احتشد آلاف البريطانيين والأوروبيين في وسط لندن، اليوم السبت، احتجاجاً على نتيجة التصويت في الاستفتاء الذي جرى الشهر الماضي وأيد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي نتيجة أدخلت البلاد في فوضى سياسية ورفضها غالبية سكان العاصمة.
وكان غالبية المتظاهرين من الشبان، والتحف كثير منهم بعلم الاتحاد الأوروبي، بينما رفع آخرون لافتات مؤيدة للبقاء في الاتحاد. وهتفوا "ماذا نريد أن نفعل؟ نبقى في الاتحاد الأوروبي".
"وست منستر" واحدة من أهم المحطات في لندن، ولم يكن من السهل الدخول أو الخروج منها بسبب الازدحام وكثافة الناس الذين أتوا من كل أنحاء المملكة المتحدة، للمشاركة في أكبر تظاهرة ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي، منذ الاستفتاء.
وأعرب المشاركون عن حزنهم بسبب أعمال العنف التي حصلت، أخيراً، في البلاد ضد الأجانب، ومنها الهجوم على مركز اجتماعي يستخدم لتجمع الجالية البولندية في غرب العاصمة لندن. وقال أحد منظمي التظاهرات من فوق إحدى المنصات أمام البرلمان، إن "الخروج من الاتحاد الأوروبي بحجة عدم استقبال المزيد من اللاجئين أمر تريد منه الحكومة إقناع شعبها أنهم هم السبب في دمار البلاد اقتصادياً. لا، هذا الكلام غير صحيح ونحن نرحب باللاجئين هنا، وهذا البلد متنوع ومتعدد الجنسيات لا فرق بين أحد هنا".
ودعا المتظاهرون إلى بناء بريطانيا قوية في الأيام المقبلة وعدم دفع البلاد إلى الهاوية.
وقال ناثينيل سامسون (25 عاماً) وهو متظاهر من هيرتفوردشاير شمال لندن لـ"رويترز": "لقد صدمت حقاً في الصباح التالي للتصويت، أشعر بقلق شديد على مستقبلي، أنا في المسيرة لأعبر عن استيائي. أنا أقبل بالنتيجة لكن فقط لنظهر أننا لن نقبلها بهدوء".
وصوتت لندن في الاستفتاء بنسبة 60 في المائة لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وأجري الاستفتاء في 23 يونيو/ حزيران مع تأييد واسع بين أوساط الشبان للبقاء في التكتل لكن النتيجة الإجمالية للبريطانيين جاءت مؤيدة للانسحاب بنسبة 52 في المائة.
وقال منظم المسيرة، كيران ماكديرموت، وهو أحد خريجي جامعة كينجز كوليدج "يمكننا أن نمنع خروج بريطانيا من الاتحاد برفض القبول بالاستفتاء بوصفه، القول الفصل في الأمر، وقد نرفع بذلك أيدينا عن زر التدمير الذاتي".
وقال لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن القول النهائي يجب أن يكون للبرلمان.
وتسبب تأييد التصويت للانسحاب في معركة داخل حزب المحافظين الحاكم بشأن من سيخلف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي أعلن استقالته بعد النتيجة.
كما ثارت خلافات داخل حزب "العمال" المعارض بعدما صوت غالبية نواب البرلمان لسحب التأييد من جيريمي كوربين، زعيم الحزب بعدما وصفوا مساهمته في الحملة المؤيدة للبقاء قبل الاستفتاء أنها كانت فاترة.