البدء بترميم قوس النصر الأثري الذي دمّره "داعش" في تدمر السورية

14 مايو 2022
مدينة تدمر الأثرية (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

بدأت في مدينة تدمر وسط سورية، الجمعة، أعمال المرحلة الأولى من مشروع ترميم قوس النصر الأثري الشهير الذي يعد من آثار المدينة الرئيسية، والذي فجّره تنظيم "داعش" الإرهابي إلى جانب معبدين أثريين، إبّان سيطرته عليها بعد معارك مع قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها عام 2015.

وذكرت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" أنّ العملية تُنفذ بالتعاون بين المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة لوزارة الثقافة، والأمانة السورية للتنمية، ومركز إنقاذ ترميم الآثار التابع لمعهد تاريخ الثقافة المادية لأكاديمية العلوم الروسية.

وقال معاون مدير الآثار والمتاحف همام سعد، لـ"سانا"، إنّ هناك مشاريع أثرية أخرى في مدينة تدمر سيتم البدء بها بعد الانتهاء من مشروع ترميم قوس النصر، أبرزها ترميم معبد بعل شمين وموقع المصلبة (التترابيل) وواجهة مسرح تدمر الأثري ومعبد بل الشهير التي اعتدى عليها "داعش".

وقال مدير مركز آثار إدلب أيمن النابو، لـ"العربي الجديد"، إنّ روسيا والنظام السوري، "يهدفان من خلال عملية الصيانة، لتوجيه رسالة إلى العالم بأنّ سورية أصبحت مستقرة، وأن العمليات العسكرية انتهت، حيث تمنع عمليات ترميم الآثار خلال وجود أعمال عسكرية في أي بلد".

وذكّر بأنّ طائرات النظام السوري وروسيا "دمّرت مئات المواقع الأثرية في سورية، وكان لها دور بتدمير جزء كبير من آثار تدمر التي تكتسب أهمية عالمية، وسمحت مخابرات النظام السوري لقواتها بالتنقيب عن الآثار في مختلف مناطق سورية، وعمل ضباط كبار على تهريب قطع أثرية هامة رصدت في تركيا ودول الجوار، وبعضها رصدت بعد وصولها إلى دول أوروبية".

وأشار النابو إلى أنّ "عناصر من داعش حاولوا تهريب سبع منحوتات أثرية من أهم آثار تدمر عبر ضباط من النظام، واكتشفنا وجودها في الشمال السوري أثناء محاولة نقلها إلى خارج سورية، وحجزنا عليها وهي محفوظة، إلى جانب ما استطعنا حفظه من الآثار في الشمال السوري".

ووثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ عام 2011 أكثر من 400 حادثة اعتداء على المنشآت والمواقع الأثرية، وتمكّنت من التحقق من 97 حادثة اعتداء على 88 منشأة وموقعاً، كان النظام السوري مسؤولاً بشكل مباشر عن 37 حادثة منها، وفي المرتبة الثانية تنظيم داعش الإرهابي بـ10 حوادث، تلتهما قوات المعارضة المسلحة بست حوادث، فيما توزعت بقية الحوادث بين حوادث على يد أطراف مجهولة وأخرى لم تتمكن الشبكة من نسبها لطرف ما.

المساهمون