استمع إلى الملخص
- **تحقيق داخلي:** أعلنت الصحيفة حذف تسعة تقارير للصحافي الإسرائيلي إيلون بيري بعد تحقيق داخلي أثبت عدم دقتها واحتوائها على مزاعم ملفقة.
- **انتقادات حادة:** انتقد الكتّاب المستقيلون الصحيفة لافتقارها للشفافية والمساءلة، معتبرين أنها أصبحت أداة حزبية أيديولوجية بدلاً من مؤسسة صحافية.
بعدما حذفت أقدم صحيفة يهودية في العالم "جويش كرونيكل" سلسلةَ تقارير لصحافي إسرائيلي احتوت معلومات مضللة عن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن عددٌ من أهم كتّابها استقالتهم، الأحد، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"الأكاذيب الجامحة" التي نشرتها الصحيفة، بحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية.
وتواجه الصحيفة الأسبوعية دعوات للتحقيق بعدما أعلنت، الجمعة الماضي، حذف تسعة تقارير كتبها الصحافي والعسكري الإسرائيلي السابق إيلون بيري بسبب الشكوك حول دقتها وتضمنها مزاعم ملفقة حول العدوان المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
في وقت سابق من سبتمبر/ أيلول الحالي، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بقاء قوات الاحتلال على محور صلاح الدين (فيلادلفي) ضروري، حتى لا يستطيع قائد حركة حماس يحيى السنوار استعماله للهروب مع الرهائن، حسب قوله. في اليوم التالي، نشر بيري مقالاً في "جويش كرونيكل" ادعى فيه أن وثيقة عثر عليها الاحتلال في قطاع غزة كشفت عن مخطط للسنوار من أجل الهرب مع الأسرى الإسرائيليين إلى إيران.
هذه الادعاءات سرعان ما تم تكذيبها من قبل جيش الاحتلال، ومن قبل الصحافة الإسرائيلية. لكن، ولأنّها لم تكن تلك المرة الأولى التي تتشابه فيها ادعاءات بيري مع أهداف وخطط نتنياهو، بدأ التشكيك في مصداقية الصحافي، وانتشرت تكهنات تقول إنّه جزءٌ من حملة تضليل إسرائيلية واسعة النطاق في أوروبا، لدعم موقف نتنياهو في المفاوضات لإنهاء الحرب.
وكانت الصحيفة قد أعلنت في بيان مختصر، الجمعة الماضي، إنهاء التعاون مع بيري وحذف تقاريره بعدما "اختتمت تحقيقاً شاملاً" حوله، مؤكدةً أنها "لم تكن راضية عن بعض ادعاءات" الصحافي، كما اعتذرت من قرائها، مؤكدةً أنّها أجرت مراجعة داخلية "حتى لا يتكرر هذا الأمر".
على الرغم من ذلك، استقال أربعة من أشهر كتاب الصحيفة، هم: ديفيد باديل وجوناثان فريدلاند وديفيد آرونوفيتش وهادلي فريمان، الأحد، احتجاجاً على "فضيحة جويش كرونيكل".
وقال فريدلاند عبر منصة إكس إنه سيترك الصحيفة التي كتب فيها لمدة 26 عاماً، والتي بدأ والده الكتابة فيها في عام 1951. أضاف: "إن الفضيحة الأخيرة تجلب عاراً كبيراً على الصحيفة، وتضمنت نشر قصص ملفقة وإظهار أدنى شكل من أشكال الندم بعد ذلك. في كثير من الأحيان، تبدو جويش كرونيكل وكأنها أداة حزبية أيديولوجية، وأحكامها سياسية وليست صحافية".
وتابع: "المشكلة في هذه الحالة هي أنه لا يمكن أن تكون هناك مساءلة حقيقية لأن صحيفة جويش كرونيكل مملوكة لشخص أو أشخاص يرفضون الكشف عن أنفسهم. وكما تعلمون، فقد حثثت أنا وغيري منذ فترة طويلة على الشفافية، من دون أن يحدث تغيير".
وأعاد آرونوفيتش نشر تعليق فريدلاند قائلاً: "لقد فعلت الشيء نفسه"، وهو الأمر نفسه الذي فعله باديل. بدورها، قالت فريمان في منشور منفصل بمناسبة رحيلها إن الأحداث الأخيرة "جعلت البقاء في الصحيفة أمراً مستحيلاً بالنسبة لي".