تشعر الطالبة الفلسطينية منار البهتيني بالفخر بما تعلمته من تفصيل وتطريز للملابس والأزياء إلى جانب التصميم والرسوم الفنية، خلال دراستها برفقة زميلاتها في مدرسة مصطفى الرافعي الخاصة بالطلبة الصم في مدينة غزة.
وشاركت البهتيني إلى جانب عدد من الطلبة والطالبات في المعرض الذي أقيم في مدرسة الرافعي للصم في مدينة غزة، اليوم الأربعاء، بعنوان "بصمة إبداع". ضم المعرض مجموعة كبيرة من الأزياء والملابس التي نجحت الطالبات في تفصيلها بداية من عملية التصميم والرسم الأولي لها مروراً بمرحلة العمل والإنتاج النهائي لها بإشراف من مدرساتهن.
وإلى جانب الأزياء والملابس، قامت بعض الطالبات بإنتاج بعض الإكسسوارات التي تحاكي أشكالاً فنية ذات طابع جمالي أو طابع وطني يرتبط بالقضية الفلسطينية، مثل العلم الفلسطيني أو أسماء بعض المدن المحتلة عام 1948.
وضم المعرض منتجات لمجموعة من الطلبة والطالبات الصم في فرع التصميم الغرافيكي، مثل الطباعة على الأوراق وإنتاج الدعاية، وطرق إعدادها. ويأمل هؤلاء الطلبة أن يمكنوا من إتمام دراستهم الجامعية في ذات التخصص مستقبلاً.
في موازاة ذلك، تقول البهتيني بلغة الإشارة التي ترجمتها معلمتها منى نويجع، لـ"العربي الجديد"، إنها اعتمدت على ذاتها خلال عملية التعلم الخاصة برسم تصميم الأزياء في البداية ثم الانتقال لمرحلة قص القماش والخياطة.
ومن المشاكل التي واجهتها البهتيني صعوبة عملية القياس الخاص بالملابس الذي تمكنت من تخطيه بإشراف المدرسين المشرفين عليها في المدرسة، فيما يعتبر غياب فرصة التعلم الجامعي لطلبة هذا التخصص عقبة أخرى تواجهها هي وزميلاتها.
وتطمح الطالبة الفلسطينية إلى أن تتمكن مع زميلاتها في المدرسة من إتمام دراستهن الجامعية ثم الانتقال لمرحلة العمل بالرغم من صعوبة الحصول على هذه الفرصة جراء الحصار الإسرائيلي الذي يعصف بالقطاع منذ عام 2006.
أما الطالب الأصم وسيم المدهون والذي يدرس في فرع التصميم الغرافيكي فتمكن هو الآخر من إنتاج عدد كبير من الأعمال الخاصة بتخصصه مثل الورق الخاص بالمؤسسات والطباعة على الأطباق والملابس بأشكال متعددة.
ويقول المدهون لـ "العربي الجديد"، عبر مشرفه التعليمي، إنه فخور بقدرته على التصميم، حيث يدرس في الصف الثاني عشر، ويستعد لمواصلة دراسته الجامعية في ذات التخصص في إحدى الكليات بعد انتهاء العام الدراسي الحالي.
وواجه المدهون وزملاؤه في تخصص التصميم الغرافيكي مجموعة من الصعوبات، أبرزها عدم توفر الإمكانات المادية خارج المدرسة مثل أجهزة الحاسوب المحمولة وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، إلى جانب تخوف المجتمع المحلي من التعامل مع الصم.
ويأمل الشاب الفلسطيني أن يتمكن خلال الفترة المقبلة من كسر الصورة النمطية عن الصم وأن يعزز في ذهن المجتمع المحلي قدرات الصم على العمل والإنتاج في ظل تخوف البعض من التعامل معهم والتشكيك في قدراتهم العملية.
وفي ذات السياق، تقول المعلمة حميدة شعبان؛ إحدى المشرفات على المعرض، إن الأعمال التي قام الطلبة والطالبات بإعدادها هي نتاج لعمل دائم للطلبة، إذ يقومون بتعلم التفاصيل المتعلقة بتصميم الأزياء أو التصميم الجرافيكي.
وتوضح شعبان لـ "العربي الجديد" أن وزارة التربية والتعليم في القطاع توفر غالبية احتياجات المدرسة من الآلات والقماش والمعدات، غير أن العقبة التي تواجه طالبات تصميم الأزياء هي عدم تبنيهن أو احتضانهن مثل بقية الطلبة العاديين.
وبحسب المعلمة الفلسطينية فإن عملية التحضير للمعرض استغرقت أكثر من عام، إذ تم تجميع جميع المنتجات التي قام الطلبة والطالبات بإنتاجها من الصفر حتى وصلت إلى المرحلة النهائية لعرضها في صورتها أمام الجمهور.