زملاء ضياء الكحلوت في غزة يطالبون بحريّته

غزة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
03 يناير 2024
ضياء
+ الخط -

في السابع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي مدير مكتب "العربي الجديد" في غزة ضياء الكحلوت مع عشرات الفلسطينيين من مدينة بيت لاهيا، شمالي القطاع. ومنذ ذلك اليوم، انقطعت أخبار الكحلوت بشكل نهائي، ورفض الاحتلال الكشف عن مكان اعتقاله أو إعطاء أية تفاصيل عن وضعه الصحي.
وتجاهل الاحتلال كل المطالبات الدولية للإفراج عن الكحلوت، خصوصاً في ظل تدهور وضعه الصحي بحسب ما نقله فلسطينيون اعتقلوا معه، ثم أفرج عنهم لاحقاً وأعيدوا إلى قطاع غزة.

تعرض ضياء الكحلوت للتعذيب

وفق ما قال أحد المفرج عنهم أخيراً لـ"العربي الجديد" فإن الزميل ضياء الكحلوت يتعرّض لتعذيب وحشي منذ لحظة اعتقاله، كما أن الاحتلال عند التحقيق مع كل معتقل من المعتقلين يسأل عن الكحلوت وعن عمله الصحافي. وقال الشاب الغزي المفرج عنه إنه شاهد بعينه ضياء وهو يتعرض للتعذيب، سواء من خلال إجباره على الركوع لساعات طويلة على رجليه، أو بوسيلة "الشبح"، وهي وسيلة تعذيب وحشية معروفة، حيث يجبر الأسير على الجلوس أفقياً على كرسي لساعات طويلة وهو مقيّد من أجل التسبب بآلام لا تُحتمل في عضلات الظهر والعنق والساقين.
وكانت ملعومات نقلها أسرى محررون اعتقلوا مع ضياء الكحلوت قد أفادت أنه موجود في معتقل في منطقة بئر السبع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ويعاني من وضع صحي دقيق، في ظل ظروف اعتقال غير آدمية.
وطالبت "العربي الجديد" بشكل متكرّر منذ السابع من ديسمبر بالإفراج عن مدير مكتبها، والكشف عن مصيره، كما طالبت المنظمات الدولية بالتدخل بشكل أكبر، للضغط على الاحتلال بهدف ضمان حريته.

ردود فعل دولية

أثار اعتقال الكحلوت منذ اليوم الأول ردود فعل عدة، خصوصاً بين المنظمات المعنية بحرية الصحافة في العالم.
فبعد ساعات من اعتقاله أصدرت لجنة حماية الصحافيين بياناً عبّرت فيه عن "قلقها إزاء التقارير التي تفيد بأن السلطات الإسرائيلية اعتقلت الصحافي ضياء الكحلوت في غزة مع أفراد من عائلته"، ودعت إلى إطلاق سراحه بشكل فوري. وقال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اللجنة شريف منصور: "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد باعتقال مراسل "العربي الجديد" ضياء الكحلوت في شمال غزة مع أفراد عائلته... يجب على الجيش الإسرائيلي الكشف عن مكان وجوده وإطلاق سراحه على الفور". وأشار بيان اللجنة إلى أن "العربي الجديد واحدة من وسائل الإعلام العربية القليلة التي لا يزال لها وجود فعلي في شمال غزة".
كذلك، أصدر المعهد الدولي للصحافة بياناً طالب بالإطلاق الفوري لسراح الكحلوت، كما دعا المعهد جيش الاحتلال "إلى احترام القواعد الدولية للحروب، التي تتطلب من جميع الأطراف المتحاربة حماية الصحافيين والمدنيين أثناء النزاع". ورأى المعهد أن اعتقال مراسل "العربي الجديد" "يسلط الضوء على الظروف الخطيرة المتزايدة التي يعيشها الصحافيون والمدنيون في غزة. لقد أدت عمليات القصف والغارات الإسرائيلية على غزة إلى وقوع خسائر مذهلة وغير مسبوقة في صفوف المدنيين ودمار واسع النطاق".
وهو ما فعلته منظمة "مراسلون بلا حدود" التي عبرت عن قلقها إزاء اعتقال الكحلوت، وطالبت سلطات الاحتلال بالكشف الفوري عن مصيره.

زملاء ضياء في غزة

كذلك فإن زملاء الكحلوت في قطاع غزة طالبوا منذ اليوم الأول لاعتقاله بالإفراج عنه، وتأمين حماية دولية للصحافيين العاملين في القطاع، في ظل استهدافهم المتواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي. إذ تجاوز عدد الشهدء من الصحافيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية 106، بينما لا يزال الصحافيان نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد مفقودين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وفي حديث مع "العربي الجديد" قال مراسل التلفزيون العربي في غزة باسل خلف، إن اعتقال الكحلوت يأتي في سياق كامل، تعتبر فيه إسرائيل نفسها دولة فوق القانون، طالما لم يكن هناك تفعيل لمبدأ المحاسبة، فإنها ستواصل قتل الصحافيين واعتقالهم. حين نتحدث عن غياب مبدأ المحاسبة من قبل المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، فإنها ستفلت من العقاب، ما يعني أن عداد قتل الصحافيين سيرتفع وكذلك اعتقالهم... والتضييق عليهم. وبالتضييق نعني أيضاً الحد من حرية الحركة، وإدخال المعدات... فكل ما يتعلق بالعمل الصحافي ملاحق في غزة قبل الحرب وازداد صعوبة خلال هذه الحرب التي قتل فيها كل هذا العدد من الصحافيين في وقت قصير". وأضاف: "نطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والعربية بالتحرك السريع لتفعيل المحاسبة ضد انتهاكات الاحتلال التي ترتقي لجرائم الحرب".
أما مراسل قناة الجزيرة في غزة هشام زقوت فقال "الجرائم الإسرائيلية بحق الصحافيين تتواصل منذ اليوم الأول للعدوان، وتتراوح بين القتل والإصابة والاعتقال الذي طاول عدداً من الصحافيين بينهم زميلنا ضياء الذي أخذه الاحتلال من منزله في بيت لاهيا". وأضاف زقوت "ضياء أصرّ على البقاء في الشمال ليواصل عمله، وهو حالياً معتقل يواجه التعذيب في السجن ولا نعرف مصيره، لذا يجب الإفراج عنه على الفور، ويجب الكشف عن طبيعة اعتقاله، بينما نطالب المؤسسات الدولية بحماية الصحافيين الفلسطينيين خصوصاً في غزة".

سينما ودراما
التحديثات الحية

وهو ما قاله أيضاً مراسل قناة الميادين في القطاع أكرم دلول، الذي أكد أن الصحافيين: "لطالما كانوا في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، عدد منهم مصيرهم مجهول أبرزهم زميلنا ضياء الكحلوت، الذي كان يعمل على تغطية العدوان. لكن يبدو أن الحقيقة توجع إسرائيل، خصوصاً على صعيد كشف جرائمها، لذا نطالب العالم أجمع بضرورة الوقوف إلى جانبه، وإلى جانب الصحافيين، ووضع حد لقتلهم واعتقالهم".
استهداف الصحافيين يشكّل جزءاً أساسياً في العدوان على قطاع غزة، وهو ما أكده مدير المراسلين في تلفزيون فلسطين في غزة فؤاد جرادة الذي يرى أن الاحتلال يحاول حجب الصورة، والتعتيم على جرائمه سواء من خلال قتل الصحافيين أو اعتقالهم أو تدمير المقرات الإعلامية. وفي حديث مع "العربي الجديد" قال إن اعتقال الكحلوت يأتي في إطار عملية التعتيم هذه "ضياء ليس أول الصحافيين المعتقلين ولن يكون الأخير الاحتلال يحاول حجب الصورة بكل الوسائل. ضياء وثق جرائم الاحتلال، لذا نتمنى أن تكون قضيته وقضية الصحافيين الفلسطينيين حاضرة على طاولة المجتمع الدولي، ومحاسبة من يعتقلهم. هذا هو واقعنا في قطاع غزة، لا نعلم ماذا يجري لضياء داخل المعتقل، لذا نطلب من الجميع عدم التوقف عن الحديث عنه".
من جهته رأى الصحافي حازم أبو حميد، أن كل يوم يسقط شهيد أو أكثر من الصحافيين في قطاع غزة، ثم جاءت عمليات الاعتقال لتكمل مشهد استهداف الصحافة الغزية "هذا مقصود وممنهج من قبل الاحتلال" وقال لـ"العربي الجديد": "زميلنا ضياء كان يرصد الواقع وهمجية الاحتلال، وهو حالياً معتقل في مكان مجهول، لذا نطالب بالإفراج عنه".
يدرك الصحافيون في غزة جيداً أن اعتقال الكحلوت يأتي في وقت يحاول الاحتلال تصدير روايته وحدها عن العدوان، منذ السابع من أكتوبر. وهو ما نجح فيه في الأسبوعين الأولين للحرب، لكن مع تصاعد حدة المجازر، ونقل الصحافيين الفلسطينيين للواقع بشكل مباشر، بدأ الرأي العام ينحاز تدريجياً نحو المطالبة بوقف إطلاق النار، ومحاسبة إسرائيل عن جرائمها.
"كان زميلنا ضياء يقوم بعمله في نقل الحقيقة" قالت مراسلة قناة العالم في غزة إسراء البحيصي لـ"العربي الجديد"، وأضافت "عمل ضياء، وعمل كل الصحافيين مكفول ومحمي بكل كل المواثيق الدولية لذلك ضياء وكل ما يمارس بحقه في المعتقل هو مسؤولية العالم أجمع، أي كل من وضع القوانين التي تكفل حقوق الصحافي في العالم".

ذات صلة

الصورة
تظاهرة في عمّان تطالب بكسر حصار غزة \ 8 11 2024 (العربي الجديد)

سياسة

نُظمت مسيرة حاشدة في وسط العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الجمعة، دعا خلالها المشاركون إلى كسر الحصار عن شمال غزة ووقف العدوان المتواصل على فلسطين ولبنان.
الصورة
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال غزة - 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحقيق شامل، أفادت وكالة أسوشييتد برس بأنّ "إسرائيل لم تقدّم أدلّة تُذكر على وجود مقاتلي حركة حماس في مستشفيات غزة المستهدفة بالقطاع، في حالات كثيرة".
الصورة
أمام السفارة الأميركية في لندن، 2 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرج أكثر من مائة ألف متظاهر وسط العاصمة البريطانية لندن للتنديد بموقف الحكومة البريطانية الداعم لحرب الإبادة في غزة والعدوان الإسرائيلي على لبنان
الصورة
مرفأ الإسكندرية، 31 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

قدمت السلطات المصرية روايات متضاربة حول السفينة كاثرين التي تحمل متفجرات لإسرائيل. فبعد نفي لمصدر مصري استقبال السفينة صدر بيان لوزارة النقل يثبت وجود السفينة.
المساهمون