استعادت شبكات الاتصالات في غزة، اليوم الجمعة، نفسها للحياة بشكلٍ جزئي، بعد أسبوعين من التوقف القسري الناجم عن استهداف الاحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية للاتصالات في القطاع.
وأعلنت "شركة الاتصالات الفلسطينية - جوال" عن بدء عودة خدمات الاتصالات والإنترنت تدريجياً في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وفي بيان للشركة، أشارت إلى أن طواقمها الفنية عملت خلال الأيام الماضية على إصلاح العديد من الأعطال الرئيسية التي سببها العدوان المتواصل على القطاع.
وأوضحت أن طواقمها تمكنت من إعادة الخدمات الأساسية للمشتركين على ما كانت عليه قبل الانقطاع الأخير.
The Palestinian Telecommunication Company - Jawwal:
— Jawwal (@JawwalPal) January 19, 2024
We would like to announce the gradual restoration of communication services in various areas of Gaza Strip.
يشار إلى أن أن اثنين من طواقم الشركة الفنية استشهدا خلال عملية الإصلاح الأخيرة من جراء استهدافهما بقذيفة إسرائيلية مباشرة.
وخلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، شهدت شبكات الاتصالات في غزة انقطاعاً متكرراً، حيث بلغت أطول فترة انقطاع في الوقت الحالي مساء الجمعة الماضي، ولكن عادت الاتصالات إلى الحياة مساء اليوم الجمعة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت، أمس الخميس، من أن انقطاع الاتصالات الهاتفية والإنترنت يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في الأراضي الفلسطينية.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، أمس الخميس، "إن انقطاع الاتصالات يمنع الناس في غزة من الوصول إلى المعلومات التي يمكن أن تنقذهم من الموت أو الاتصال بالإسعاف، ويعيق الأشكال الأخرى من الاستجابة الإنسانية".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على غزة، حيث قطع الاتصالات مرات عدة، كانت بدايتها في أكتوبر/ تشرين الأول ثم توالت عمليات القطع والتي كانت تتراوح ما بين يوم و5 أيام في بعض الأحيان.
وانعكس انقطاع الاتصالات بالسلب على كافة تفاصيل الحياة في غزة، خاصة ما يتعلق بالخدمات التي تقدمها المؤسسات الأممية، إلى جانب التداعيات المترتبة على عمل الطواقم الطبية، خصوصاً سيارات الإسعاف.
ويلجأ الفلسطينيون للاعتماد على الشرائح الإلكترونية التي تستند إلى الشبكات الإسرائيلية أو المصرية في المناطق القريبة من جنوب القطاع للتغلب على انقطاع الإنترنت.
كما نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن المسؤول في شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" مأمون فارس، قوله إن معظم وصلات الألياف الداخلية المربوطة بالمفاتيح وخزائن الشوارع "تالفة وتحتاج إلى إصلاح".
كما لحقت أضرار بأبراج الهواتف المحمولة. وشرح فارس: "لدينا أكثر من 550 برجاً داخل غزة. معظمها تعرض لأضرار جزئية أو كلية". وقال لـ"واشنطن بوست" إن ما يضاعف المشكلة هو نزوح أكثر من 1.8 مليون شخص داخل القطاع. وقد أدت الهجرة من شمال ووسط غزة إلى الجنوب إلى إرهاق قدرة الشبكة هناك. وأضاف: "إذا زادت الزيارات بنسبة 15 إلى 20%، فلا بأس". ولكن مع توجّه الكثير من الناس إلى الجنوب، "فجأة فقدت شبكتنا أكثر من 50 إلى 60% من طاقتها بسبب الأضرار، وأصبح عدد مليون شخص (في الجنوب) مليوني شخص".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت شركات الاتصالات الفلسطينية أن نقص الوقود جعلها غير قادرة على مواصلة الخدمة. وقال وزير الاتصالات الفلسطينية، إسحق سدر، إن شركة الاتصالات الفلسطينية تحتاج إلى 14500 لتر من الوقود يومياً، بالإضافة إلى وقود التخزين "لتفادي هذه الكارثة مرة أخرى".
خلال فترة الهدنة المؤقتة في نوفمبر، أجرت "بالتل" إصلاحات وأعادت بعض الخدمات، ولكن "منذ ذلك الحين، سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ"، كما أكد مأمون فارس. ولفت إلى أن معظم الإصلاحات تجري "تحت النار"، حيث عمل الموظفون و"إطلاق النار من حولهم" و"دبابات تضايقهم من حين لآخر".
واستشهد 13 موظفاً لدى "بالتل" منذ بداية العدوان. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، عبد المجيد ملحم، إن العمّال "مستهدفون" من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال فارس إن "بالتل" لا تحقق أرباحاً في قطاع غزة، وتقدم دقائق مجانية لضمان بقاء الأشخاص على تواصل والاتصال بالخدمات الإنسانية، بينما تدفع مقابل إصلاح الأضرار. وأضاف: "نريد فقط التأكد من استمرار شبكتنا في العمل حتى يتمكن الناس من إجراء كل هذه المكالمات المنقذة للحياة. هذا هو الوضع في ظل الحرب".