استمع إلى الملخص
- يسعى الفنانون لتجاوز النمطية الإعلامية باستخدام الفن كوسيلة لزرع الأمل والإنسانية، معبرين عن أزماتهم وطموحاتهم رغم التحديات، لإيصال رسائلهم إلى العالم.
- يشارك أكثر من 50 فناناً في "بينالي غزة"، الذي يُعد حدثاً عالمياً يحمل رسائل عاجلة، عبر معارض فنية تجسد الأحداث الجارية وآمال المستقبل، داعياً لدعم الفنانين الفلسطينيين.
تجمع فنانون فلسطينيون، اليوم الأربعاء، على شاطئ بحر مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لنحت رمال الشاطئ، إيذاناً بانطلاق فعاليات "بينالي غزة"، الذي يهدف إلى تجسيد واقع وآلام الفنانين في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل للشهر الرابع عشر على التوالي، وتجسيد آمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم بعد انتهاء الحرب. ويأتي إطلاق "بينالي غزة" بالتزامن بين القطاع والضفة الغربية وعدد من دول العالم، في مسعى لتصوير التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني خلال العدوان المتواصل، ومن خلال توثيق الحياة تحت وطأة الإبادة بأساليب فنية مختلفة ومبتكرة، عبر استخدام النحت والرسم والفنون التشكيلية المتنوعة إلى جانب الوسائط المتعددة، بهدف الوصول بشكل أسرع وأقرب إلى قلوب وعقول الجماهير والشعوب.
ويسعى الفنانون من خلال مشروع البينالي إلى تجاوز النمطية الإعلامية في التعاطي مع الأحداث والواقع من خلال الأخبار العاجلة الجامدة والإحصائيات الرسمية، عبر زرع الفنانين بذور الأمل والإنسانية بواسطة الريشة والألوان والأدوات الفنية التي تعكس أزماتهم وطموحاتهم الفردية والجماعية التي تتشارك فيها كل الشرائح المجتمعية.
وتقول إحدى القائمات على المشروع، تسنيم شتات، إن الفكرة جاءت بعد تواصل فنانين من قطاع غزة مع فنانين من الضفة الغربية في إبريل/ نيسان الماضي للعمل على تطوير أفكار لمعارض فنية لنحو 50 فناناً من القطاع في خضم الحرب متحدين كل الظروف الصعبة، وقد أفضت تجاربهم إلى تدخلات عميقة في الفن والحياة، مجسدين المساعي البطولية في وجه الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع العالم.
وتلفت شتات، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن النقاشات أنتجت فكرة إطلاق مشروع "بينالي غزة" الجماعي، و"هو حدث عالمي يحمل رسائل لا تحتمل الانتظار، ولا بد للعالم أن يعرفها"، مبينةً أن المشروع في غزة يأتي في ظل عمل الفنانين تحت القصف. وأضافت أن "فناني غزة يرون أن محاولتهم المستمرة هي سبيلهم للبقاء، كطائر الفينيق الذي ينبعث من تحت الأنقاض، حيث ينهض كل عمل فني فوق الدمار في رسالة تحدي وقوة وإصرار". وتشير إلى أهمية الفن كوسيلة في مواجهة كل أشكال الإبادة والاضطهاد، حيث يتم العمل رغم كل التحديات والعقبات في محاولة لتجاوز كل الحدود، وإيصال وسالة الفنانين الفلسطينيين إلى العالم.
وولدت الفعالية في لحظات التشتت والتشريد والمعاناة، وهي "نداء للعالم وإلى الفنانين والمؤسسات الثقافية والفنية للوقوف إلى جانب الفنانين الفلسطينيين ودعمهم، والعمل معا لبقاء أصواتهم وقصصهم حاضرة ولتبقى أعمالهم شاهدة على النضال والصمود".
من جهته، يقول الفنان التشكيلي، غانم الدن، إن "بينالي غزة" يمثل الفنانين الفلسطينيين داخل قطاع غزة، ويضم أكثر من 50 فناناً يشاركون بأنشطتهم الفنية ولوحاتهم التشكيلية عبر سلسلة معارض سيتم تنظيمها خلال الفترة المقبلة. ويضيف في حديث مع "العربي الجديد" أن الهدف منه "إيصال رسالة الفنانين خلال العدوان المتواصل، إيماناً بأهمية دورهم في الظروف العصيبة، والتأكيد على حضور اللوحات والألوان رغم مختلف الظروف".
ويوضح الدن أن إطلاق المشروع" يأتي في الوقت الذي قصفت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية المراسم واللوحات التشكيلية، إلّا أنّ إصرارنا يمكننا من رسم لوحات جديدة وأعمال جديدة من وسط الدمار والحرب تجسد تفاصيل الأحداث الجارية، كما يمكنها رسم آمال جديدة ومستقبل جديد، في محاولة لاستمرارية السردية الفلسطينية".
و"الفن وسيلة احتجاجية لإيصال معاناة الشعب سيتم التعبير عنها من خلال أنشطة وفعاليات البينالي التي تتضمن أساليب ووسائط ومدارس مختلفة، تتضمن النحت والرسم والوسائط المتعددة لتجسيد الأفكار والواقع على الرغم من نقص الخامات والموارد والإمكانات"، وفق الدن.