بينما أبدت شركات عالمية كبرى دعمها المباشر والعلني للاحتلال الإسرائيلي، معظمها أميركية، فإن الكثير من الشركات الأخرى ذات المنشأ الآسيوي تقبع في الظل ولديها استثمارات كبيرة في إسرائيل، وتنتشر منتجاتها في الكثير من الأسواق العربية، لا سيما في أنشطة المجوهرات ومستحضرات التجميل والأدوية والتكنولوجيا.
ورغم بروز أسماء شركات عالمية مثل "كوكاكولا" و"ستاربكس" للمشروبات و"ماكدونالدز: للأغذية و"إنتل" و"أوراكل" و"إتش بي" للتكنولوجيا و"بوينغ" لصناعة الطائرات، و"جونسون آند جونسون" للأدوية ومستحضرات التجميل، إلا أن هناك الكثير من الشركات التي تعمل في المكاتب الخلفية للاحتلال، الكثير من مقراتها الرئيسية في الهند وتايوان وسنغافورة والصين.
وكشف تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية عن سلسلة من الشركات التي لديها استثمارات مشتركة مع كيانات إسرائيلية، منها "صن فارما" الهندية، التي تمتلك 72% من أسهم شركة "تارو" للأدوية الإسرائيلية، و"تيفا" للصناعات الدوائية التي تأسست في فرنسا ومقرها الرئيسي في إسرائيل، و"دكتور ريديز" و"لوبين" و"تورنيت" الهندية التي لها أعمال مختلطة مع "تيفا".
كما للشركات الإسرائيلية تشابكات واسعة شركات تصدير البرمجيات الهندية، منها "تي سي أس"، و"إنفوسيس" و"تك ماهيندرا" و"ويبرو"، فضلا عن شركات المجوهرات خاصة الألماس، التي تحصل على منتجاتها من إسرائيل مثل "أس أف دايموند" الصينية و"ألروسا" الروسية، و"أن أم دي سي" و"كاليان جولريز" الهنديتين.
وتشمل الشركات التي لها عمليات أيضا في إسرائيل "أداني بورتس" الهندية، التي تمتلك ميناء حيفا، وشركة "موبايل أي غلوبال" لصناعة حلول القيادة الذاتية المدرجة في الولايات المتحدة.
وياتي الدعم غير المباشر لإسرائيل عبر الاستثمارات والتعاملات التجارية الواسعة، في الوقت الذي تقدم شركات عالمية أغلبها أميركية دعما مالياً مباشراً لمؤسسات الاحتلال.
ورصد تقرير صادر عن منظمة "من يستفيد؟" (Who Profits) أهم الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية، حيث أظهر أن شركة "بوينغ" الأميركية لصناعة الطائرات، تعد أكبر الشركات التي تقدم الدعم بأشكاله كافة إلى حكومة الاحتلال وجيشها. وقال التقرير إنه في عام 2022 بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الشركة إلى دولة الاحتلال 1.2 مليار دولار، ويشمل هذا الرقم المساعدات العسكرية والمالية والفنية.
وقدمت بوينغ العام الماضي تمويلاً بقيمة 200 مليون دولار لتدريب الطيارين الإسرائيليين على الطائرات الحربية F-35. وفي عام 2021، قدمت منحة بقيمة 100 مليون دولار لجامعة تل أبيب لإنشاء مركز بحثي في مجال الطيران، وفي عام 2020 قدمت الشركة دعماً بقيمة 50 مليون دولار لمشروع تطوير طائرة هليكوبتر إسرائيلية.
كما رصدت منظمة "من يستفيد؟" في تقرير آخر حجم المساعدات التي تقدمها كوكاكولا إلى إسرائيل، من خلال مجموعة متنوعة من البرامج، كذلك أشارت إلى شركة جنرال إلكتريك التي قدمت مساعدات بقيمة 200 مليون دولار إلى إسرائيل العام الماضي، منها مساعدات في برامج متنوعة مثل بيع المعدات العسكرية لجيش الاحتلال.
وعلى صعيد شركات التكنولوجيا، تُقدم شركة إنتل المساعدات إلى إسرائيل من خلال مجموعة متنوعة من البرامج، حيث قدمت في 2022، تمويلاً بقيمة 50 مليون دولار إلى مشروع تطوير معالجات ذكاء اصطناعي إسرائيلية. وقبل انتصاف العام الحالي، وافقت شركة إنتل من حيث المبدأ على بناء مصنع جديد في إسرائيل. وقدّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قيمة الصفقة بـ 25 مليار دولار، وقال إنها أكبر استثمار أجنبي في إسرائيل. ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، سيضيف المشروع آلاف الوظائف إلى ما يقرب من 12 ألف عامل توظفهم شركة إنتل حالياً في البلاد.
كما توفر شركة أوراكل الدعم المالي لإسرائيل بعدة طرق، وفي عام 2022. وفي عام 2021، استحوذت شركة أوراكل على شركة الحوسبة السحابية الإسرائيلية Ravello Systems مقابل 500 مليون دولار.
وتوفر كذلك شركة "اتش بي" للحاسبات الدعم المالي إلى إسرائيل بعدة طرق، شملت تبرعات قُدِّمَت على مرّ السنين بملايين الدولارات للجمعيات الخيرية والمنظمات غير الربحية الإسرائيلية. أيضاً استثمرت شركة "HP" مليارات الدولارات في الشركات الإسرائيلية، ما ساعد على خلق فرص عمل في إسرائيل وتعزيز الاقتصاد الإسرائيلي. وفي عام 2021، استحوذت "إتش بي" على شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية Niara مقابل 486 مليون دولار.
وتقدم شركة مايكروسوفت مساعدات مالية وتقنية إلى إسرائيل بملايين الدولارات سنوياً. وفي عام 2022، بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الشركة إلى إسرائيل 50 مليون دولار.
وفي مجال الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل، تُقدم شركة "جونسون آند جونسون" المساعدات لإسرائيل من خلال مجموعة متنوعة من البرامج، مثل دعم البحث والتطوير في مجال الرعاية الصحية، وتدريب القوى العاملة الإسرائيلية في مجال الرعاية الصحية وتمويل المشاريع الاجتماعية والصحية لحكومة الاحتلال. والعام الماضي وحده، قدمت جونسون آند جونسون تمويلاً بقيمة 25 مليون دولار لمشروع تطوير لقاح ضد فيروس كورونا.