في خضم تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بإسناد مباشر من الولايات المتحدة وارتكاب الاحتلال مجاز غير مسبوقة بحق الفلسطينيين ردا على عملية طوفان الأقصى، دعا نشطاء ومختصون إلى وقف وتجميد النشاطات التطبيعية العربية مع الكيان الصهيوني في مختلف المجالات، بخاصة الاقتصادية منها في سياق تضامني مع الجانب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الأميركية الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، شدّد مراقبون في الأردن على أهمية تنظيم حملات مقاطعة مكثفة في كافة البلاد العربية للسلع والمنتجات الأميركية والإسرائيلية، كرسالة مباشرة على رفض العدوان والتأثير اقتصاديا على الولايات المتحدة التي تبدي دعما غير محدود للكيان الإسرائيلي في عدوانه ضد الفلسطينيين وكل العرب.
وقال الناشط النقابي ورئيس لجنة مقاومة التطبيع في الأردن سابقا، مناف مجلي، لـ"العربي الجديد" إن سلاح المقاطعة للسلع والمنتجات، خاصة الأميركية، يعد أضعف الأيمان لمساندة قطاع غزة والداخل الفلسطيني، وإظهار حالة الغضب العربي على الممارسات الإسرائيلية بدعم وتأييد من الولايات المتحدة. وأضاف "في السابق حققت حملات المقاطعة نتائجها، وأحدثت التأثير المطلوب في تجارة الولايات المتحدة الخارجية ولو بالحد الأدنى، سيما مع وجود الكثير من البدائل في الأسواق العربية والعالمية".
وقال مجلي إن هناك العديد من الأوراق الاقتصادية التي تملكها الدول العربية، للضغط على الكيان المحتل والولايات المتحدة، لوقف العدوان على غزة والتراجع عن الحرب الواسعة التي تشنها على القطاع، بعد اتخاذ الاحتلال قرار إعلان الحرب وتحريك أميركا سفينة ناقلات حربية قرب "إسرائيل".
وأضاف أن من الضغوط التي يمكن أن تمارسها دول عربية على الأقل وقف العمل بالمشاريع الاقتصادية المتفق على تنفيذها مع الكيان الإسرائيلي، وكذلك مسارات التطبيع مع بلدان عربية أخرى، ما يشكل تعطيلا لمساعي الاحتلال بالتمدد اقتصاديا في المنطقة العربية، وخاصة في مجالات الطاقة والمياه والتجارة.
وكانت دول عربية أعلنت قبل عامين إنشاء صناديق استثمارية لإقامة العديد من المشاريع داخل الكيان المحتل، تشمل الطاقة والتصنيع والمياه والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها.
كما أن هنالك مشاريع أخرى تنفذ لتزويد الكيان الاسرائيلي بالكهرباء مقابل الحصول على المياه ومشروعات استراتيجية أخرى.
وتمكنت إسرائيل في السنوات الخمس الماضية من توسيع علاقاتها السياسية مع بلدان عربية لتشمل البحرين والإمارات، وتوقيع اتفاقيات للتعاون في العديد من المجالات وقبل ذلك اتفاقيتا السلام مع كل من الأردن ومصر.
الخبير الاقتصادي هاشم عقل قال لـ"العربي الجديد" إن الدعوة لمقاطعة السلع الأميركية والإسرائيلية لها مدلولات معنوية أكثر منها تجارية أو اقتصادية، وهي تعبير تضامني مع الشعب الفلسطيني ومساندته، لكن الذي يمكن أن يأتي بنتائج أكبر وقف العمل بمشاريع التعاون الاقتصادي مع الاحتلال.
وأضاف أن حكومة الاحتلال بذلت مساعي كبيرة في السنوات الأخيرة بدعم من الولايات المتحدة لأجل التطبيع الاقتصادي مع العديد من البلدان العربية لخدمة أهدافها الاقتصادية والسياسية.