اكتشاف لوحات جدارية في موقع بومبي الأثري مستوحاة من حرب طروادة

12 ابريل 2024
سمح الرماد البركاني الذي قذفه فيزوف بالحفاظ على معالم الموقع (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- اكتشاف لوحات جدارية في بومبي تصور مشاهد من حرب طروادة، تزين قاعة ولائم ضخمة تعكس الحياة الفاخرة في المدينة القديمة قبل أن تدمر بثوران فيزوف عام 79.
- اللوحات تبرز شخصيات أسطورية مثل باريس وكاساندرا، وتستحضر مواضيع مثل القدر والبطولة، مما يشير إلى الأهمية الاجتماعية لهذه الأعمال الفنية في ترفيه الضيوف وإثارة المحادثات.
- بفضل تراكم الرماد البركاني من ثوران فيزوف، حُفظت بومبي بشكل شبه كامل، مما جعلها اليوم ثاني أكثر الوجهات السياحية استقطاباً في إيطاليا بعد الكولوسيوم، وأُدرجت ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.

اكتشفت لوحات جدارية مستوحاة من حرب طروادة تزيّن قاعة ولائم في موقع بومبي الأثري الشهير، بالقرب من نابولي في جنوب إيطاليا، على ما أعلنت إدارته الخميس.

وتضم هذه القاعة ذات المقاييس الضخمة (15 متر×6 أمتار) زخارف راقية لمواضيع أسطورية تبرز على الجدران بخلفية سوداء بالإضافة إلى فسيفساء، ما يؤشر إلى نمط الحياة الفاخر في المدينة القديمة التي دمرت ودُفنت تحت الرماد عام 79 بفعل ثوران فيزوف. يطغى على اللوحات الجدارية موضوع البطولة، إذ تمثّل أبطالاً وآلهة لها علاقة بحرب طروادة، لكن هذه اللوحات تستحضر أيضاً القدر والطرق التي يمكن للبشر من خلالها تغييره.

ومن بين الشخصيات الممثلة باريس، أمير طروادة الذي اختطف هيلين زوجة الملك الإسبرطي مينيلوس، ما أدى إلى اندلاع حرب طروادة. إضافة إلى كاساندرا، شقيقة باريس، والإله أبولو الذي تلقت منه القدرة على التنبؤ بالمستقبل حتى لو لم يصدق أحد تنبؤاتها، بما في ذلك عائلتها، إذ حذرت مواطنيها عبثاً من أن الحصان الذي قدمه اليونانيون كان مجرد حيلة من شأنها أن تؤدي إلى سقوط طروادة.

وأوضحت إدارة موقع بومبي أن "وجود الشخصيات الأسطورية على اللوحات الجدارية في غرف الاستقبال في المنازل الرومانية كان له على وجه التحديد وظيفة اجتماعية تتمثل في ترفيه الضيوف، وتوفير مواضيع للمحادثة والتفكير في معنى الوجود". في هذه القاعة، "كانت تقام ولائم بعد غروب الشمس، وكان ضوء الفوانيس الخافت يعطي الانطباع بأن الصور المرسومة تنبض بالحياة"، بحسب مدير موقع بومبي الإيطالي الألماني غابرييل زوتشتريغل. فيما طليت الجدران باللون الأسود لمنع رؤية آثار الدخان المنبعث من الفوانيس.

سمح تراكم الرماد البركاني، الذي قذفه بركان فيزوف قبل 2000 عام، بالحفاظ على معظم منازل بومبي بشكل شبه كامل، وكذلك بالنسبة لجثث القتلى البالغ عددهم 3000 شخص. أدى ذلك إلى تسجيل المكان كأحد مواقع التراث العالمي ليونسكو، وصار اليوم بالمركز الثاني في قائمة الوجهات السياحية الأكثر استقطاباً للزائرين في إيطاليا بعد الكولوسيوم في العاصمة روما.

(فرانس برس)

المساهمون