الصين تربك الأسواق العالمية بخفض قيمة اليوان

13 اغسطس 2015
الأسواق المنافسة تخشى من الإضرار بصادراتها (فرانس برس)
+ الخط -
واصل اليوان الصيني هبوطه لليوم الثاني على التوالي، مسجلاً أدنى مستوى له في أربع سنوات، بعدما خفضت السلطات الصينية قيمة العملة، في إجراء أثار مخاوف من حرب عملات عالمية، واتهامات لبكين بإعطاء ميزة غير عادلة لمصدّريها. 
وبدا الارتباك على الولايات المتحدة، التي تعاني صادراتها بالأساس من التراجع خلال الأشهر الأخيرة. ولم يعلق البيت الأبيض ووزارة الخزانة الأميركية على الفور على الإعلان المفاجئ للمصرف المركزي الصيني بخفض قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار.
ولا تفوت السلطات الأميركية منذ سنوات فرصة من أجل اتهام بكين بالإبقاء على سعر عملتها منخفضاً عمداً من أجل تعزيز القدرة التنافسية لمنتجاتها في الخارج.
وتراجع السعر الفوري لليوان في الصين، أمس، إلى أدنى مستوى له أمام الدولار منذ أغسطس/آب 2011 عند 6.45 يوان، حيث فقدت العملة على مدار اليومين الماضيين نحو 3.5% من قيمتها في الصين و4.8% بالأسواق العالمية.
وقال خبراء إن واشنطن تفضل ضبط النفس وتنتظر على الأرجح معرفة المزيد عن أبعاد القرار الصيني، قبل دق ناقوس الخطر.
ورأى نيكولاس لاردي، الخبير في شؤون الصين في معهد بترسن في واشنطن، في تصريح نقلته وكالة "فرانس برس"، أنه "ما زال من المبكر معرفة ما إذا كنا ندخل مرحلة دائمة لخفض سعر صرف العملة يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي على الصادرات الأميركية". لكن بنك الشعب الصيني (المصرف المركزي) وصف خفض العملة بالخطوة الاستثنائية.
وبشكل عام، تعاني الصادرات الأميركية مؤخراً من ارتفاع سعر الدولار مقابل اليورو. كما تعاني منذ سنوات طويلة من عجز كبير في مبادلاتها مع الصين لتبلغ أكثر من 31 مليار دولار في يونيو/حزيران الماضي.
وتزداد المخاوف بشأن اشتعال حرب العملات عالمياً إثر الخطوة الصينية. وتراجعت عملات آسيوية ناشئة، أمس، حيث هبطت الروبية الإندونيسية والرنجيت الماليزي إلى أدنى مستوى لهما في 17 عاماً.

كما شهدت الروبية الهندية أول انخفاض لها منذ عامين، متراجعة 1% أمام الدولار، لتسجل 64.92 روبية مقابل دولار واحد، وتراجع كذلك الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى لهما في 6 أعوام.

اقرأ أيضا: بوادر حرب عملات عالمية

وأظهر تقرير لاتحاد منظمات التصدير الهندية، أمس، أن تخفيض الصين عملتها، من شأنه أن يؤثر سلباً على حجم الصادرات الهندية، التي تبلغ قيمتها 22 مليار دولار شهرياً، حيث سيزيد من القدرة التنافسية للمنتجات الصينية في الأسواق الدولية.
وأشار إلى أن خفض قيمة العملة الصينية من شأنه أن يزيد من العجز في الميزان التجاري الهندي، البالغ حالياً 50 مليار دولار، إلى جانب زيادة واردات الهند من الصين بعد انخفاض أسعارها، محذراً من حدوث حرب عملات عالمية تهدف إلى خفض العملات عمداً من أجل زيادة القدرة التنافسية لمنتجات الدول في الأسواق العالمية.
وجاء تخفيض اليوان، بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة عن الاقتصاد الصيني، حيث تراجعت الصادرات بنحو 8.3% في يوليو/تموز الماضي. وأقرت وزارة التجارة الصينية بأن تخفيض قيمة اليوان سيحفز الصادرات.
لكن خبراء يرون في المقابل أن القرار الصيني يمكن أن يأتي في إطار رغبة بكين في إدراج اليوان في نادي العملات المرجعية في العالم.
وتطمح بكين إلى توسيع استخدام عملتها خارج حدودها بإدراجها في حقوق السحب الخاصة، الوحدة الحسابية لصندوق النقد الدولي، التي تتشكل حالياً من 4 عملات هي الدولار واليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني.
ويقول ديريك سيزرز الاقتصادي في مركز "أميركان انتربرايز اينستيتيوت" إن "البنك المركزي الصيني يريد إقناع صندوق النقد بأن العملة الصينية يمكن أن تكون عملة احتياط".

اقرأ أيضا: انهيار جديد للنفط.. الأسعار صوب 42 دولاراً للبرميل
المساهمون