وجد أكثر من نجم من نجوم الإنترنت المغاربة نفسه هذه الأيام في متاعب قانونية. فمن جهة، أدانت المحكمة الابتدائية في مدينة الجديدة، ليلة أمس الثلاثاء، نجم البث إلياس المالكي بأربعة أشهر حبساً نافذاً وغرامة مالية قدرها 5 آلاف درهم. فيما تحقّق الشرطة المغربية في الدار البيضاء مع نجم "تيك توك"، رضا بوزيدي، المعروف بلقب "ولد الشينوية"، بشبهة تهم ثقيلة، أبرزها "الاتجار بالبشر".
السجن أربعة أشهر لإلياس المالكي
كان إلياس المالكي يواجه خلال أطوار المحاكمة تهم "التحريض على الكراهية، والتمييز، وبث وتوزيع بواسطة الأنظمة المعلوماتية تركيبة مكونة من أقوال شخص وصورته بقصد المسّ بالحياة الخاصة للأشخاص والتشهير بهم، والإخلال العلني بالحياء، والسب والقذف العلنيين، واستهلاك المخدرات". وحكم القضاء على المالكي بالسجن أربعة أشهر بعد إدانته بتهمة "الإخلال بالحياء العام"، بينما نال البراءة من تهمة التحريض على الكراهية والتمييز.
وكان 15 من الناشطين والحقوقيين المدافعين عن الأمازيغ وثقافتهم في المغرب قد تقدّموا بشكوى ضد إلياس المالكي بتهم السبّ والقذف والتحريض على التمييز والكراهية، بعد بث مباشر له تضمّن تصريحات وصفها المشتكون بأنها مهينة للأمازيغ.
وإلياس المالكي أكبر نجم بث في المغرب، وثالث أكبر لاعب في العالم العربي، بقاعدة جماهيرية تتجاوز 2.5 مليون متابع. وتحظى قنواته في منصات بث ألعاب الفيديو، "يوتيوب" و"تويتش"، بمتابعة هائلة، خصوصاً بين الشباب المغربي، الذين يتابعون بثه الكوميدي من ناحية، لكن المثير للجدل من نواحٍ عديدة أخرى، ثم يقتصون من كل حلقة مباشرة المقاطع الأكثر إثارة، فتتداولها الحسابات والصفحات والمجموعات وتجني تفاعلاً واسعاً.
وبسبب هذا المحتوى كان محطّ متاعب قانونية عدة من الجهات التي انتقدها وسخر منها. فحتى بعد حكم الثلاثاء لم تنتهِ رحلة إلياس المالكي في المحاكم بعد. ذكر موقع هسبريس المغربي أن الستريمر ينتظر أن تُعقَد جلسة أخرى غداً الخميس، لتنظر في شكوى تقدّمت بها مواطنة تتهمه بنعتها بألفاظ مسيئة.
"ولد الشينوية" قيد التحقيق بشبهة "الاتجار بالبشر"
في أثناء ذلك، تواصل الشرطة المغربية التحقيق مع التيكتوكر المغربي المعروف بلقب "ولد الشينوية" في أكثر من تهمة، أبرزها جناية الاتجار بالبشر. وأورد موقع "كيفاش" المغربي أن الشرطة صادرت هواتف النجم ومنعته من مغادرة التراب المغربي حتى نهاية التحقيق. وتأتي متاعب "ولد الشينوية" القانونية بعد شكوى تقدّمت بها الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان تتهمه بـ"الاتجار بالبشر والإخلال العلني بالحياء والسب والقذف والمس بالحياة الخاصة للأفراد".
ونشرت الرابطة بياناً قالت فيه إن شكواها تستند إلى تسجيل تداولته مواقع التواصل، تضمّن مكالمة هاتفية بين أحد الأشخاص وما أكدّ الأخير أنه "ولد الشينوية". ودارت المكالمة حول المتاجرة بأجساد ذكور وإناث، مع ذكر أسعارهم. كذلك اتهم البيان محتوى "ولد الشينوية" بأنه "ما بين زيجات مشكوك في صحتها، وبين سب وقذف وتشهير بالمواطنات والمواطنين، مع ما يصاحب ذلك من إخلال علني بالحياء".
هذا وأعلنت جمعية المحامين الشباب في الدار البيضاء مقاضاة "ولد الشينوية" في أعقاب مقطع وصف فيه المحامين بـ"النصابين". وقال بيان للجمعية إنه "يتلفظ بأقوال خطيرة، مسيئة إلى مهنة منظمة بمقتضى القانون، ناعتاً السادة المحامين جميعهم بـ'النصابة' بوجه مكشوف وصوت مسموع، ضارباً عرض الحائط بالقوانين المجرّمة لهذه الأفعال، والمكانة السامية لأصحاب البذلة السوداء". وشدّد البيان على أن "استعمال عبارة 'كل المحامين' تجعل السب والقذف والتشهير، قد طاول كل الجسم المهني برجاله ونسائه الأحرار وكل من ارتدى بذلة المجد والشموخ".