استمع إلى الملخص
- وسّع جيش الاحتلال هجماته الجوية والبرية في شمال غزة، معزّزًا قواته في جباليا وقطع الاتصالات، مما اعتبرته حماس محاولة لعزل الفلسطينيين وإخفاء الجرائم.
- انضمت الخطيب إلى قائمة من الشهداء في المجال الثقافي والفني، حيث دمرت قوات الاحتلال عشرات المؤسسات الثقافية والتاريخية في غزة.
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل الجمعة-السبت، الفنانة التشكيلية الشابة محاسن الخطيب، شمالي قطاع غزة، حيث تتواصل المجازر الإسرائيلية، إذ ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم جباليا بعد قصف عدة منازل لعائلات، ما أسفر عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال.
شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في توسيع هجماته الجوية والبرية على محافظة شمال قطاع غزة، خاصة في مخيم جباليا الذي تتركز فيه العمليات العسكرية، مع استمرار حصار المنطقة منذ أكثر من أسبوعين. ودفع جيش الاحتلال الجمعة بـ"لواء جفعاتي" ليلتحق بالفرقة "162" الموجودة في منطقة العمليات في جباليا، ما يوحي بنيته توسيعها. كما قطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال قطاع غزة، الأمر الذي اعتبرته حركة حماس محاولة لـ"عزل وتهجير الفلسطينيين هناك ومحاولة لإخفاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال". يأتي ذلك في وقت ما زال فيه عشرات الآلاف من المواطنين، محاصرين داخل منازلهم في مخيم جباليا ومحيطه، ويرفضون مغادرته إلى جنوب قطاع غزة كما أمرهم الجيش الإسرائيلي منذ بدء هجومه البري.
وقد نعت مؤسسة رواسي فلسطين للثقافة والفنون والإعلام الفنانة التشكيلية محاسن الخطيب التي "ارتقت شهيدة من جراء استهداف طائرات الاحتلال لمنزلها شماليّ غزة، حيث بقيت صامدة ترفض التهجير والنزوح. وأشارت المؤسسة إلى أن الخطيب "الفنانة الإنسانة تركت قبل رحيلها وخلال حرب الإبادة على قطاع غزة أثراً فنياً وطنياً خالداً، وقدمت أعمالاً فنية رقمية تلامس واقعنا وجراحنا وحريتنا"، مشيرة إلى أنها شاركت "في محطات مهمة من معارض وأنشطة مؤسسة رواسي فلسطين الوطنية".
كان آخر ما نشرته محاسن الخطيب على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي رسم يستحضر المجزرة التي ارتكبها الاحتلال باستهداف خيام النازحين الفلسطينيين في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، فجر الاثنين الماضي، حين استهدف خياماً للنازحين في ساحة المستشفى، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير طاول نحو 30 خيمة.
انضمت الخطيب إلى قائمة من عشرات الشهداء من العاملين في المجال الثقافي والفني، منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة. إذ قتل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي الفنانة البصرية ومعلمة الفنون الجميلة هبة غازي إبراهيم زقوت، والشاعرة والروائية هبة أبو ندى، والشاعر والروائي والناشط المجتمعي عمر فارس أبو شاويش، والكاتبة والممثلة المسرحية إيناس السقا، والعازف والكاتب والصحافي والمصور الفلسطيني يوسف دواس، والفنانة التشكيلية حليمة الكحلوت، والمخرجة ولاء سعادة، والشاعر والروائي سليم النفار، والكاتب والمؤرخ ناصر جربوع الشهير بـ"ناصر اليافاوي"، والفنان التشكيلي محمد سعد الدين الزمر، والكاتب أحمد الكحلوت، والكاتبة والمؤرخة رهف حنيدق، والمغني صلاح الفيشاوي، وغيرهم.
كما دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات المؤسسات والمراكز الثقافية كلّياً أو جزئياً، وكذلك المساجد والكنائس التاريخية، والمتاحف، والجداريات، ودور النشر والمطابع، والاستوديوهات وشركات الإنتاج، والمكتبات العامة، والمباني التاريخية، والمواقع التراثية، والمقامات الدينية.