باعة مصريّون يلحقون الزبائن إلى الساحل

04 اغسطس 2015
بحثاً عن انتعاشٍ ما (الأناضول)
+ الخط -

لقي طفلان مصريان قبل ثلاثة أيام مصرعهما في مستشفى بني سويف (وسط) بسبب الاجتفاف وارتفاع درجات الحرارة وسوء معالجة حالتيهما. وقد أدى العجز عن علاج الرضيعين بسرعة، إلى تفاقم حالتيهما ووفاتهما.

وتشهد مصر منذ عشرة أيام تقريباً، موجة حرّ شديدة أحدثت شللاً في حركة البيع والشراء وأثرت على موسم السياحة. وتتراوح درجات الحرارة في القاهرة ما بين 36 و40 درجة مئوية، في حين وصلت في الأقصر وأسوان إلى 45 درجة. أما على سواحل البحر الأبيض المتوسط، فهي ما بين 30 و35 درجة. يقول هنا المتحدث باسم الهيئة العامة للأرصاد الجوية وحيد السعودي إن "درجات الحرارة زادت عن المعدل الذي اعتدنا عليه بدرجة أو درجتين فقط، لكن ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو يجعلنا نشعر بحرّ يعادل ارتفاعاً عن المعدّل يتراوح ما بين ست أو سبع درجات".

ويذكّر السعودي بأن "شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب هما عادة الأسخن في خلال السنة، نظراً لتأثر البلاد في هذا الوقت من العام بامتداد منخفض الهند الموسمي، الذي يجلب معه رياحاً أكثرها شرقية وشمالية شرقية تمتدّ من الهند مروراً بمنطقة الخليج العربي". ويتوقع أن "تستمر الموجة في خلال الأسبوع الأول من أغسطس/ آب على أقل تقدير. وإن كان من المتوقع امتداد أثرها إلى آخر الشهر، إلا أن نسبة الرطوبة في الجو سوف تنخفض".

وينصح السعودي المواطنين بضرورة إتباع إرشادات وزارة الصحة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الحر، مشيراً إلى أن "التوجّه إلى المناطق الساحلية هو حلّ بديل لعدم قدرة المواطنين على الاستمتاع بإجازتهم في أنحاء القاهرة". ويقترح "الإسكندرية ومرسى مطروح اللتَين تعتبران المحافظتين حيث تسجَّل أقل نسب ارتفاع في درجات الحرارة". ويشدّد على أن الأوقات الأنسب للنزول إلى البحر هي في الصباح الباكر ولغاية 11 من قبل الظهر، وفي الفترة التي تسبق الغروب.

من جهة أخرى، ينصح السعودي "سائقي المركبات بضرورة عدم ملء خزانات الوقود كاملة، لتفادي تبخّره بسبب الحرارة المرتفعة. كذلك لا بدّ من عدم نفخ إطارات المركبات إلى أقصى حدّ، تجنباً لتمدد الهواء في داخلها فتنفجر بفعل الحرارة والاحتكاك".

اقرأ أيضاً: تجنّب أشعة الشمس وأكثِر شرب المياه لمواجهة الحرّ 

إلى ذلك، كانت وزارة الصحة المصرية قد شدّدت في بيان، على ضرورة تفادي الخروج في أوقات الذروة، واعتمار قبعات في أثناء السير، وعدم التعرّض المباشر للشمس. كذلك نصحت بالإكثار من شرب المياه والعصائر الطبيعية المرطبة، والابتعاد قدر الإمكان عن المشروبات الغازية والعصائر المحلاة التي تزيد من الإحساس بالعطش وترفع نسبة الاجتفاف. ورأت أنه لا بدّ من التخفيف من تناول المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة، إذ تؤدي إلى زيادة الإحساس بالشدّ العصبي وكذلك زيادة الإحساس بحرارة الجو، مناشدة المواطنين استشارة الطبيب سريعاً في حال ظهور أعراض ارتفاع درجات الحرارة أو الاجتفاف والتقيؤ عند الأطفال.

من جهته، يوضح الاستشاري في الحُمّيات والأمراض الداخلية الدكتور نافع الشافي أن "ارتفاع درجات الحرارة يشكل خطراً كبيراً على الجميع، ويزداد ذلك الخطر مع ارتفاع معدلات الرطوبة في الجو، إذ يتسبب ذلك في خلل بوظائف المنظّم الحراري في جسم الإنسان". ويحذّر من "التهاون بنصائح الوقاية من حرارة الشمس، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن ومرضى القلب والكبد والرئة والكلى. هؤلاء أكثر عرضة للتأثر".

وينصح الشافي بضرورة الاستفادة من المكيفات والمبردات الهوائية، وتفادي المكوث في غرف سيئة التهوئة لفترة طويلة، وإغلاق الستائر نهاراً وفتح النوافذ ليلاً، وأخذ قسط من الراحة في النهار والحصول على ساعات نوم كافية خلال الليل. ويشدّد على تجنب التمارين الرياضية والأنشطة البدنية الشاقة تحت أشعة الشمس المباشرة، مع ضرورة تناول المياه مراراً وتكراراً خلال اليوم.

تجدر الإشارة إلى أن الأسواق الرئيسية في أنحاء البلاد، سجّلت انخفاضاً ملحوظاً في حركة الشراء مع الإقبال الضعيف. وقد أعاد أصحاب المحلات ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة. ولتعويض بعض خسارتهم، نزح عدد كبير من البائعين إلى المناطق الساحلية التي قصدها الهاربون من الحرّ.

اقرأ أيضاً: المرطّبات تنعش الإسكندريّة