معرض للخط العربي في كردستان العراق وسط سوق القيصرية التراثي

15 اغسطس 2024
أعمال الترميم في سوق القيصرية التراثي في كردستان العراق (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أقيم معرض للخط العربي في سوق القيصرية بأربيل، الذي تعرض لحريق مفتعل، بهدف لفت الانتباه إلى إعادة إعمار السوق ورفض الإرهاب.
- شارك الخطاطان يحيى أربيلي وبان صلاح بلوحات تعبر عن جمالية الخط العربي وتاريخ المدينة، مؤكدين على إعادة الحياة للسوق.
- اعتقلت السلطات عناصر مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المتورطين في الحرائق، وتعمل على ترميم السوق المتوقع افتتاحه قريباً.

بعد تعرُّض سوق القيصرية، أقدم أسواق مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، لحريق مفتعل أتى على أغلب أجزائه، أقامت مجموعة من الفنانين بتنسيق مع بيت الأرشيف في أربيل معرضاً للخط العربي هو الأول من نوعه في المدينة.

وداخل أزقة سوق القيصرية التراثي القديم، الذي يعود تاريخ بنائه لأكثر من قرنين ويضم مئات المتاجر، قدّم الخطاطان يحيى أربيلي وبان صلاح لوحاتهما في المعرض، في جزء من مساعي لفت الانتباه إلى أعمال إعادة إعمار السوق وتأهيله مجدداً، و"رسائل رفض للإرهاب وأعمال العنف التي استهدفت هذا الجزء العتيق من المدينة". ويشير مدير متحف أرشيف أربيل التراثي، الجهة المنظمة للمعرض، محمد البرزنجي، إلى أن الخطوة جاءت "للفت النظر لهذا السوق في أثناء عمليات إعادة إعماره الجارية حتى الآن. الخط يعبّر عن تاريخنا".

 وقدم الخطاط يحيى أربيلي لوحاته التي تضمنت آيات قرآنية وأحاديث نبوية، بالإضافة إلى مقولات مأثورة. ويعتبر أربيلي واحداً من الخطاطين المعروفين بكردستان عبر مسيرة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، حيث يخط بالأحرف العربية والفارسية واللاتينية. ويقول أربيلي، لـ"العربي الجديد"، إنه "شارك بلوحات كلاسيكية في هذا المعرض لإبراز جمالية الخط العربي وعرضها في هذا السوق القديم".

معرض للخط العربي في كردستان العراق (العربي الجديد)
الخط يعبّر عن تاريخنا (العربي الجديد)

أما بان صلاح، التي شاركت بأربع لوحات، ثلاث لوحات خطية وأخرى لقلعة أربيل التاريخية، فترى في حديثها لـ"العربي الجديد" أن المعنى المقصود هو "مهما حاول البعض إزالة الجزء الأصيل أو حرقه، فإننا مستعدون لإعادة الحياة إليه".

بان صلاح (العربي الجديد)
الخطاطة بان صلاح (العربي الجديد)

وشُيِّد سوق القيصرية الأثري، وهو عبارة عن مئات الدكاكين المتلاصقة في أزقة متجاورة وضيقة متداخلة ومتشعبة وسط أربيل، خلال القرن التاسع عشر، بعد انتشار السكان في أحياء جديدة بمحيط قلعة أربيل التاريخية. 

وتعرّض السوق التراثي في مايو الماضي للحريق، حيث احترق 370 محلاً، مخلفاً خسائر مالية ضخمة. وأعلنت وزارتا الداخلية في بغداد وأربيل اعتقال عناصر شبكة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، أشعلت الحرائق في عدة أسواق بمحافظات أربيل ودهوك وكركوك خلال الفترة الماضية، بهدف ضرب المصالح الاقتصادية وزعزعة الأمن وإثارة حالة من الاستياء العام، ما أحدث خسائر مادية تُقدّر بـ300 مليون دولار.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية في مؤتمر صحافي مشترك مع وزارة داخلية الإقليم: "إن التعاون عالٍ بين وزارة الداخلية الاتحادية ووزارة داخلية إقليم كردستان، وأثمر اعتقال متهمين تابعين لحزب العمال الكردستاني، أشعلوا في نهاية 2023 ومطلع العام الحالي حرائق متعمدة في الأسواق، واستهدفوا المصالح العامة". وأطلقت السلطات في أربيل حملة لإعادة ترميمه، ويتوقع الانتهاء من ذلك خلال أشهر قليلة، قبل أن يُعاد افتتاحه مجدداً.

المساهمون