أخوة الدم [2]

23 سبتمبر 2021
محمد علي كلاي (يوتيوب)
+ الخط -

تزخر المكتبة السينمائية والتلفزيونية بمسلسلات وأفلام روائية ووثائقية، تناولت حياة الأميركيين الأفارقة، في فترة العبودية وما تلاها من سعي إلى التحرر والهجرة من الجنوب الأميركي إلى الشمال، وانتهاء بفترة النضال ضد القوانين العنصرية والفصل العنصري. نظرة الاحتقار والإهانة التي ما زال بعض آثارها ماثلا حتى الآن وتجلت مقاومتها، مؤخرا، بحركة "حياة السود مهمة" التي استُقيت منها أفلام كثيرة، ترشح بعضها للأوسكار، ومنها ما قد فاز بالجائزة في السنتين الأخيرتين، كالفيلم القصير "غريبان تماماً" الفائز بأوسكار 2021.
ومتابعة للمقال السابق؛ فقد شاهدت معظم الأفلام الروائية والوثائقية المتعلقة بالثائر "مالكوم إكس"، الذي تحول من العمل في المخدرات والبغاء، إلى أشهر دعاة تحرر السود الأميركيين، ما أدى إلى مقتله عام 1965.
أنتج أول فيلم عن مالكوم إكس عام 1992 بتوقيع سبايك لي، وتلقى ترشيحين للأوسكار. عمل مأخوذ عن مذكرات سيرته الذاتية التي ألفها وجمعها مالكوم أليكس هالي، ونشرها عام 1965، وترجمت للعربية وصدرت عن دار بيسان.
في هذا الفيلم الطويل (ثلاث ساعات ونصف)، يحذر أليغا محمد مالكوم إكس من ضريبة وسلطة الشهرة والإعلام، ويضيفها إلى سلسلة "محرمات وإغواءات الكفار"، كالخمر والربا والزنا وأكل لحم الخنزير: "كاميراتهم أسوأ من مخدراتهم".
من الأفلام الرائعة أيضاً، الروائي "ليلة واحدة في ميامي" من إنتاج 2020، وقد نال عدة ترشيحات للأوسكار. يتحدث الفيلم عن لقاء أربعة من الأميركيين السود المتميزين، هم محمد علي كلاي، ومالكوم إكس، والموسيقى سام كوك، ولاعب كرة القدم الأميركية والنجم السينمائي جيم براون. كان ذلك في عام 1964، اللقاء في فندق بميامي، عشية فوز محمد علي كلاي ببطولة العالم للوزن الثقيل على سوني لستون.
في هذا السياق، يتحدث فيلم "سليما" (2014) بالأساس عن زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ الابن، ويرصد المسيرة التاريخية من المدينة الصغيرة "سليما" إلى "مونتغمري"، والتي أدت إلى إلغاء الإجراءات التي تحول بين السود والتصويت في ولاية "ألاباما". ويتطرق إلى العلاقة المتوترة بين مارتن لوثر ومالكوم إكس وكيف كان مالكوم يهاجم مارتن كينغ ويتهمه بخدمة أجندة البيض، وأنه من عبيد المنزل لا عبيد الحقل. وكيف انتقل مالكوم إكس إلى مناصرة مارتن لوثر عند سجنه في ولاية ألاباما قبل هذه المسيرة.
تسببت السلسلة الوثائقية الاستقصائية "من قتل مالكوم إكس؟" (2020)، المكونة من ست حلقات، بمراجعة القضية من قبل المحامي العام في نيويورك، وإعادة التحقيق بمقتل الرجل بعد خمسة وخمسين عاماً على اغتياله.

موقف
التحديثات الحية

تكشف السلسلة الوثائقية أن اثنين من المدانين باغتيال إكس لم يكونا في الصالة التي تم بها الاغتيال، وتخلص إلى اتهام مجموعة من أعضاء أمة الإسلام في نيويورك، وكان ذلك معروفاً في مدينتهم، وتشير الدلائل والوثائق التي عرضها عبد الرحمن محمد، الراوي الأساسي في السلسلة، إلى أن مكتب التحقيقات الذي كان يراقب ويتجسس على مالكوم وعلى جماعة أمة الإسلام، وزعيمها الأليغا محمد، كان على علم بالتخطيط للجريمة، وأنه لم يتحرك لا قبل الجريمة ولا بعدها، ولا أثناء التحقيق، وكان سعيداً بزيادة الخلاف بين مالكوم والأليغا محمد.
أما الأفلام عن البطل العالمي محمد علي كلاي، فهي كثيرة ودائماً ما تتناول علاقته بمالكوم إكس وبجماعة أمة الإسلام، منذ انضمامه إليها بتأثير إكس، حتى انفصاله نهائياً عنها في عام 1975، بعد وفاة أليغا محمد.

أول الأفلام وقد مثل فيه محمد علي دوره هو الفيلم الروائي "الأعظم" (1977)، وآخر بعنوان "علي" من إخراج مايكل ماين (2001)، والفيلم الوثائقي "عندما كنا ملوكاً" (1996)، وقد فاز بالأوسكار. تناول العمل، تحديداً، مباراة كلاي الشهيرة، "القتال في الغابة"، ضد جورج فورمان. كذلك، هناك الفيلم الوثائقي "محاكمات محمد علي" (2013)، ويستعرض معارك الملاكم العالمي ضد التجنيد في الجيش الأميركي للالتحاق بخدمته في فيتنام عام 1967، ما تسبب بسحب لقب بطل العالم.

المساهمون