ضمن عروض "الفلهارمونية في المكتبة" تنظم مكتبة قطر الوطنية في الدوحة، أمسية موسيقية لفرقة أوركسترا قطر الفلهارمونية، عند الخامسة والنصف من مساء الخميس، 23 من الشهر الجاري.
تتضمن الأمسية عزفاً للرباعيتين الوتريتيين التي ألفهما كل من الفرنسيين كلود ديبوسي وغابرييل فوريه، ويعزفها كل من، لورينا مانيسكو وديمتري تورشينسكي على الكمان، وأندريا ميروتزا على الفيولا، وكريستوف شميتز على الفيولونتشيلو.
كتب ديبوسي (1862-1918) رباعيته الجي ماينور الوترية الوحيدة عام 1893 وكان عمره 31 عاماً، آنذاك كان من المفترض أن المؤلف الموسيقي الفرنسي منهمك في تأليف أوبرا من ثلاثة مشاهد تحت عنوان "رودريغو وشيمين"، ولكنه هجرها وظلت هذه الأوبرا غير مكتملة، وانصرف عنها إلى تأليف الرباعية الوترية.
وُصفت رباعية ديبوسي بأنها شديدة التأثر بـ "موسيقى روسيا الفتية"، ويفسر ذلك بأن راعية الموسيقار الفرنسي كانت سيدة أعمال روسية ثرية تدعى ناديزاده فون ميك، وكانت تدعم تشايكوفسكي أيضاً، ويبدو أن مسحة التأثر هذه كانت في سبيل إرضاء "الممول"، في تلك الفترة.
أما مقطوعة الإي ماينور "Op121" الرباعية الوترية الوحيدة التي كتبها فوريه (1845-1924)، فقد بدأ في كتابتها في مدينة "أنسي" عام 1923 وانتهى منها في أيلول/ سبتمبر 1924 قبيل وفاته بوقت قصير وكان عمره آنذاك 79 عاماً، وهي آخر ما ألف من أعمال موسيقية.
كان تلميذ فوريه هو المؤلف الموسيقي موريس رافيل، الذي ألف رباعية وترية عام 1903 وأهداها لأستاذه، وبدأ يلح عليه مع تلاميذ آخرين لأن يكتب رباعية وتريه هو نفسه، لكنه كان يرفض باستمرار معتبراً أن هذا الأمر صعب للغاية، فقد كان فوريه مؤلف للبيانو بشكل أساسي، وقدم أيضاً سوناتا للكمان وبعض مقطوعات الحجرة التي ترتكز على التشيلو.
ولكن فوريه فعل أخيراً بكثير من الخوف والتردد والقلق، وكتب الرباعية في ثلاث حركات، وقد وصفها النقاد الموسيقيون بأنها رباعية "التأمل الحميم في الأشياء الأخيرة"، وأنها "أثيريه وكأنها ليست دنيوية بل متعلقة بثيمات سماوية".
أثناء تأليفها كتب إلى زوجته: "لقد بدأت في كتابة رباعية، من دون بيانو، هذا النوع الذي لم جعل من بيتهوفن مشهوراً، ويتسبب في ذعر كل من هو ليس بيتهوفن، أقضي ساعات طويلة في كتابتها وسأتابع حتى أكملها".