كاتدرائية نوتردام: أجراس العودة قد قُرعت

13 نوفمبر 2024
أجراس كاتدرائية نوتردام دو باري، 12 سبتمبر 2024 (إد جونز/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستعد كاتدرائية نوتردام لإعادة فتح أبوابها في ديسمبر 2024 بعد الحريق الكارثي، مع دق الأجراس الثمانية لبرج الجرس الشمالي كجزء من التحضيرات.
- بدأت فرق الترميم بإعادة بناء السقف الخشبي الشهير باستخدام تقنيات حديثة، مما أثار جدلاً حول الحفاظ على الأصل التاريخي.
- من المتوقع أن تكون مراسم إعادة الافتتاح حدثاً ثقافياً بارزاً، مؤكدةً مكانة الكاتدرائية كرمز حضاري لباريس.

تستعد كاتدرائية نوتردام في باريس، إحدى أبرز رموز التراث العالمي، لإعادة فتح أبوابها في السابع من ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد أكثر من خمس سنوات من الحريق الكارثي الذي دمر أجزاء واسعة منها في 15 أبريل/ نيسان 2019. في إطار التحضيرات لهذا الحدث الكبير، دقت الأجراس الثمانية لبرج الجرس الشمالي للكاتدرائية صباح يوم الجمعة، ما أعاد للحضور صوتاً افتقدته المدينة منذ وقوع الحريق.

خطوة رمزية

قبل إعادة الافتتاح شهدت الساعة 10:30 من صباح يوم الجمعة (بتوقيت باريس) حدثاً رمزياً ومؤثراً، حيث دقت الأجراس بتزامن وتناغم، بعد تشغيلها بواسطة محركات، في تجربة أولى استعداداً للافتتاح الرسمي.

فيليب جوست، رئيس المؤسسة العامة المكلفة بترميم الكاتدرائية، وصف الحدث بأنه "خطوة جميلة ومهمة ورمزية"، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تُقرع فيها جميع الأجراس معاً منذ الحريق.

العملية جاءت نتيجة لجهود كبيرة، حيث نُزعت في يونيو/حزيران 2023 الأجراس الثمانية من برج الجرس الشمالي لترميمها. وتولت "مجموعة شكلتها خمس شركات" متخصصة "نزع أجراس البرج الشمالي الثمانية وهي غابريال (4162 كيلوغراما) وآن جنفييف (3477 كيلوغراما) ودوني (2502 كيلوغرام) ومارسيل (1925 كيلوغراما) وإتيان (1494 كيلوغراما) وبنوا جوزيف (1309 كيلوغرامات) وموريس (1101 كيلوغرام) وجان ماري (782 كيلوغراما)"، بحسب ما أفادت المؤسسة العامة المولجة بالترميم لوكالة فرانس برس. وأوضحت أن الهدف من نزعها كان "إتاحة ترميم برج الجرس الشمالي" المخصص "لدعم وزنها وحركتها" و"لامتصاص اهتزازاتها كي لا تتسبب بتداعيات على البناء".

مشاريع الترميم وتحديات إعادة الإعمار

بعد الحريق، بدأت فرق الترميم بإجراء دراسات معمارية شاملة، واكتشافات جديدة سلطت الضوء على تفاصيل دقيقة في بنية الكاتدرائية، بما في ذلك السقف الخشبي الشهير الذي يعود إلى القرن الثالث عشر. الحريق أتى على هذا السقف بشكل كامل، مما شكل تحديا كبيرا للمسؤولين عن الترميم، إذ إن إعادة بناء هذا السقف بدقة مشابهة أمر شبه مستحيل بسبب ندرة الأخشاب القديمة المشابهة.

الخطوات الرئيسية في عملية الترميم

جرت عملية معقدة لإزالة وتنظيف آثار الحريق، بما في ذلك إزالة ركام الحطام وترميم الجدران المتضررة. كما تم توظيف أحدث التقنيات العلمية لضمان سلامة المبنى واستعادة رونقه، بينما اتخذت السلطات الفرنسية قراراً ببناء السقف الجديد بمواد عصرية، في خطوة أثارت جدلاً كبيراً بين أنصار الحفاظ على الأصل التاريخي وبين من يرون أن استخدام تقنيات حديثة سيمنح المبنى متانة أكبر.

إعادة الافتتاح: احتفاء بالفن والثقافة

أشار رئيس المؤسسة العامة المسؤولة عن ترميم كاتدرائية نوتردام فيليب جوست، إلى أن مراسم إعادة الافتتاح ستشهد مشاركة "فنانين كبار يتمتعون بشهرة عالمية"، من دون أن يسميهم.
ورغم عدم تأكيده مشاركة عضو فريق البيتلز السابق بول مكارتني، الذي أشيع حضوره عبر تقارير صحافية، فإن المناسبة تعد بأن تكون حدثاً ثقافياً بارزاً، تتناسب مع أهمية كاتدرائية نوتردام كموقع تراث عالمي وجزءا من الذاكرة الجماعية الأوروبية. إذ تمثّل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام نقطة فارقة في تاريخ هذا الصرح الديني والمعماري، الذي لطالما كان مقصداً لملايين الزوار من حول العالم.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها فرق الترميم، بما في ذلك مشكلات لوجستية وهندسية، فإن افتتاحها في ديسمبر المقبل سيكون تتويجاً لجهود مضنية استمرت أكثر من نصف عقد.

كاتدرائية نوتردام: رمز للتراث والتاريخ

تعتبر كاتدرائية نوتردام التي بُنيت في القرن الثاني عشر، من أضخم وأجمل الكاتدرائيات في العالم. وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لـ"اليونسكو"، وتشتهر بهندستها القوطية الفريدة ونوافذها الزجاجية الملونة التي تجسد تاريخًا طويلًا من الفن والمعمار.
استقطبت الكنيسة على مدار قرون ملايين الزوار سنوياً، ليس فقط باعتبارها موقع ديني، بل رمز حضاري لمدينة باريس. وأثار الحريق الذي دمر سقفها وبرجها الأوسط حزناً عالمياً، حيث شاهد الناس حول العالم ألسنة اللهب تلتهم معلماً ثقافياً وفنياً لا يُقدر بثمن.

 

 

المساهمون