استمع إلى الملخص
- **تفاصيل شركة غولد أبولو**: تأسست في 1995 وتضم 40 موظفاً، مختصة في أجهزة الاتصالات اللاسلكية. استثمرت مؤخراً في Nika Co. Ltd. لتصنيع المعدات الأصلية.
- **شركة BAC والشكوك حولها**: تأسست في 2022 ومقرها بودابست، تديرها كريستيانا روزاريا. تواجه شكوكاً حول تورطها في تعديل أجهزة النداء لتصبح متفجرة في لبنان وسوريا.
فور الدخول إلى موقع شركة غولد أبولو التايوانية، تجد رسالة على الصفحة الأولى تقول: "أقامت شركة Gold Apollo شراكة طويلة الأمد مع شركة باك BAC CONSULTING KFT (المشار إليها فيما بعد باسم "BAC"). وفقاً لاتفاقية التعاون، فإننا نسمح لشركة BAC باستخدام علامتنا التجارية لبيع المنتجات في مناطق محددة، ولكن تصميم وتصنيع المنتجات هي مسؤولية شركة BAC وحدها. في ما يتعلق بطراز جهاز النداء AR-924 المذكور في التقارير الإعلامية الأخيرة، نوضح أن هذا الطراز يُنتَج ويباع بواسطة شركة BAC".
فقد تحوّلت غولد أبولو، منذ أمس الثلاثاء، من شركة مغمورة إلى واحدة من أكثر الشركات التي جرى تناقل اسمها في وسائل الإعلام العالمية، بعدما تبين أن أجهزة الاتصال (بيجر) التي فجرتها إسرائيل بيد أكثر من 4000 لبناني، وقتلت حوالي 12 شخصاً الثلاثاء، تحمل العلامة التجارية لشركة غولد أبولو، فيما عادت التفجيرات الأربعاء لتطاول أجهزة أخرى إضافة إلى بيجر.
وتدعي شركة Gold Apollo التايوانية أن الأجهزة التي تُسوَّق تحت علامتها التجارية لم تُصنّع من قبلها، بل من قبل شركة BAC التي حصلت على ترخيص لاستخدام العلامة التجارية. وقال مؤسس الشركة ورئيسها شو تشينغقوانغ، بحسب تقرير لرويترز: "المنتج ليس منتجنا".
وفي محادثة مع الصحافيين خارج مكاتب غولد أبولو، نفى رئيس الشركة تورطها في إنتاجها. وقال: "نحن نقدم فقط الإذن باستخدام العلامة التجارية، وليس لدينا أي دور في تصميم أو تصنيع هذا المنتج".
وادعى في البداية أن الشركة التي حصلت على الترخيص كانت تعمل من أوروبا، لكنه رفض لاحقًا التعليق على موقع الشركة المصنعة BAC. وأضاف أنه لا يعرف كيف جرى التلاعب بالأجهزة. وأضاف أن شركة Gold Apollo هي أيضًا ضحية للهجوم: "نحن لسنا شركة كبيرة ولكننا شركة مسؤولة. إنه أمر محرج للغاية".
معلومات عن شركة غولد أبولو
يشرح موقع غولد أبولو أنها شركة محدودة المسؤولية، رئيسها شو تشينغقوانغ، وقد تأسست الشركة في أكتوبر/ تشرين الأول 1995، تضم حالياً 40 موظفاً فقط، فيما يتركز عملها الرئيسي على أجهزة استقبال الاتصالات اللاسلكية والتحكم من بعد.
والشركة تنتج، وفق موقعها الإلكتروني، أجهزة النداء (بيجر) متعددة الاستخدامات، منها ما يستخدم في المطاعم لإعلام الزبائن عند انتهاء إعداد الطلبيات، وفي المستشفيات للتواصل ما بين الأطباء وغيرهم، وتتوزع منتجات الشركة ما بين أجهزة النداء التقليدية والرقمية والأبجدية وغيرها. في البداية، أنتجت أجهزة النداء الرقمية فقط وركزت على السوق المحلية. في أواخر التسعينيات، طورت الشركة أجهزة النداء الأبجدية الرقمية وبدأت في استهداف السوق العالمية.
ولم تصدر الشركة على موقعها الإلكتروني سوى إعلانين، الأول المتعلق بالأجهزة المرتبطة بالتفجيرات في لبنان والذي يتحدث عن تعاقد الشركة مع باك، والثاني منشور في 15 يناير/ كانون الثاني 2024، تقول فيه الشركة التايوانية: "بدءاً من عام 2024، استثمرت شركة غولدن أبولو في شركة Nika Co. Ltd. لوضعها بصفة شركة فرعية متخصصة في تصنيع OEM/ODM (شركات تصنيع المعدات الأصلية وشركات تصنيع التصميم الأصلي). من الآن فصاعداً، ستستمر شركة غولدن أبولو في التعامل مع جميع الأمور التسويقية، بينما ستكون شركة نيكا مسؤولة عن جميع الأمور التجارية المتعلقة بتصنيع OEM/ODM. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز قدراتنا لتزويدك بحلول أكثر شمولاً".
ما هي شركة باك؟
أما شركة باك، فموقعها الإلكتروني أصبح اليوم صباحاً خارج الخدمة فجأة، والشركة مسجلة باسم BAC Consulting، تأسست في عام 2022، ويقع مقرها الرئيسي في شارع Szonyi في بودابست. وفقاً للموقع الإلكتروني قبل وقفه، فإن كريستيانا روزاريا فيلفيت أرسيديكونو هي المديرة الإدارية والمالكة الوحيدة للشركة.
ويشير تعريف مالكة الشركة إلى أنها معنية بقضايا البيئة والتنمية والتقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي، ومن بين مهاراتها "إدارة الكوارث"، إلا أن الموقع الذي يمكن اعتباره فقيراً بالمعلومات، يبدو كأنه موقع هواة، ولا يورد أي اسم من أسماء المؤسسين للشركة غير أرسيديكونو، ولا يشير في أي مكان إلى أي عمل تصنيعي تقوم به الشركة، لا لأجهزة الاتصال ولا لغير سلع، وإنما يتركز عملها على تقديم الاستشارات، من دون ذكر أي معلومات عن الجهات التي تتعامل معها هذه الشركة.
ووفقًا لسيرتها الذاتية على الإنترنت، تحمل صاحبة الشركة درجة الدكتوراه من جامعة كوليدج لندن، ودبلوم في كلية لندن للاقتصاد، وعملت في السابق مستشارةً للمفوضية الأوروبية ويونسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
غير أن كريستيانا قالت في اتصال هاتفي يوم الأربعاء مع "إن بي سي نيوز" الأميركية أن شركتها تعمل مع شركة Gold Apollo. وعندما سُئلت عن أجهزة النداء والانفجارات، أكدت: "أنا لا أصنع أجهزة النداء. أنا مجرد وسيط. أعتقد أنك أخطأت".
فيما قال إن آر جينزين جونز، مدير شركة خدمات أبحاث التسليح، وهي شركة استشارية في مجال الاستخبارات التقنية بحسب "إن بي سي نيوز"، إن مقاطع الفيديو تشير إلى أنه جرى دمج أجهزة متفجرة في أجهزة الاتصال. وتابع: "إنه هجوم معقد على سلسلة التوريد، وليس سيناريو جرى فيه اعتراض الأجهزة وتعديلها أثناء النقل" .
ويشرح موقع "إسرائيل اليوم" أن في حديثه إلى الصحافيين في تايبيه الأربعاء، قال الرئيس التنفيذي لشركة غولد أبولو إن الشركة حافظت على اتفاق مع شركة باك خلال السنوات الثلاث الماضية. ومع ذلك، أشارت وكالة أسوشييتد برس إلى أنه فشل في تقديم أي وثائق داعمة. ومع ذلك، قدم سو تفاصيل مثيرة للاهتمام: "كانت التحويلات المالية لشركة باك غريبة للغاية"، مضيفًا أن المدفوعات كانت تُرسل عبر الشرق الأوسط. ولم يقدم مزيدًا من التفاصيل.
ووفق موقع إذاعة "إن بي آر" الأميركية، "يشير الارتباط بين أجهزة الاستدعاء وشركات غير معروفة نسبيًا تمتد عبر آسيا وأوروبا إلى وجود مؤامرة استغرقت سنوات في التحضير".
وتنقل مراسلة الإذاعة إيملي فينغ، عن صاحب شركة غولد أبولو شو تشينغقوانغ أنه "قبل ثلاث سنوات، اقتربت منه امرأة تايوانية يعرفها فقط باسم "تيريزا" وادعت أنها ممثلة محلية لشركة مجرية تدعى BAC Consulting. بعد أكثر من شهرين من المفاوضات مع تيريزا، وافق على توقيع عقد لبيع أجهزة النداء Gold Apollo إلى BAC، بالإضافة إلى السماح لشركة BAC باستخدام العلامة التجارية Gold Apollo على منتجاتها الخاصة".
شكوك حول الشركة
وتابع التقرير نقلاً عن صاحب غولد أبولو: "لقد سافرت بالفعل عدة مرات إلى أوروبا للتواصل مع زملائها، قيل لي أيضًا إن شركة BAC لديها أيضًا مصالح في شرق أفريقيا، ولكن من البداية إلى النهاية، لم يذكروا لبنان أبدًا".
أظهرت التقارير السنوية للعامين الماضيين، التي جرى تنزيلها من بوابة تسجيل الأعمال التجارية عبر الإنترنت التابعة لوزارة العدل المجرية، أن أحدث الحسابات السنوية للشركة الموقعة في مايو من هذا العام تظهر ميزانية عمومية تزيد قليلاً عن 320 دولارًا.
ويقول صاحب شركة غولد أبولو في التقرير ذاته إنه "بعد مرور عام تقريبًا على توقيع شركة BAC عقدًا مع شركة Gold Apollo، عادوا إليه بطلب غير عادي، أرادوا تصميم منتجاتهم الخاصة ولكن وضع العلامة التجارية لشركته عليها".
وقال إن آخر مرة قامت فيها شركة غولد أبولو بشحن مكونات إلى BAC كانت في وقت سابق من هذا العام. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن أجهزة النداء من طراز "AR-924" التي انفجرت في لبنان وسورية كانت جديدة وقد حصل عليها حزب الله مؤخرًا في فبراير/ شباط.