اتّحدت قنوات تلفزيونية وإذاعات لبنانية حول مشروعٍ رائدٍ، لتبثّ سلسلة برامج عنوانها "لبنان Townhall" مباشرة على الهواء في الوقت نفسه، لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه البلد ومواطنيه.
ونظّمت هذه المبادرة "مناظرة"، وهي منظمة تهدف إلى إقامة حوارات عامة بنّاءة في المناطق التي تتحدّث اللغة العربية، وتضمّ أعضاء مؤسسين مثل "تلفزيون لبنان" و"الجديد" و"أو تي في" و"أن بي أن" و"إذاعة صوت لبنان" و"صوت الشعب"، على أن يقود التقديم الصحافي زافين قيومجيان.
وقالت الرئيسة التنفيذية للعمليات في "مناظرة"، فدوى الزيدي، خلال إطلاق المبادرة اللبنانية لدعم صحافة الشأن العام، اليوم الأربعاء: "أمامنا فرصة فريدة من نوعها لهدم الأسوار التي بنتها الوسائل الإعلامية حول نفسها، فللمرة الأولى في تاريخ الإعلام اللبناني ستتّحد المحطات حول مشروع واحد، حول حدث تلفزيوني واحد، حول حوار واحد، عاقدةً بالتالي مناظرة وطنية مشتركة لجميع المواطنين".
وأفادت الزيدي، لـ"العربي الجديد"، بأن الحلقة الأولى ستبث، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، عند الساعة التاسعة والنصف مساءً، على القنوات والمحطات والإذاعات المشاركة في المبادرة، وستحمل عنوان "المعاش ما عاش"، وستناقش الوضع اللبناني الحالي، سواء الاقتصادي أو المعيشي، وستخرج بحلولٍ في نهاية الحلقة من قبل المشاركين، وهم 10 شباب و6 ضيوف وشاهد والمقدّم.
ولفتت إلى أنه "خلال ساعتين من الوقت، سيناقش المشاركون محاور مختلفة لها علاقة بالوضع الاقتصادي والمعيشي، على أن تتضمن كل حلقة موضوعاً مختلفاً، الأوّل حُدِّدَ، لكن الثاني لم يُحسم بعد"، وأن "هناك منهجية لاختيار المواضيع من الفريق التحريري".
في 13 ديسمبر/كانون الأول المقبل، ستبث الحلقة الثانية. واعتباراً من العام المقبل، ستبث حلقة كلّ شهر.
وقال المدير العام لمبادرة "مناظرة"، بلعباس بن كريدة، لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف الذي نسعى إليه هو خلق ثقافة وبيئة جديدة بنّاءة للنقاش الوطني، وتقييم الرأي العام في لبنان".
وأوضح أن "اختيار المواضيع يتم بناءً على نموذج مدروس، والأهم أن الفريق التحريري سيسأل نفسه عن أهم ما يفكر فيه المواطن العادي، ومن هنا ستكون الحلقة الأولى عن المعاش". مشيراً إلى أن موضوع الحلقة الثانية "سيكون شديد الأهمية لغالبية المواطنين".
ورأى بلعباس أن "هذه الخطوة مهمة جداً في لبنان، وقد تؤدي لاحقاً إلى مناظرات انتخابية في إطار بثٍّ موحّد".
مدير العلاقات العامة في قناة "الجديد"، إبراهيم الحلبي، قال لـ"العربي الجديد"، إن "طبيعة المناظرات مثل التي تنطلق منها هذه المبادرة أو التي تحدث في أميركا ودول أوروبا، ليست موجودة في لبنان". وأضاف "إذا نجحنا فيها، قد تكون خطوة في اتجاه تستفيد منه وسائل الإعلام".
على صعيد الانتخابات النيابية المنتظر عقدها في مارس/آذار المقبل، أفاد الحلبي بأن "الجديد" يمكن أن تتبع أسلوب المناظرة في بعض برامجها، "لأنه من المهم أن نخرج من دائرة الوجوه التقليدية التي تخصص لها المساحة الأوسع من الهواء، لنصل إلى الشباب، خصوصاً من يحاول منذ عام 2019 (الانتفاضة الشعبية) أن يتقدم إلى الصفوف الأمامية ليقول رأيه".
وحول المعايير المعتمدة لاختيار الضيوف، أوضح أن "هناك قوانين ترعى هذه المعايير وعلى الجميع الالتزام بها، و(الجديد) ستنفرد ببعض البرامج التي ستقدم فيها مجموعات الشباب الذين يطمحون إلى التغيير".
وخلال إطلاق المبادرة، قال زافين قيومجيان إن فكرة المناظرة كانت "حلماً" بالنسبة إليه، معبِّراً عن سعادته أيضاً بـ"إعلام لبناني وطني حقَّق أول مناظرة في العالم العربي وآسيا وشمال أفريقيا عام 1994، عندما بث تلفزيون لبنان (القناة الرسمية) أول مناظرة سياسية بين شخصية معارضة وأخرى وطنية".
وبيّن منتج المشروع سولو فغالي أن "طريقة العمل ستكون مختلفة عن كل ما أقيم سابقاً في لبنان، أي أن الهواء المفتوح لن يعطى للضيف ليأخذ كل وقته في الحديث، بل سيعطى لكل شخص وقت محدد لإيصال فكرته"، لافتاً إلى أن "هناك مشتركين سيحاورون خبراء وسياسيين، ويجرون مناظراتهم، وسندرّبهم على كيفية إيصال فكرتهم في وقتٍ قصير".
وأشار فغالي إلى أن "المشاكل التي سيتم التطرق إليها لبنانية فقط، وستطاول كل شرائح الشعب اللبناني وصوت الشباب، وسيكون للمرأة مشاركة مهمة أيضاً".