بعد تجارب عدّة تناول خلالها موضوعات مختلفة مثل النيل والحكايات والأساطير في الحضارة المصرية القديمة، والقاهرة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، والمجموعات التي نفّذها بالحبر لتوثيق أسفاره، يذهب محمد عبلة (1953) إلى النحت لأول مرّة في معرضه "برا الكادر" الذي أقيم في الغاليري نفسه منذ ثلاثة أشهر، وضمّ أعمالاً تدور حول مفهوم الازدواج لدى النفس البشرية وانفعالاتها في الواقع.
يركّز إبراهيم دسوقي (1969) في أعماله على الظل والنور سواء في رسومات الطبيعة أو البورتريه التي يميل فيها إلى استخدام الألوان الباردة في تناول شخصيات نسائية يتجوّلن في الأحياء أو في البيوت في حالات متنوعة، مستفيداً من خلفيته الأكاديمية وهو الحاصل على درجة الدكتوراه عن أطروحته "الحركة الداخلية في التصوير" (2003).
أما حازم المستكاوي (1965) فيقوم بتحويل الورق المقوى المعاد تدويره إلى أشكال هندسية ونحتية مركبة مع استعماله لمواد أخرى متنوعة مستلهمة من خبرته الفنية وقدرته في تطويع ونحت الأشكال والمجسمات بطريقة فائقة تتحدى الأنماط التقليدية في فن النحت.
يجمع إسلام زاهر (1972) بين الرسم بأسلوبه التعبيري التي يقدّم من خلالها شخصيات مستسلمة إلى مصير محتوم بوجوه غير مكتملة ومشوهة، وبين احترافه المسرح تمثيلاً وإخراجاً وكتابةً، بينما يتناول محمد رضوان (1971) في منحوتاته من الخشب والبرونز والحجر تعبيرات مختلفة مستمدّة من الحضارة المصرية القديمة.
ينوّع الكفراوي (1980) بين مناخات متعدّدة، حيث تتبع في أكثر من معرض سابق له شخصيات عادية من مدينته القاهرة مبرزاً تشوهاتهم التي تسبّبت بها جملة تحولات سياسية واجتماعية في القرن الماضي، محاولاً تخيّلهم بالأبيض والأسود في اللحظة الراهنة، عبر إعادة طباعة الأعمال، ثم الرسم فوقها وإعادة رسمها، طمس ملامحها أحياناً أو إعادة تشكيلها.
يقارب النحّات نجيب معين في أعماله مفاهيم فلسفية وجمالية تتصل بحضارات مختلفة حول البحر المتوسط عبر تماثيل تحتشد بتفاصيل ورموز عديدة مستوحاة من عمارتها ومجتمعاتها ثقافتها، فيما لا تفارق الغابة والحياة حول نهر النيل لوحته، وكذلك والطقوس الشعبية في بلاده السودان التي تقترب من الفوتوغراف.