عملية شيخوخة البشرة تحصل إثر عوامل عدة، وفق ما يوضح في حديثه مع "العربي الجديد"، الطبيب الاختصاصي في جراحة الترميم والتجميل الدكتور، جو خوري. بالدرجة الأولى يؤد جفاف البشرة وتراجع معدل سماكتها مع التقدم في السن إلى جعلها أكثر هشاشة. كما أن تراجع معدلات الكولاجين والتغييرات الحاصلة تحت الطبقة الخارجية للجلد، هي من العوامل التي تساهم في ذلك. تخسر البشرة من معدلات الدهون والعضلات ومن كثافة العظام أيضاً.
أما دور الكولاجين الأساسي فأصبح معروفاً. الكولاجين والإيلاستين وحمض الهيالورونيك هي من المواد التي تلعب دوراً جوهرياً في تكوين الجلد: وفي حال تراجع معدلاتها، حتى عملية شد الجلد لا تفيد.
يقول خوري: "عندما نجري عملية شد وجه، نشد الجلد الذي ترهل وخسر من مرونته، وتضاف الدهون أيضاً، بما أن معدلاتها تكون قد تراجعت مع الوقت. كما نعمل على شد العضلات في الوجه والعنق. ولأنه من غير الممكن التحكم بالعظام، تضاف الدهون في العمق في سبيل تعزيز الدعم. لكن حتى إذا كانت العملية ناجحة، قد يبدو أن ثمة ما ينقص وهو نضارة البشرة نتيجة نقص الكولاجين، فيتم اللجوء إلى تقنيات الليزر أو تقشير الجلد التي تبدو من الحلول المتاحة هنا لاستعادة شباب البشرة".
تجدر الإشارة إلى أن مادة الكولاجين موجودة في مختلف مواضع الجسم، فهي مادة أساسية مثلاً في شبكة العين وفي الجلد وفي المفاصل أيضاً، والجسم لا ينتجها أبداً بل يحصل عليه من خلال الأحماض الأمينية والسكر مجتمعة.
مادة الكولاجين موجودة حكماً لدى الرجل كما لدى المرأة. ولكن تساعد هرمونات التستوستيرون الرجل على إنتاج الكولاجين بمعدلات أعلى. يضاف إلى ذلك أن الرجل يتمتع أصلاً بسماكة كبرى في الجلد مقارنة بالمرأة، فتظهر علامات التقدم في السن بنسبة أعلى لدى المرأة على إثر ذلك، وإن كان ذلك لا ينطبق على الكل. في المقابل، يشير خوري إلى أن الجنس قد لا يكون المعيار الأساسي، بل إن المعيار الأهم في عملية التقدم في السن ومستويات الكولاجين هو في البشرة، إذ إنَ مستويات الكولاجين تكون أعلى عندما تكون البشرة داكنة أو سمراء، لأن البشرة تكون أكثر سماكة.
إضافة إلى عامل العمر الذي يساهم في تراجع معدلات الكولاجين في الجسم، وخصوصاً في البشرة، ثمة عوامل أخرى يمكن أن تلعب دوراً لدى البعض فتؤدي إلى النقص الخلقي في الكولاجين والإيلاستين. وقد يكون هناك نقص في الكولاجين أيضاً في حال كان هناك سوء التغذية، كما في حال الإصابة باضطرابات غذائية مثلاً، أو في حال الإصابة بأمراض مزمنة في الأمعاء، إذْ تتراجع معدلات امتصاص الكولاجين في الجسم.
ويساهم التعرض الزائد لأشعة الشمس لتراجع معدلات الكولاجين في الجسم. في المقابل، ثمة وسائل يمكن اللجوء إليها للحفاظ على مستويات الكولاجين في الجسم. منها اتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن لا تنقص فيه البروتينات أو الوحدات الحرارية، وتجنب التدخين والتعرض الزائد لأشعة الشمس وكل ما قد يسبب الأذى أو الضرر للجسم.
تتوافر حالياً حلول تجميلية يمكن اللجوء إليها لتحسين معدلات الكولاجين في الجسم عبر تحفيز إنتاجه، وهي عبارة عن حقن تحتوي على جزئيات تساعد على دخول المنتج إلى الجسم ليصنّع الكولاجين تلقائياً. يشير الطبيب خوري إلى أن الكولاجين قد لا يكون في هذه الحالة بنفس الجودة والنوعية إنما يساعد على الأقل على تغذية البشرة وتعزيز إنتاج الكولاجين فيها.