إدمان الهواتف كالمخدرات

22 ابريل 2018
باتت مشكلة حقيقية (Getty)
+ الخط -
باتت الهواتف الذكية جزءاً من حياة معظم الناس، لكنّ المشكلة أنّ كثيرين باتوا مدمنين عليها بما فيها من إشعارات بالصوت والإشارة الضوئية والارتجاج، فبات من المستحيل تجاهل الرسائل الإلكترونية وتنبيهات تطبيقات التواصل وغيرها بحسب موقع "ساينس ديلي" العلمي المتخصص.

في دراسة جديدة من جامعة "سان فرانسيسكو" الأميركية يجادل أستاذا التربية الصحية إيريك بيبر وريتشارد هارفي، أنّ الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يشبه الإدمان على المخدرات وغيره. فالإدمان السلوكي على استخدام الهواتف الذكية يبدأ في تشكيل اتصالات عصبية في الدماغ بطرق مماثلة لكيفية خوض من يتعاطون أدوية الـ"أوكسيكونتين" الإدمان التدريجي على المواد الأفيونية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون له نتائج سيئة على مستوى الروابط الاجتماعية الحقيقية. وفي استطلاع شمل 135 طالباً من الجامعة نفسها، توصل بيبر وهارفي إلى أنّ الطلاب الذين استخدموا هواتفهم الذكية أكثر حققوا مستويات أعلى من الشعور بالعزلة، والوحدة، والاكتئاب، والقلق. يشير الأستاذان إلى أنّ الوحدة ناتجة جزئياً عن عواقب استبدال التفاعل وجهاً لوجه بذلك الشكل من التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث لا يمكن تفسير لغة الجسد وغيرها من الخصائص الرمزية للمقابلات الوجاهية.

وتوصل الثنائي أيضاً إلى أنّ الطلاب أنفسهم تورطوا في مهام متعددة في الوقت نفسه، إذ كانوا باستمرار يدرسون ويأكلون أو ينضمون إلى الفصول الدراسية بينما يستخدمون هواتفهم الذكية. هذا النشاط المستمر لا يتيح غير قليل من الوقت للجسد والعقل للراحة وتجديد النشاط.




يلاحظ بيبر وهارفي أنّ الإدمان الرقمي ليس خطأنا نحن، بل نتيجة حتمية لطمع الشركات التقنية ورغبتها في زيادة أرباحها، فكلما كانت هناك إشعارات أكثر استخدمت الهواتف وقتاً أطول وزادت الأرباح. يقول بيبر: "الإشعارات الإخبارية، والارتجاجات، وغيرها من الإنذارات في هواتفنا وأجهزة الكومبيوتر الخاصة بنا، تجعلنا مجبرين على النظر إلى أجهزتنا من خلال إثارة المسارات العصبية في أدمغتنا نفسها التي تنبهنا إلى الخطر الوشيك لحيوان مفترس، كهجوم نمر مثلاً.

يبقي الباحثان نافذة أمل للمدمنين رقمياً، هي أنّ بإمكانهم الشفاء من إدمانهم: "كما يمكننا أن ندرب أنفسنا على تخفيف كمية السكر التي نتناولها، على سبيل المثال، يمكن أن نتحلى بالمسؤولية لنقلص فترة ارتباطنا اليومية بالهواتف الذكية والأجهزة الرقمية الأخرى. الخطوة الأولى هي أن ندرك أنّ الشركات تمكنت من الوصول إلى الاستجابات العصبية الفطرية لدينا والتلاعب بها".
المساهمون