على الرغم من ضعف الجزء الأول من مسلسل "صالون زهرة"، لكاتبته نادين جابر ومخرجه جو بو عيد، إلا أن شركة "سيدرز آرت بروداكشن" (الصبّاح للإنتاج)، أقنعت بطلة العمل، نادين نسيب نجيم، بتصوير الجزء الثاني من العمل، لمصلحة منصة "شاهد". لكن نجيم لم تعط موافقتها النهائية إلا بعد أشهر طويلة من انتهاء عرض الجزء الأول، ووضعت شروطاً قاسية لإتمام العمل بما يتناسب مع رؤيتها ونجاحها، وحقوقها في التدخل بالتفاصيل الصغيرة، ومناقشتها، على أن تتعدى حلقات هذا الجزء الثماني.
أخطأت شركة الصبّاح في بعض التفاصيل الخاصة بالجزء الأول، والتي كان بالإمكان تفاديها. لم تعمل الشركة على تقييم النص، ولا مجريات الأحداث، واستقدمت لهذا الغرض المخرج جو بو عيد، الذي وضع تصوّراً يتنافى مع الواقع لمثل هذه الحكايات الشعبية، التي تتحول إلى مسلسل درامي، يمكن تصنيفه في خانة الترفيه، بعيداً عن التعقيدات. لكن ما شاهدناه في الجزء الأول، كان مجرد أحداث بعيدة نوعاً ما عن الواقع الذي تفرضه مثل هذه الأعمال على طريقة أو خريطة التنفيذ.
حارة شعبية تتخذ منها عائلة زهرة مكاناً للسكن والعمل، تمتلك زهرة صالون تجميل نسائي، ولديها طفلة من علاقة خارج إطار الزواج، وتعيش مع مربية في منزل بعيد، تتعرف بالصدفة على شريكها أنس (معتصم النهار)، الذي يقع في مشكلة تتعلق بتهريب الأموال إلى سورية، لتبدأ مغامرات أشبه بأحداث الرسوم المتحركة، أفرغت المسلسل من المضمون منذ الحلقات الأولى، وبعثرت أفكار الكاتبة نادين جابر، فتحولت إلى باحثة عن حكايات هزلية في الحي الشعبي الذي تسكنه زهرة؛ مثل قصة من الجزار الذي كان عشيق زهرة قبل زواجه من امرأة تكبره سناً، أو بائع الدجاج اللاهث وراء صاحبة الصالون، طمعا في قصة حب، أو حتى ابتسامة منها.
يبدأ المخرج جو بو عيد خلال أيام بتصوير الجزء الثاني من "صالون زهرة"، لكن بكتابة كلوديا مرشليان هذه المرة. وبحسب المعلومات، أبقت المؤلفة الجديدة على الشخصيات الرئيسية، لكنها أدخلت عناصر إضافية تتعلق بالأحداث والوقائع بنكهة ليست بعيد عن الكوميديا التي بُني عليها الجزء الأول. وتؤكد المعلومات أن تغييراً سيطرأ على الحارة الشعبية التي نقلها الجزء الأول لجهة العلاقات بين الشخوص أنفسهم، وطريقة سرد الأحداث، بعدما خفضت حلقات الجزء الثاني إلى ثماني حلقات، فيما كان الجزء الأول 15 حلقة.
لم تتدخل الكاتبة مرشليان بالتقنيات التي قدمها المخرج جو بوعيد في الجزء الأول، إذ نقل أجواء تعود إلى ستينيات القرن الماضي، لجهة الأزياء والديكورات التي يظهر بها الممثلون، والتي واجهت انتقادات واسعة وتساؤلات حول الهدف من وراء العودة إلى عقد الستينيات، طالما أن القصة تصارع واقعاً يومياً نعيشه.
بحسب إحصاءات شركة "سيدرز آرت بروداكشن"، حقق "صالون زهرة" أعلى نسبة مشاهدة على منصة "شاهد" في جزئه الأول، ما دفع الشركة إلى إنتاج جزء ثان من العمل.
هل توفق الكاتبة مرشليان على بث محتوى جيد وأحداث مقبولة في الجزء الثاني؟ سؤال بالإمكان الإجابة عنه مطلع الخريف المقبل، أي موعد العرض على المنصة السعودية.