يملك النمل حاسة شم مذهلة قد يستغلها العلماء في الكشف عن الأورام السرطانية لدى البشر، وفقاً لدراسة جديدة نشرت في مجلة بروسيدينغز أوف ذا رويال سوسَيتي بي.
تطلق الأورام السرطانية مواد كيميائية تسمى المركبات العضوية المتطايرة، تظهر غالباً في السوائل التي يفرزها الجسم، مثل العرق والبول وبخار التنفس. ويمكن أن يشم النمل هذه المركبات في البول، مما يعني أن هذه الحشرات يمكن استخدامها يوماً ما، كطريقة أقل كلفة، في الكشف عن السرطان، وفقاً لمؤلفي الدراسة.
كان المؤلف الرئيسي للدراسة، العالم باتيست بيكيريه، يعلم مسبقاً أن النمل يمكنه اكتشاف المركبات العضوية المتطايرة التي تفرزها الخلايا السرطانية. اكتشف سابقاً أنه يمكنه تدريب فصيلة النمل "فورميكا فوسكا" على التمييز بين الخلايا السرطانية وتلك السليمة في المختبر. تقدّم الآن في بحثه، مستخدماً أوراماً فعلية.
بدأ بيكيريه وفريقه بحثهم بزرع أورام سرطان الثدي البشرية في الفئران، وسمحوا لها بأن تكبر باستخدام تقنية xenografting، ثم جمعوا البول من الفئران المصابة ومن تلك السليمة. باستخدام مبدأ مكافأة النمل، وضع العلماء قطرة من ماء السكر على بول الحيوانات المصابة بالسرطان، لحثه على التوجه إليها. حين أزال الفريق ماء السكر، بقيت الحشرات حول بول الفئران السرطانية لمدة أطول بنسبة 20 في المائة، مقارنة بالمدة التي قضتها حول بول الفئران السليمة، لأنها كانت تبحث عن مكافأتها.
استغرق الأمر ثلاث جولات تدريبية فقط، إجمالي مدتها نحو 10 دقائق، لتدريب النمل. هذه المدة أسرع بكثير من تدريب الكلاب على شم رائحة السرطان، على سبيل المثال، إذ يمكن أن تستغرق نحو ستة أشهر.
السرطان واحد من أسباب الوفاة الرئيسية حول العالم، فهو مسؤول عن وفاة واحدة من كل 6. يعد الاكتشاف المبكر عاملاً حاسماً في نجاح العلاج، لكن طرق الفحص الحالية يمكن أن تكون مؤذية أو عالية الكلفة.