هل تستخدم موسكو الوقود النووي باعتباره سلاحاً اقتصادياً ضد أميركا؟

08 يناير 2025
محطة توليد كهرباء بالوقود النووي في بنسلفانيا، أميركا(تشيب سمودوفيلا/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه الولايات المتحدة مخاوف من استخدام روسيا للوقود النووي كسلاح اقتصادي، حيث تعتمد بشكل كبير على روسيا في استيراد اليورانيوم المخصب، مما يهدد إمدادات الطاقة النووية الأمريكية.
- تفرض روسيا قيودًا على صادرات اليورانيوم المخصب إلى الولايات المتحدة، مما يزيد من المخاوف بشأن أمن الطاقة الأمريكي، خاصة مع التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
- تسيطر روسيا على 44% من قدرة تخصيب اليورانيوم عالميًا، مما يعزز نفوذها في سوق الطاقة النووية الدولية، حيث تشارك في بناء وتشغيل مفاعلات نووية حول العالم.

هل تستخدم موسكو الوقود النووي باعتباره سلاحاً اقتصادياً ضد الولايات المتحدة التي تشدد العقوبات المالية عليها؟ سؤال بات يقلق العلماء الأميركيين من أن روسيا قد تعرقل تشغيل المفاعلات النووية في الولايات المتحدة من خلال وقف إمدادات اليورانيوم. وإذا تحققت هذه المخاوف، فسوف تواجه الولايات المتحدة أزمة كهرباء كبرى.

ووفق تقرير بموقع "زيرو هيدج" الأميركي، مساء الثلاثاء، فإن الولايات المتحدة تستورد حالياً 71,7% من احتياجاتها من اليورانيوم المخصب، وتعد روسيا أكبر مزود أجنبي للولايات المتحدة باليورانيوم المخصب. وأثارت القيود التي فرضتها روسيا أخيراً على صادرات اليورانيوم المخصب إلى الولايات المتحدة المخاوف بشأن المخاطر المحتملة على إمدادات محطات الطاقة النووية الأميركية. 

وعلى الرغم من امتلاك الولايات المتحدة موارد اليورانيوم المحلية، فقد انخفض إنتاج اليورانيوم الأميركي بشكل ملحوظ منذ ذروته في عام 1980، مما أدى إلى زيادة الاعتماد على المصادر الأجنبية. وتوفر روسيا 27.2% من خدمات التخصيب، للولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر مزود أجنبي منفرد لمفاعلات الطاقة النووية المدنية الأميركية.

وبعد روسيا، يأتي 12% من اليورانيوم المخصب من فرنسا، و8% من هولندا، و7% من المملكة المتحدة. ووفق "أويل برايس" في نوفمبر/تشرين الثاني، فرضت روسيا قيودًا مؤقتة على صادرات اليورانيوم المخصب إلى الولايات المتحدة، مما أثار المخاوف بشأن مخاطر الإمدادات المحتملة للمرافق التي تدير المفاعلات الأميركية. وجاءت هذه القيود ردًا على الحظر الذي فرضته واشنطن أخيرًا على واردات اليورانيوم الروسي، والذي تم التوقيع عليه ليصبح قانونًا في وقت سابق من هذا العام. وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، تعد روسيا مصدرًا رئيسيًا لليورانيوم المخصب إلى دول مثل الصين وكوريا الجنوبية وفرنسا.

وتقول تقارير متخصصة، تمتلك روسيا ما يقرب من 44% من قدرة تخصيب اليورانيوم في العالم. وتسمح لها هذه الحصة الكبيرة بإنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب، وهو أمر ضروري لتزويد المفاعلات النووية بالوقود في جميع أنحاء العالم. وقد طورت البلاد تقنيات متقدمة لتخصيب اليورانيوم، مما يجعلها لاعباً حاسماً في سلسلة التوريد للوقود النووي في العالم. وقد سمح لها ذلك بالهيمنة على بناء المفاعلات النووية وتشغيلها في العديد من دول العالم. 

ووفقاً للتقديرات الأخيرة، فإن روسيا تزود الولايات المتحدة بحوالي 35% من وارداتها من الوقود النووي. ولا يشمل ذلك اليورانيوم المنخفض التخصيب فحسب، بل يشمل أيضًا الأشكال الأخرى من اليورانيوم المخصب اللازم لأنواع مختلفة من المفاعلات. وأثار الاعتماد على منتجات اليورانيوم من مصادر روسية مخاوف بشأن أمن الطاقة الأميركي، خاصة في ضوء التوترات الجيوسياسية. وبالإضافة إلى توفير الوقود، تشارك روسيا بشكل كبير في تصدير التكنولوجيا والخدمات النووية على مستوى العالم. وتشارك البلاد حاليًا في بناء حوالي 20 مفاعلًاً في الخارج، مما يظهر قدرتها والتزامها بتوسيع نفوذها في السوق النووية الدولية. وتعد استراتيجية التصدير هذه جزءًا من هدف اقتصادي أوسع يجعل روسيا رائدة في قطاع الطاقة النووية العالمي.

المساهمون