضل مقاتليها ممن اكتسبوا خبرة عالية في الجيشين السوفياتي والإسرائيلي إلى سلافيانسك، والكتيبة على استعداد لرفع العدد إلى 200 لمواجهة النازيين" الجدد.

وقد أورد ا. غوباريف في حسابه على "تويتر"، تأكيد قائد كتيبة علياء أن المقاتلين الإسرائيليين جاؤوا بمبادرة شخصية لا علاقة لحكومة إسرائيل بها. ونقل عن قائد كتيبة علياء قوله إن "الموقف من الفاشيين مسألة شخصية تخص كل مقاتل، ولكن لا يمكن التعامل بلامبالاة حيال ما يجري في أوكرانيا، خاصة بعد مأساة أوديسا" التي قُتل فيها مجموعة من الموالين لروسيا، حرقاً في مقر نقابي في المدينة. ثم يؤكد راتنير أن المجموعة الأولى المكونة من 20 مقاتلاً، يمكن في غضون الأسبوعين التاليين أن يصل عددها إلى 200 مقاتل. ويضيف أنه "بعد حادثة مبنى النقابات، كثيرون ما عادوا يطيقون البقاء".

"سلفيانسك وغروزني ستتآخيان"

كتب أحد مستخدمي "الفيسبوك"، تحت اسم فلاد بريك، أن "مقاتلين من الشيشان يتوجهون إلى سلفيانسك. جماعة بنديرا عرفوا كيف يوحدون ضدهم في خندق واحد، الروس واليهود والشيشان". وجاء كلام محافظ سلفيانسك الشعبي، فياتشيسلاف بونوماريوف في لقاء مع الصحافي أناتولي شاري، نشر على قناة الأخير على موقع اليوتيوب، في الثامن من الشهر الحالي، ما يؤكد حجم المشاركة الشيشانية، فقال إن "سلفيانسك وغروزني سوف تتآخيان". وبونوماريوف، ابن التاسعة والثلاثين، الروسي الأب والأوكراني الأم، تمت "مبايعته" محافظاً شعبياً لسفيانسك أثناء قيادته الهجوم على مبنى إدارة الأمن الأوكراني في 13 أبريل/نيسان 2014.

وفي إجابة عن سؤال حول طبيعة المقاتلين الشيشان في صفوف جيش دونباس الشعبي، قال بوناماريوف إنهم ليسوا من قوات الرئيس الشيشاني قاديروف. وعن هذا الموضوع، يوضح أن "أوراقاً من غروزني وصلتنا تؤكد الرغبة في تآخي المدينتين، ونحن أرسلنا موافقتنا". وأضاف "يسعدنا دائما رؤية ممثلين عن شعوب القوقاز، ولدينا كثير منهم هنا، من الشيشان وأوسيتيا ومن أرمينيا وأذربيجان". وأكد أن لديهم من المقاتلين الشيشان ما يكفي، وهم يقاتلون في تشكيل مستقل.

أوروبيون

وعن سؤال حول البلدان التي يتحدر منها مقاتلون في "الجيش الشعبي"، يجيب أن هناك مقاتلين من بلدان عديدة، مثل بولونيا وروسيا البيضاء، و"سيكون علينا قريباً تشكيل كتيبة أممية، لأن الذين يأتون من كل مكان كثيرون جداً". وتحدث عن تسجيل خسائر بين المدنيين تضاعفت بعد استخدام سلاح الجو الأوكراني ضدهم، كما تحدث عن إسقاط 4 طائرات أوكرانية، بينها طائرة تجسس، مؤكداً أن لدى كييف طائرتين فقط من هذا النوع.

... ومقاتلون مع كييف

يجري الحديث في وسائل الإعلام عن مئات المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب كييف، وعن عودة مقاتلين من سورية لمساعدة أوكرانيا في حربها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا. وفي السياق، ذكرت وكالة "إيتار تاس" الروسية، في 29 مايو/ أيار الماضي، أن هناك حوالي 300 مقاتل كانوا يحاربون إلى جانب المعارضة في سورية، عادوا بين مارس/آذار وأبريل/نيسان "للمشاركة في العملية التأديبية" التي تشنها كييف جنوب شرق البلاد. وقد نسبت الوكالة المذكورة الخبر إلى مصدر في قيادة القوات المسلحة الأوكرانية، مشيرة إلى أن هؤلاء انضموا إلى كتيبة المتطرفين من "القطاع اليميني"، ومعظمهم من غرب أوكرانيا، و"بينهم قناصة ومقاتلون في الوحدات الخاصة، ومنهم من سبق أن قاتل الروس في شمال القوقاز".

بلاك ووتر

وكان ممثل روسيا الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، أندريه كيلين، قد تحدث لوكالة "إيتار تاس" عن مرتزقة من الولايات المتحدة ينسّقون عمل قوات الأمن الأوكرانية، علماً أن وسائل إعلام مختلفة غربية وروسية أكدت مشاركة مرتزقة شركة "بلاك ووتر" (التي أصبح اسمها Academi) في أحداث أوكرانيا، وقتالهم إلى جانب الجيش الأوكراني ضد "جيش دونيتسك الشعبي"، ولفتت إلى أنهم يؤدون دوراً أمنياً كبيراً هناك.

ذات صلة

الصورة

سياسة

قُتل 40 شخصاً على الأقل، وجُرح العشرات، في إطلاق نار أعقبه اندلاع حريق، مساء اليوم الجمعة، في صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو.
الصورة
قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود فيكتور سوكولوف-ألكسي بافليشاك/رويترز

سياسة

ظهر قائد الأسطول الروسي في البحر الأسود فيكتور سوكولوف، الذي أعلن الجيش الأوكراني، أمس الاثنين، أنه قتله الأسبوع الماضي، وذلك في صور وزّعتها وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء.
الصورة

سياسة

نشرت وكالة "أسوشييتد برس" تقريراً اليوم الجمعة، كشفت فيه تفاصيل تعرّض معارضي الكرملين على مرّ السنوات السابقة لهجمات وعمليات قتل، كان آخرها مقتل زعيم مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين الأربعاء.
الصورة

سياسة

بعد مرور نحو 24 ساعة على مقتل مؤسس شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين، مساء أمس الأربعاء، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صمته، واصفاً الواقعة بأنها مأساة، لكن خبراء ومحللين يرون أن بوتين متورط في عملية اغتيال رئيس المجموعة.