الشهيد أحمد جحاجحة يوثق بالصورة جرائم الاحتلال

19 ديسمبر 2015
الشهيد أحمد جحاجحة شهيد مخيم قلنديا (العربي الجديد)
+ الخط -



مدخل مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين شمال القدس المحتلة، كان المحطة الأخيرة من حياة الشهيد أحمد حسن جحاجحة (23 عامًا)، إذ أنهى رصاص الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، حلم شاب فلسطيني في مقتبل عمره ومفعم بالنشاط، يستثمر كل وقته محبًا لعمله في التصوير الصحافي.

تمام الساعة الواحدة إلا بضع دقائق، من فجر الأربعاء، خفتت دقات قلب أحمد لتأذن له بالرحيل شهيدًا، بينما تسارعت دقات قلوب محبيه في مخيمه وكليته وعمله، حزنًا على رحيل شابٍ قتل الاحتلال أحلامه بعشرات الرصاصات، التي اخترقت جسده، لكن ما وثقته كاميرته بالصور التي التقطها لممارسات الاحتلال في مخيم قلنديا ستبقى في عمق الذاكرة.

اقرأ أيضاً: الشهيد الفلسطيني مأمون الخطيب.. كان" رايح" مدرسته

ويروي حمادة جحاجحة، ابن عم الشهيد أحمد، لـ"العربي الجديد"، اللحظات الأخيرة من حياة أحمد، حينما قتله جنود الاحتلال وتركوه ينزف ملقى على الأرض ومنعوا مركبات الإسعاف من الاقتراب وتقديم العلاج له، إلى أن استشهد، ثم قاموا باحتجاز جثمانه.

بعد انتهاء أحمد من تمارين اللياقة البدنية في مركز رياضي في المخيم، بعد منتصف الليل، عاد إلى منزله بمركبته، ليتفاجأ بجنود الاحتلال عند مدخل المخيم، والذين اقتحموا المخيم ضمن عملية عسكرية استهدفت العديد من المنازل، يقول حمادة.

وقام أحمد بتخفيف السرعة حينما شاهد الجنود، لكن مركبته انحرفت عن مسارها وأصابت عددًا من الجنود، فأطلق جنود الاحتلال النار باتجاهه بكثافة، وحينما نزل من السيارة أطلقوا عليه النار وقتلوه بدم بارد من مسافة صفر، ضمن روايات وثقها شهود عيان للعائلة.

جنود الاحتلال أطلقوا عليه الرصاص بدم بارد (العربي الجديد)



حينما انتظم أحمد في دراسته بتخصص الصحافة والإعلام في الكلية العصرية برام الله، كان مصورًا صحافيًا نشيطًا يوثق انتهاكات الاحتلال في مخيمه، ويشارك في مسيرات تشييع الشهداء، في حين يقتنص الصور علها توثق بعض ما تمارسه قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين وخاصة في مخيم قلنديا، عدا عن أنه ينشط في "مركز إعلام قلنديا"، وأحد العاملين فيه منذ تأسيسه، حيث يسعى المركز لتغطية الأحداث وتفعيل مخيم قلنديا إعلامياً.

الصحافي الطموح، لم يكن يوثق انتهاكات الاحتلال فحسب بعدسته، بل عمل في استوديو للتصوير في المخيم، وكان يصور حفلات ومناسبات اجتماعية أيضًا، فيما لم يفارقه طموحه الصحافي، وكانت أمنيته أن يكمل دراسته في الخارج بتخصص الصحافة والإعلام.

اقرأ أيضاً: خالد جوابرة.. شهيد فلسطيني أحب الحياة

حينما يطلب أحمد لتغطية الأحداث، فإنك تجده من السباقين في الساحات، في أوقات لا يتوقع أن يتواجد بها أحد، ولم يبخل يومًا بأية فكرة جديدة تسعى لتطوير التغطية الإعلامية في مخيمه، فهو صاحب أفكار متجددة، يقول راضي يعقوب من مركز قلنديا الإعلامي لـ"العربي الجديد".

ويلفت يعقوب إلى خسارة المركز والمخيم لشاب نشيط وفاعل ذا طموح عالٍ وصحافي مفعم بالنشاط، إنه المتميز، الذي يحمل كاميراته دائمًا ويحرص على اقتناص الصورة لتوثيق الحقيقة.

امتهن التصوير الصحافي ليوثق جرائم الاحتلال (العربي الجديد)


في الكلية العصرية برام الله، لن ينسى طلاب الصحافة والإعلام، الشهيد أحمد جحاجحة، الذي يمارس عمله الصحافي حتى قبل تخرجه، وتلازمه كاميراته دائمًا، يتواجد في كل مكان قدر ما استطاع.

يقول زميله في الدراسة فيصل الرفاعي لـ"العربي الجديد": "أحمد مثال للشاب الفلسطيني المتميز، الذي يمتلك الحلم والطموح، وله علاقات متميزة مع الجميع وخاصة زملاءه في الجامعة".

وفي مخيم قلنديا، كان أحمد محبوبًا يشارك الجميع في مناسباتهم، كما يقول ابن عمه، في حين بدا قبل ساعات من استشهاده وكأنه يعد لساعات الرحيل ويودع أحبابه في مخيمه، ويسأل عنهم للتسامر معهم.

اقرأ أيضاً: عدي أرشيد.. فلسطيني التحق بشقيقته الشهيدة

المساهمون