حذرت بكين، اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة من أن الحظر المقترح على تطبيق مشاركة مقاطع الفيديو المملوك للصين تيك توك "سيرتد حتماً عليها".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين: "على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تجد قط دليلاً على أن تيك توك يهدد الأمن القومي الأميركي، فإنها لم تتوقف عن قمع تيك توك"، واعتبرت ذلك "سلوك تنمر".
هل تحظر الولايات المتحدة "تيك توك"؟
يصوّت مجلس النواب الأميركي، الأربعاء، على مشروع قانون من شأنه أن يجبر "تيك توك" على قطع العلاقات مع مالكها الصيني أو حظره في الولايات المتحدة.
يعد هذا التشريع أكبر تهديد حتى الآن لتطبيق مشاركة الفيديو الذي يحظى بشعبية واسعة حول العالم، بينما تسبب في توتر شديد بين الحكومات ومسؤولي الأمن بشأن ملكيته الصينية وخضوعه المحتمل للحزب الشيوعي في بكين.
ومن المتوقع التصويت على التشريع بأغلبية ساحقة، في لحظة نادرة من الوفاق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن.
لكن مصير مشروع القانون غير مؤكد في مجلس الشيوخ، حيث تعارض الشخصيات الرئيسية اتخاذ مثل هذه الخطوة الجذرية ضد تطبيق يحظى بشعبية كبيرة ويضم 170 مليون مستخدم أميركي.
موقف بايدن من "تيك توك"
أكد البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيوقع على مشروع القانون، المعروف رسمياً بـ"قانون حماية الأميركيين من التطبيقات الخاضعة للرقابة من الخصوم الأجانب"، في حال مروره من مجلس النواب.
ويعطي مشروع القانون الأميركي مهلة لـ"بايتدانس"، الشركة الأم لـ"تيك توك" الصيني، للتخلص من السيطرة على التطبيق ببيع أسهم الشركة في غضون 180 يوماً.
وسيحظر "تيك توك" في حال عدم الامتثال من متاجر التطبيقات الإلكترونية في الولايات المتحدة.
وسيكون الحظر، إذا طبّق، خطوة غير مسبوقة تتخذها الحكومة الأميركية بحق شركة إعلامية، وسيؤدي إلى قطع ملايين المستخدمين عن التطبيق الذي أصبح مصدر الترفيه الأكثر مشاهدة في البلاد بعد "نتفليكس"، وتحديداً بين الشباب.
تغير موقف ترامب بشأن "تيك توك"
قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الاثنين، إنه يعارض حظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة بخلاف الرئيس الحالي جو بايدن.
وقال مرشح الحزب الجمهوري الوحيد للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، في حديث لشبكة "سي إن بي سي": "ما يزعجني هو أنه من دون تيك توك، ستعزّزون نمو فيسبوك، وهو بالنسبة إليّ عدو للشعب، تماماً مثل وسائل إعلام أخرى".
ويظهر تصريحه تبدلاً في مواقفه، بعدما أصدرت إدارته في أغسطس/آب 2020 قراراً بحظر "تيك توك" في الولايات المتحدة، مشيرةً إلى تهديده للأمن القومي.
لكن قاضيين فيدراليين في محكمتَين منفصلتَين علقا هذا القرار، في سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول 2020، ولم تطعن إدارة ترامب بالقرارَين.
وبعد تغيير ترامب موقفه، تحدّثت وسائل إعلام أميركية عن صلات بين الرئيس الأميركي السابق ورجل الأعمال جيف ياس، وهو ممول رئيسي لمرشحين جمهوريين وتملك شركته الاستثمارية "سوسكيهانا إنترناشونال غروب" حصة كبيرة في رأس مال "تيك توك".
ووفقاً لصحيفة نيويورك بوست، التقى جيف ياس ترامب في فلوريدا قبل أيام، وهدد بوقف تمويل مرشحين جمهوريين إذا أُقرّ مشروع القانون المتعلق بـ"تيك توك".
وردًا على سؤال لـ"سي إن بي سي"، نفى دونالد ترامب أن يكون قد تطرق إلى الموضوع مع الممول.