إيقاف صحافي مكتب "الجزيرة" في تونس سمير ساسي

04 يناير 2024
القضاء التونسي يلاحق نحو عشرين صحافياً في الوقت الحالي (فيسبوك)
+ الخط -

أكدت مصادر من النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، لـ"العربي الجديد"، أن محامي الصحافي في قناة "الجزيرة"، سمير ساسي، أعلمهم بأن النيابة العامة أذنت بالاحتفاظ به خمسة أيام على ذمة التحقيق بتهمة "الانتماء إلى تنظيم إرهابي".

وبعدما أوقفت السلطات الأمنية التونسية ساسي اليوم الخميس، ينتظر أن يُعرض على قاضي التحقيق غداً الجمعة، قبل إحالته على القطب القضائي المختص في مكافحة الإرهاب.

وكان مدير مكتب "الجزيرة" في تونس، لطفي الحاجي، قد أوضح لوكالة "فرانس برس" أنه "جرى اعتقال الزميل سمير ساسي في تونس بعد مداهمة قوات الأمن لمنزله، وتفتيشه وحجز الكومبيوتر الخاص به وهاتفه وهواتف زوجته وأبنائه".

وأضاف الحاجي: "لم تفصح قوات الأمن له ولعائلته عن أسباب اعتقاله، والمحامون بصدد البحث عن مكان توقيفه".

وكان مكتب "الجزيرة" في تونس قد أغلق منذ أن أصدر الرئيس قيس سعيّد قراراً جعله يحتكر السلطات في البلاد في 25 يوليو/ تموز 2021، ولم تفصح السلطات التونسية آنذاك عن سبب قرار الإغلاق، بينما واصل صحافيو التلفزيون العمل والقيام بتغطياتهم في البلاد.

ونظّمت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، مساء الأربعاء، اجتماعاً عاماً في مقرها وسط العاصمة التونسية، شهد حضور عدد كبير من الصحافيين الذين عبروا عن رفضهم لسياسة الاعتقالات التي تنتهجها السلطات في معاقبة الصحافيين والتضييق على عملهم.

وقال نقيب الصحافيين، زياد دبّار، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "ما يجري غير مقبول وغير مسبوق، لأنه لم يحصل في تاريخ الصحافة التونسية أن سجن هذا العدد من الصحافيين باعتماد نصوص قانونية سالبة للحرية"، داعياً "كل القوى الحية في تونس إلى مساندة الصحافيين التونسيين وحماية حرية الصحافة عماد كل مشروع ديمقراطي".

وأضاف دبّار أنّ النقابة تنظم تحركاً في العاشر من يناير/ كانون الثاني الحالي، بالتزامن مع محاكمة الصحافي زياد الهاني، للمطالبة "بالإطلاق الفوري للزملاء المسجونين"، و"لنعبر أيضاً عن رفضنا لكل أشكال التضييق على حرية الصحافة من خلال نصوص قانونية زجرية نطالب بسحبها، ومنها الفصل 86 من مجلة الاتصالات والمرسوم 54 المكبلين لحرية العمل الصحافي".

بدوره، قال نقيب الصحافيين التونسيين السابق محمد ياسين الجلاصي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "هذه الموجة من الاعتقالات غير المسبوقة يتحمل مسؤوليتها أولاً القضاة الذين وظفوا نصوصاً قانونية من خارج المدونة القانونية التي تنظم العمل الإعلامي للزج بالصحافيين في السجن، على الرغم من أن الصحافيين كانوا دائماً في الصفوف الأولى لمساندة القضاة في الاعتداءات التي تعرضوا لها"، معتبراً أن "ما يقوم به بعض القضاة اليوم مخالف لكل الأعراف القانونية التونسية والدولية".

وأصدر القضاء التونسي، الاثنين الماضي، مذكرة توقيف في حق الصحافي المستقل زياد الهاني بعد أن انتقد وزيرة التجارة كلثوم بن رجب، ووُجّهت له تهمة "تعمّد الإساءة إلى الغير أو إزعاج راحتهم عبر الشبكات العمومية للاتصالات"، وفقاً لما أعلنته نقابة الصحافيين التونسيين التي نددت بالقرار واعتبرته "انحرافاً خطيراً لمؤسسة وكالة الجمهورية بالإجراءات التي تنظّم تتبع الصحافيين جزائياً في محاولة يائسة لإخراس صوت ناقد".

وكشفت النقابة أن القضاء التونسي يلاحق نحو عشرين صحافياً في الوقت الحالي، فيما حذّرت منظمات غير حكومية محلية ودولية من "خطورة التوجّه القمعي للسلطة الحالية".

وسبق لمنظمات حقوقية أن انتقدت مراراً تراجع الحريّات في تونس منذ تفرّد الرئيس قيس سعيّد بالسلطات في البلاد.

وأعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في يونيو/ حزيران الماضي، عن "قلقه العميق" إزاء انتهاكات الحريات في تونس، خصوصاً حرية الصحافة. 

المساهمون