استمع إلى الملخص
- تتابع القصة فريدا وصديقتها جيس في حفلة الملياردير سلاتر كينغ، حيث يواجهان أحداثًا غامضة تكشف أسرارًا مخيفة تحت سطح الجنة الظاهرية للجزيرة.
- يتميز الفيلم بأداء قوي من الممثلين وقرارات إخراجية ذكية، لكنه يواجه تحديات في الحفاظ على توازن النبرة بين الفكاهة والجدية.
أبسط وصف لـ Blink Twice أنّه نسخة MeToo من فيلم GET OUT. في حين أنّ هناك حقائق كثيرة في هذا التصنيف، إذْ يُناقش قضايا العنف ضد المرأة، بمزيج من إثارة وأكشن وغرائبية، في مكان منعزل، يكفي لوصفه أنّه "النسخة النسوية" من فيلم جوردان بِيل.
تحاول الباكورة الإخراجية للممثلة الأميركية زوي كرافيتز تقديم نفسها بوصفها انتقاداً وحشياً، بنبرةٍ ساخرة، لمعاملات واستخدامات وعادات مليارديرات هذا العالم. حقيقة أنّ كلّ شيءٍ يحدث في بضعة أيامٍ من الاحتفال والمجون على جزيرة خاصة تذكّر بشخصيات مُعيّنة، تشكّل جزءاً من 1% التي تمثّل أغنى الناس وأقواهم.
فريدا (نعومي آكي) شابّة تُقلّم الأظفار وتعمل نادلةً في المناسبات. أثناء تفتيشها على هاتفها المحمول في حياة سلاتر كينغ (شانينغ تاتوم)، الملياردير الذي ستعمل في حفلته لجمع التبرّعات، تكتشف أنّه رجل أعمال قوي. بعد أنْ مَرّ بموقف إشكالي غير واضح، يُطلق بجولة إعلامية يعتذر فيها، ويقول إنّه سيتقاعد فترة من الوقت للتفكير، وسيُقيم في جزيرته الخاصة. أكثر من قلقها بشأن ما تراه، تبدو فريدا مفتونة. الرجل وسيم، ويبدو تائباً عن كلّ ما فعله، ولديه مال كثير، وهذا شيءٌ لا تملكه.
لهذا السبب، تأخذ، مع زميلتها ورفيقة سكنها جيس (علياء شوكت)، بعض الحرية في أداء عملهما، وتتسلّلان إلى الحفلة كضيفتين. بعد سلسلة أحداث، يُلفتان انتباه كينغ ومجموعته. يتحدّث الرجل معها، وينجذب إلى نضارتها. تريد فريدا البقاء معه ليلاً، وينتهي الأمر بدعوة كينغ لهما للذهاب في طائرته الخاصة، لتمضية أيامٍ في الجزيرة المعنيّة، بصحبة نساء أخريات، وأصدقاء له: إضافة إليهم هم الثلاثة، هناك فيك، "ذراعه اليمنى" (كريستيان سلاتر)، وصديقه الطاهي كودي (سايمون ريكس)، وصديق آخر يُدعى توم (هايلي جويل أوزمنت)، ومتسابقة في أحد برامج الواقع للمغامرات تدعى سارة (أدريا أرغونا)، ومساعدته الخاصة (جينا ديفيس)، وفتاتان أخريان تعيشان في مزاج "الاحتفال الدائم"، وشاب صغير جداً (ليفون هوك)، وحارس شخصي ضخم. يظهر الطبيب النفسي لكينغ (كايل ماكلاشلان) في الحدث، لكنّه لن يسافر معهم إلى الجزيرة، حيث، كما هو متوقّع، عليهم أنْ يتخلّوا عن هواتفهم المحمولة عند الوصول.
بمجرد الوصول، سيكون كلّ شيءٍ رائعاً: مطبخ مميّز، ومسبح فاخر، ومشروبات طوال الوقت، وقصر مريح، وغرف تحوي ملابس وعطوراً وأرقى الأشياء التي يُمكن تخيّلها. يبدو أنّ كلّ شيءٍ يسير على ما يرام، وهادئ نسبياً، ضمن معايير حفل يستمرّ لأيام، ويخرج أحياناً عن السيطرة قليلاً. لكن هناك أشياء تُزعج فريدا: وجود ثعابين في مكان قريب، والطريقة التي ينظر بها موظّفو المكان إليها، ومواقف لا تُفسّر، وحتى بعض الفجوات في ذاكرتها. في اليوم التالي، يبدو كلّ شيءٍ طبيعياً، ويستمرّ الحفل. حتى يتوقّف هذا النسيان، وتشكّ جيس وفريدا في حقيقة ما حولهما في الجزيرة. الشيء الوحيد الذي يُمكن قوله منذ ذلك الحين، كما هو متوقّع، أنّ هناك أشياء مخفيّة تحت تلك الجنة، ومروّعة للغاية.
يحاول Blink Twice (يشير العنوان إلى رمز يُستخدم تحذيراً في المواقف الخطرة المحتملة) أنْ يكون، في آن، كوميديا وفيلم رعب وهجاء اجتماعياً وصراعاً فوضوياً ومُربكاً من أجل البقاء. تماماً كما حدث في "قائمة الطعام" (2022) لمارك ميلود. خلطة/نبرة يصعب تحقيقها، خاصة بالنسبة إلى فيلمٍ أول. لذلك، لا يعرف الفيلم أحياناً ما إذا كان يجب أنْ يأخذ نفسه على محمل الجدّ أم لا. ولا يعرف المشاهدون ذلك أيضاً. ما يحدث خطر وصعب بما يكفي، إلى درجة أنّ نوبات الفكاهة تبدو أحياناً غير لائقة. هذه الثنائية، ما إنْ تبدأ سلسلة الألغاز المحيطة بالحفل في الانهيار، تُعرّض القوة نفسها التي يتمتّع بها الفيلم للخطر.
في أيّ حال، فيلم كرافيتز مُكثّفٌ ومُثير أحياناً، بفضل قرارات ذكية للمخرجة، والموسيقى التصويرية التي تمتلئ، لسببٍ ما، بأغاني جيمس براون، والممثلين الجيدين للغاية، إذ يبرز آكي وأرغونا وشوكت. من ناحية أخرى، يمثّل تاتوم مشكلة، لأنه يوضّح منذ البداية أنّ شخصيته ليست جديرة بالثقة. أقلّه في النصف الأول، عندما لا يكون واضحاً ما يحدث هناك، يتمكّن الفيلم من نقل التوتّر والقلق عبر عناصر بسيطة وتفاصيل مشؤومة، ما يزيد دائماً من الشعور بأنّ شيئاً وحشياً سيحدث. تكمن المشكلة في أنّه، بمجرّد اتضاح ما يدور حوله الأمر (ليس تماماً، حيث توجد تحوّلات تلو أخرى، ومزيد منها، في السيناريو)، يصبح من الصعب الحفاظ على النبرة الساخرة التي يحاول توليدها.
يتّسم Blink Twice بالوضوح والمباشرة في انتقاده نوعاً معيّناً من الأشخاص، إيلون ماسك في هذا العالم وأتباعه، ويحاول أنْ يذهب أبعد من ذلك، إذْ يقترح أن حتّى اعتذارات وندم هؤلاء "الرجال البيض الأقوياء" لا معنى لها، لأنّها قبل كلّ شيء أفعال تمثيلية، تستهلكها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
على جزيرة خيالية، أقلّه في البداية، أو في العالم الحقيقي، يعرف أبطال Blink Twice أنّهم من النوع الذي لا يخسر أبداً، وأنّه، بغض النظر عن مدى انتقاد الجميع لهم وتساؤلهم عنهم، سيُنسى أمرهم قريباً، ويُسمَح لهم بالاستمرار في الإفلات من العقاب. أو ربما لا.