متى تمطر السماء ذهباً؟

16 مارس 2015
إعمار الإماراتية تبرأت من مشروع العاصمة الجديدة (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
متى يشعر المصريون بنتائج المؤتمر الاقتصادي؟ 
سؤال منطقي لا بد أن يطرحه الجميع، بعد أن انفض المؤتمر وذهب المستثمرون والمسؤولون كل لحال سبيله. 

لكن قبل الإجابة عن هذا السؤال المهم تعالوا معاً نناقش نتائج المؤتمر بشكل هادئ وموضوعي، بعيداً عن حالة الاستقطاب السياسي والرفض المطلق لما هو قادم من السلطة الحاكمة، وبعيداً أيضاً عن الادعاء بالفشل المطلق للمؤتمر أو الزعم بالنجاح منقطع النظير له. 

في تقديري إن المؤتمر نجح نجاحاً سياسياً وإعلامياً، فقد حصلت مصر على وعود من دول الخليج بمنحها مساعدات واستثمارات بقيمة 12.5 مليار دولار، وهذه المنح ستدعم، بلا شك، الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي وستوقف مسلسل تهاوي سعر الجنيه أمام الدولار وتهدأ المضاربات في سوق الصرف، كما استعرض النظام قدرته على تنظيم محافل ضخمة وإقناع المستثمرين بالمشاركة فيها. 

اقرأ أيضاً: 
مصر تخفض حصيلة اتفاقات مؤتمرها الاقتصادي لـ38.2 مليار دولار


وأسفر المؤتمر كذلك عن إعلان وزير الخارجية الأميركي، بأن أميركا بصدد إنهاء تعليق المساعدات العسكرية لمصر، وكذلك دعوة المستشارة الألمانية للسيسي لزيارة برلين، وهي الدعوة التي كانت مشروطة في السابق، بضرورة إجراء الانتخابات التشريعية قبل إتمامها. 

أما على المستوى الاقتصادي، فإن المؤتمر كشف عن تمتع مصر بفرص استثمارية وفي كل القطاعات، لكن في المقابل فإن المؤتمر كشف أيضاً أننا أمام نظام لا يمكنه الاستفادة من هذه الفرص، مع إصراره على توتير الأجواء وممارسة سياسة القتل والاعتقال وسجن المعارضين له، وعدم فرض استقرار سياسي وأمني على أرض الواقع، كما أكد المؤتمر أننا أمام حكومة باتت أضحوكة أمام دول العالم بأرقامها المتضاربة ومبالغتها في الصفقات والاتفاقات المبرمة، وإعادة الإعلان عن اتفاقات سبق إبرامها في سنوات ماضية، والتعامل مع ملف المستثمر ومشاكله على أنه ملف سياسي لا اقتصادي وفني، كما أننا أمام حكومة تتفاخر بالتوقيع على مذكرات تفاهم بقيمة 92 مليار دولار، رغم أنها تعلم جيدا أن هذه المذكرات قد لا تعادل ثمن الحبر الذي كتبت به، ولنعد لسؤالنا متى يشعر المصريون بنتائج مؤتمر شرم؟


اقرأ أيضاً: 
المؤتمر الاقتصادي: ثرثرة في شرم الشيخ
فناكيش جديدة
التنمية بالتمني في مصر
دلالات
المساهمون