أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، صباح اليوم الخميس، استشهاد الأسير المصاب بالسرطان عاصف عبد المعطي محمد الرفاعي (22 عاماً) من بلدة كفر عين شمال رام الله وسط الضفة الغربية، ليرتفع عدد المعتقلين الذين استشهدوا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 11.
والأسير عاصف الرفاعي معتقل منذ تاريخ 24 سبتمبر/ أيلول 2022، وأُعلن استشهاده صباح اليوم.
تدهورت الحالة الصحية للأسير الرفاعي، وخضع لعملية جراحية، إثر ظهور ورم جديد في مجرى البول، أدى إلى حدوث ضرر كبير في وظائف كليته اليسرى، ووُضع له أنبوب لإخراج البول، بحسب والده.
وعانى عاصف من الإهمال الطبي، في ظل إصابته بالسرطان وانتشاره في جسده، خصوصاً في الكبد، وجدار البطن، والقولون، والغدد، والأمعاء. كانت آخر جلسة علاج بالإشعاع الكيماوي قبل شهرين من اعتقاله، وكان من المفترض أن ينهي أربع جلسات أخرى، لكن العلاج توقف لمدة ستة أشهر، وكانت آخر مرة في شهر مارس/ آذار الماضي.
والأسير عاصف واحد من ضحايا سياسة الإهمال الطبي المتعمد منذ اعتقاله قبل نحو عام ونصف عام، مع حاجته لإكمال العلاج، وهو ما فاقم وضعه، وساهم في انتشار السرطان في جسده، بحسب ما أكد والده في حديث سابق لـ"العربي الجديد".
قبل نحو عام ونصف، تحديداً في الرابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2022، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عاصف الرفاعي، في ذكرى ميلاده العشرين، حيث ولد في اليوم نفسه من عام 2002، أي قبل اعتقال والده بنحو ستة أشهر، وقضائه عشر سنوات في السجون، ليبدأ عاصف منذ صغره رحلة المعاناة، وما إن بلغ 15 عاماً، حتى أصيب في أطرافه السفلية بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال.
بعد ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال عاصف الرفاعي نحو شهر، وكان عمره 16 عاماً، أصيب مرة أخرى في المواجهات، ليعتقل مجدداً لأيام، وصولاً لاعتقاله الثالث الذي أمضى فيه عشرة أشهر، إلى أن اعتقل للمرة الرابعة، بتهمة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، كما يؤكد والده. ويشدد على أن الاحتلال حرم ابنه العيش في أحضان عائلته وتعليمه وبناء مستقبله، بسبب الاعتقالات المتكررة بحقه.
ووفقاً لبيان الهيئة والنادي، فإن الأسير عاصف الرفاعي واحد من بين مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، الذين واجهوا جرائم طبيّة، تضاعفت بشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، وكان الرفاعي من أبرز الحالات المرضية، وكانت آخر زيارة قد أجراها له المحامي، خلالها أكّد أن تدهوراً سريعاً طرأ على وضعه الصحي.
وحمّلت الهيئة ونادي الأسير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير الرفاعي، وعن مصير جميع الأسرى المرضى، وإلى جانبهم العشرات من الجرحى والمصابين الذين تعرّضوا لإصابات جرّاء عمليات التعذيب والتنكيل بعد السابع من أكتوبر.
وباستشهاد الأسير الرفاعي يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر إلى 11 شهيداً، بالإضافة إلى الجريح المعتقل محمد أبو سنينة من القدس الذي استشهد في مستشفى "هداسا" بعد إصابته واعتقاله بيوم.
وكان إعلام الاحتلال قد كشف عن معطيات أشارت إلى استشهاد معتقلين آخرين من غزة في معسكر (سديه تيمان) في (بئر السبع)، والاحتلال يرفض حتى اليوم الكشف عن أي معطى بشأن مصير معتقلين، كذلك اعترف بإعدام أحد معتقلي غزة.