صدمة في حي المال البريطاني بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي

24 يونيو 2016
جانب من حي المال والأعمال في لندن (Getty)
+ الخط -
خيمت الصدمة على حي المال والأعمال في لندن إثر إعلان تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، في نتيجة وصفها أحد موظفي الأسواق المالية في العاصمة البريطانية، بـ"الكارثة اللعينة".

وكان المسؤولون في حي "سيتي" في لندن حذروا قبل الاستفتاء من أن الأوساط المالية البريطانية ستخسر الكثير في حال الخروج من الاتحاد الأوروبي، مبدين مخاوفهم من عاصفة مالية، ولافتين إلى احتمال أن تخسر المصارف البريطانية، على المدى البعيد، قسما من حقوق الدخول إلى السوق المالية الأوروبية.

وقال ديفيد، الذي يعمل في حي المال اللندني: "إنها كارثة مطلقة. غالبية البريطانيين لم يكن لديهم أي فكرة عما يصوتون عليه. والآن، كل الذين يملكون منزلا، أو معاشا تقاعديا، أو كانوا يعتزمون القيام برحلة إلى الخارج، باتوا أكثر فقرا بكثير".

وتراجع الجنيه الاسترليني بحوالى 12% مقابل الدولار، و8% مقابل اليورو فور ورود معلومات أولية تفيد بانتصار مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما هبطت بورصة لندن بأكثر من 7% في التعاملات الصباحية.

وكان العاملون في حي "سيتي" وفي "كناري وارف"، حي الأعمال والمصارف الآخر الحديث في لندن، قد استعدوا لقضاء الليل بكامله في مراكز عملهم تحسبا لأي احتمال، وأكدت الوقائع صحة تقديراتهم. إذ أمضوا ساعات الليل أمام شاشاتهم العملاقة، مطلقين أوامر على الهاتف لبيع أسهم وسندات.

وقال ديفيد بابييه (34 عاما)، المسؤول في مؤسسة "إي تي اكس كابيتال" المالية، إن "الجنون يسيطر هنا، إنه حمام دم، مجزرة"، مقرا بأنه يعيش "لحظة تاريخية".

وكانت الأسواق تتوقع بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، ما يبرر الإحباط والاضطرابات التي شهدتها هذا اليوم.

وقال الموظف الخمسيني، مايك تومسون: "أنا قلق جدا. الآن، قد تحصل اسكتلندا على استقلالها في غضون سنتين".

وفي الصباح الباكر، كان معظم العاملين في حي المال والأعمال يسرعون للوصول إلى مكاتبهم، حيث سيقضون يوما طويلا وشاقا.

وقالت محامية تدعى وندي: "ستكون هناك بعض الأضرار المالية، التي لم تكن في حسبان الناس. الخدمات المالية هي التي توجه اقتصاد لندن، واقتصاد لندن هو الذي يوجه الاقتصاد البريطاني، وبالتالي، فإن ذلك سيؤثر للأسف على الجميع".

وعبرت عن مخاوفها من أن تعمد بروكسل إلى جعل البريطانيين "يدفعون ثمن" قرارهم الانفصال عن الاتحاد.

وكان الذهول يهيمن على العاصمة البريطانية، وبدا سكانها وكأنهم ما زالوا يأملون أن يستفيقوا من كابوس.

وقال فيليب الموظف الأربعيني في مكتب محاماة: "الأمر غريب، هذه صدمة. من الجنون أن نستيقظ على وضع كهذا، إنه يطرح الكثير من الأسئلة حول اسكتلندا والاقتصاد"، مضيفا: "لا ندري ما سيحصل خلال الأعوام العشرة المقبلة".

المساهمون