60 فناناً فرنسياً يدافعون عن جيرار ديبارديو: يتعرض لإعدام بلا محاكمة

27 ديسمبر 2023
وجه القضاء لديبارديو تهمة الاغتصاب منذ عام 2020 (تريستار ميديا/Getty)
+ الخط -

انضم نحو 60 فناناً فرنسياً إلى المدافعين عن الممثل جيرار ديبارديو الذي وجه إليه القضاء تهمة الاغتصاب منذ عام 2020. وشجب هؤلاء، في مقال نُشر مساء الاثنين، ما وصفوه بـ"إعدام بلا محاكمة" يتعرض له النجم الذي بات محور ضجة إعلامية واسعة وجدل سياسي بعد عرض محطة تلفزيونية شريطأً وثائقياً عنه، تضمّن تعليقات ذات طابع جنسي نُسبت إليه.

ومن بين الموقعين على هذا المقال الذي نشرته صحيفة لوفيغارو، المخرج برتران بلييه والممثلات ناتالي باي وكارول بوكيه وشارلوت رامبلينغ، والممثلون جاك فيبر وبيار ريشار وجيرار دارمون، والمغنون روبرتو ألانيا وكارلا بروني وأرييل دومبال وجاك دوترون.

وإذ وصف هؤلاء في المقال جيرار ديبارديو بأنه "لربما أعظم الممثلين، وآخر كبار السينما"، أكدوا أنهم ما عادوا يستطيعون البقاء "صامتين إزاء الإعدام بلا محاكمة الذي يتعرض له، وسيل الكراهية الذي ينهمر عليه، والذي يتسم بالتطرف وخلط الأمور، من دون مراعاة لقرينة البراءة التي كانت لتنطبق عليه كأي شخص آخر، لو لم يكن عملاق السينما".

واعتبروا أن "مهاجمة جيرار ديبارديو بهذه الطريقة هي بمثابة مهاجمة للفن. فجيرار ديبارديو، بعبقريته كممثل، يساهم في الإشعاع الفني" لفرنسا. وأضافوا "مهما حدث، لن يتمكن أحد على الإطلاق من محو أثر أعماله التي طبعت عصرنا إلى الأبد. أما كل شيء آخر، فهو شأن القضاء وحده، القضاء لا غير وحصرا".

ماكرون وعائلة جيرار ديبارديو

ودافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، عن ديبارديو، مندداً بما اعتبره "استهدافاً جماعياً" يتعرّض له النجم السينمائي في أعقاب تقرير تلفزيوني صادم عن الممثل الذي أبدى ماكرون "إعجاباً كبيراً به".

وعارض الرئيس خطوة وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك، التي أعلنت أن "إجراءً تأديبياً" سيُطلق لاتخاذ قرار في شأن وسام جوقة الشرف الممنوح سابقاً للممثل الفرنسي.

وأبدى الرئيس الفرنسي "إعجاباً كبيراً بديبارديو"، واصفاً اياه بـ"الممثل العظيم"، وتابع أن ديبارديو "ساهم في الشهرة العالمية لفرنسا ومؤلفينا العظماء وشخصياتنا البارزة (...) إن فرنسا فخورة به".

كما ندد أفراد عائلة ديبارديو، ومنهم الممثلة جولي ديبارديو، بـ"مؤامرة غير مسبوقة" ضد النجم السينمائي الفرنسي، مشيرين إلى لقطات "مشبوهة" في تقرير تلفزيوني عنه.

ولاحظت الممثلة الفرنسية كارول بوكيه في حديث تلفزيوني أن "المحاكمة الإعلامية متواصلة" في حق ديبارديو الذي كان شريك حياتها لنحو عشر سنوات، معتبرة أنها "تقتل رجلاً". وأضافت "لا أستطيع تحمل ذلك. لا يمكن أن أكنّ أي حنان لشخص يتبين أنه وحش، لكنّ جيرار ليس كذلك"، وأقرّت بأن "جيرار يمكن أن يكون فظاً، والدعابة لديه يمكن أحياناً أن تكون قاسية، لكنه لا يستطيع إيذاء امرأة".

وأثار تقرير عن الممثل، عُرض أخيرا في البرنامج الاستقصائي "كومبليمان دانكيت" Complement d'enquete عبر قناة فرانس 2 العامة، صدمة وموجة من التنديدات الدولية. ويظهر ديبارديو وهو يوجه عبارات مسيئة للنساء خلال مخاطبة عدد منهنّ، ويعطي تلميحات جنسية تتناول حتى فتاة صغيرة تركب حصاناً.

وأكدت مجموعة فرانس تلفزيون، التي تنتمي إليها القناة، الجمعة، أن القضاء أكد صحة هذا الجزء من الشريط. وجاء هذا التأكيد بعد تصريحات لماكرون لمّح فيها إلى أنه قد يكون خضع للتعديل بواسطة التوليف، كما أكدت عائلة الممثل سابقاً.

ونتيجة لهذه الضجة، أزيل تمثال من الشمع للممثل الفرنسي من متحف غريفان في باريس، وجُرّد بطل فيلم "1492: كريستوف كولومبوس" من وسام كيبيك الوطني ومن لقب المواطن الفخري لمنطقة إيستايمبوي البلجيكية.

أعلنت الصحافية والكاتبة الإسبانية روت باسا، الأسبوع الفائت، أنها تقدمت بدعوى في إسبانيا على جيرار ديبارديو تتهمه فيها باغتصابها عام 1995 خلال إجرائها مقابلة معه في باريس لمجلة سينيمانيا في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 1995.

وأشارت روت باسا في الدعوى إلى أن ديبارديو الذي كان في السادسة والأربعين فيما كانت هي في الثالثة والعشرين عمد يومها إلى "الاعتداء" عليها من دون أن تُبدي "أي رضى في أي وقت". وروت أنها شعرت وكأنها "مشلولة" خلال الواقعة، التي أشارت إلى أنها حصلت في مقر شركة رواسّي فيلمز السابقة للإنتاج.

إلاّ أن فرص نجاح هذه الدعوى ضئيلة، إذ إن حق المدعية ساقط سلفاً بفعل مرور الزمن، بحسب القوانين الفرنسية.

وقد وُضع جيرار ديبارديو رهن التحقيق في ديسمبر/ كانون الأول 2020 في دعوى رفعتها عليه الممثلة شارلوت أرنو التي اتهمته باغتصابها مرتين في عام 2018 عندما كانت في الثانية والعشرين.

وتزامن عرض تقرير "فرانس 2" مع رفع الممثلة الفرنسية إيلين داراس دعوى أخرى على ديبارديو بتهمة الاعتداء عليها جنسياً خلال تصوير فيلم عام 2007. وينفي الممثل هذه الاتهامات.

(فرانس برس)

المساهمون