منظمة الصحة العالمية: من المحتمل أن يكون الأسبرتام مسرطِناً للبشر

14 يوليو 2023
"من المحتمل أن يكون مادة مسرطنة".. فما هو الأسبرتام؟
+ الخط -

أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّ الأسبرتام، المُحَلّي الصناعي غير السكّري الذي يُستخدَم في المشروبات الغازية، "من المحتمل أن يكون مسرطِناً للبشر"، لكنّ الجرعة اليومية التي تُعَدّ آمنة لم تتغيّر.

وقال مدير إدارة التغذية وسلامة الأغذية في المنظمة فرانشيسكو برانكا، خلال عرضه نتائج دراستَين مخصّصتَين لتقييم هذا المُحلّي الصناعي: "لا ننصح الشركات بسحب منتجاتها (من الأسواق)، ولا ننصح المستهلكين بالتوقف تماماً عن استهلاكها".

وكانت الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية قد أعدّت للمرّة الأولى تقييماً لمستوى "خطر السرطنة المحتمل وغيره من المخاطر الصحية المرتبطة باستهلاك الأسبرتام". وخلص الخبراء الذين اجتمعوا ما بين السادس من يونيو/ حزيران الماضي والـ13 منه إلى تصنيف الأسبرتام "من المحتمل أن يكون مسرطِناً للبشر" (المجموعة 2-باء وفقاً لتصنيف الوكالة).

واستند قرار التصنيف هذا إلى "بيّنات محدودة على إصابة البشر بالسرطان (سرطان الخليّة الكبدية تحديداً، وهو نوع من أنواع سرطان الكبد)"، بحسب بيان أصدرته المنظمة. كذلك أشارت المنظمة إلى توفّر "بيّنات محدودة أيضاً على إصابة حيوانات التجارب بالسرطان، وبيّنات محدودة في ما يتعلق بالآليات المحتملة التي قد تسبّب السرطان".

وشدّد برانكا على ضرورة "إجراء مزيد من الدراسات ذات نوعية أفضل" للتحقيق في "بعض من الآثار المحتملة" التي لوحظت.

من جهته، طمأن الأستاذ المتخصّص في وبائيات السرطان في مركز "سيدرز سيناي" الطبي في لوس أنجليس بول فارواه إلى أنّه "لا يتوجّب على الناس عموماً الناس أن يقلقوا من مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبطة بمواد كيميائية مصنّفة من ضمن المجموعة 2-باء". وأوضح أنّ من بين المنتجات الأخرى المصنّفة في هذه المجموعة مستخلص الصبّار وحمض الكافيين.

أمّا لجنة الخبراء المشتركة ما بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومنظمة الصحة العالمية والمعنيّة بالمواد المضافة إلى الأغذية، فقد اجتمعت ما بين 27 يونيو الماضي والسادس من يوليو/ تموز الجاري لتقييم المخاطر المرتبطة بالأسبرتام.

وخلصت اللجنة المشتركة إلى أنّ "البيانات التي خضعت للتقييم لا تشير إلى توفّر سبب كاف لتعديل مدخول الأسبرتام اليومي المقبول الذي يتراوح ما بين صفر و40 ميلّيغراماً لكلّ كيلوغرام من وزن الجسم"، والذي كان قد حُدّد في عام 1981. وبناءً على ذلك، أكّدت اللجنة مجدّداً أنّ "من المأمون للفرد أن يستهلك الأسبرتام من ضمن هذه الحدود يومياً".

وفي بيانها، أضافت منظمة الصحة العالمية أنّه "على سبيل المثال، لكي يتجاوز الشخص البالغ الذي يزن 70 كيلوغراماً المدخول اليومي المقبول من الأسبرتام، عليه أن يستهلك أكثر من 9 إلى 14 علبة من مشروبات الحمية الغازية المحتوية على 200 أو 300 مليغرام من الأسبرتام يومياً، مع افتراض عدم وجود أيّ مدخول آخر من مصادر غذائية أخرى".

والأسبرتام هو مُحلٍّ صناعي (كيميائي) لا قيمة غذائية له، يُستخدَم على نطاق واسع في مختلف منتجات الأغذية والمشروبات منذ ثمانينيات القرن الماضي، من بينها مشروبات الحمية والعلكة والجيلاتين والمثلّجات ومنتجات الألبان وحبوب الفطور ومعجون الأسنان والأدوية من قبيل الفيتامينات القابلة للمضغ.

وشدّدت منظمة الصحة العالمية على أنّ المُحَلّيات الصناعية التي تُستخدم كبديل للسكر الأبيض في منتجات كثيرة هي غير مفيدة في إنقاص الوزن. وقال برانكا إنّ "ما بين الكولا بالتحلية الصناعية والكولا بالسكّر، من المستحسن التفكير في خيار ثالث وهو شرب المياه".

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال قطاع غزة - 24 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

بعد اقتحام قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، عبّرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها فيما وصفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الوضع بأنّه كارثي.
الصورة
الحرب تضرب موسم الزراعة في إسرئيل، 19 يونيو 2024(ديفيد سيلفر/Getty)

اقتصاد

من المتوقع أن تستفحل أزمة الغذاء في إسرائيل بسبب توسع الحرب ومحدودية الوصول إلى الأراضي الزراعية ونقص العمال، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي.
الصورة
الاحتلال يقصف مبان قرب مستشفى الزهراء في بيروت 1 أكتوبر 2024 (مراد سنجول/الأناضول)

مجتمع

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، أن العدوان الإسرائيلي تسبب في إغلاق خمسة مشافٍ و100 مركز للرعاية الصحية في لبنان أي نحو ثلث المراكز الصحية
الصورة
طفلة جريحة في دير البلح - وسط قطاع غزة - 6 سبتمبر 2024 (إبراهيم نوفل/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ 25% من جرحى غزة على الأقل، الذين أصيبوا في الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، يعانون من "إصابات غيّرت مجرى حياتهم".
المساهمون