انطلقت في العديد من البلدان العربية دعوات لمقاطعة منتجات الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة، في أعقاب الأحداث الدامية التي شهدتها الأراضي المحتلة، رداً على عملية "طوفان الأقصى" التي أوجعت الكيان كما لم يحدث منذ عقود.
وجاء جزء كبير من تلك الدعوات باتجاه الشركات الأميركية، وبصورة خاصة بعد إعلان واشنطن غير المشروط عن دعمها الكامل، عسكرياً ودبلوماسياً ومالياً، لإسرائيل، في عدوانها على قطاع غزة.
وأرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى المنطقة، وأعلنت نيتها إرسال واحدة أخرى، كما شرعت في تجهيز طائرات محملة بالذخيرة لإرسالها لإسرائيل، وأوفدت وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين إلى تل أبيب، لإظهار المزيد من الدعم لحرب المعلنة على القطاع المحاصر.
وأشار موقع "بيزنس إنسايدر" اليوم الجمعة إلى أن شركة ماكدونالدز إسرائيل أعلنت تقديمها آلاف الوجبات المجانية لقوات الدفاع (الاحتلال) الإسرائيلية والمواطنين، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس يوم السبت.
وفي قصة على إنستغرام يوم الخميس، قالت ماكدونالدز إنها تبرعت بـ "عشرات الآلاف من الوجبات" في جميع أنحاء إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية التي شهدت استمرار الصراع.
وكتبت الشركة، وفقاً لترجمة من العبرية إلى الإنكليزية بواسطة الموقع، "تبرعت ماكدونالدز وتواصل التبرع بعشرات الآلاف من الوجبات لوحدات الجيش الإسرائيلي والشرطة والمستشفيات والسكان في جميع أنحاء القطاع وجميع قوات الإنقاذ. ونحن مستمرون في التبرع بآلاف الوجبات يومياً لقواتنا في كافة أنحاء البلاد، بالإضافة إلى خصم 50% للجنود والقوات الأمنية الذين يأتون إلى فروعنا".
وأوضحت في أحد المنشورات أنها افتتحت خمسة مطاعم فقط لغرض تقديم المساعدات والتبرعات لقوات الأمن، وأنها تخطط لتقديم 4000 وجبة يومياً.
ولكن ماكدونالدز السعودية أعلنت، في بيان لها، أنها شركة سعودية 100%، مؤكدة احترامها والتزامها للمجتمع السعودي، مشيرة إلى أنه لا علاقة لها بما يقوم به وكلاء آخرون خارج المملكة العربية السعودية.
وأوضحت ماكدونالدز السعودية في بيانها: شركة ماكدونالدز العالمية هي شركة مساهمة لا يملكها شخص محدد بل يملكها ملايين من الأشخاص حول العالم، بما فيهم عرب ومسلمون، وتلتزم ماكدونالدز العالمية بالحياد وعدم تبني أي مواقف سياسية، وذلك حفاظاً على مصالحها التجارية حول العالم.
كذلك أصدرت ماكدونالدز لبنان بياناً مشابهاً، قالت في نهايته: "لذا نرغب بالتأكيد على أن مواقف الوكلاء الآخرين لا تمثلنا ولا علاقة لنا بما يقومون به، ونحن نحرص على احترام شعبنا ووطننا والوقوف إلى جانبه".
وقبل يومين، قال الناشط النقابي ورئيس لجنة مقاومة التطبيع في الأردن سابقاً، مناف مجلي، لـ"العربي الجديد"، إن سلاح المقاطعة للسلع والمنتجات، خاصة الأميركية، يعد أضعف الإيمان لمساندة قطاع غزة والداخل الفلسطيني، وإظهار حالة الغضب العربي على الممارسات الإسرائيلية بدعم وتأييد من الولايات المتحدة.
وأضاف "في السابق حققت حملات المقاطعة نتائجها، وأحدثت التأثير المطلوب في تجارة الولايات المتحدة الخارجية، ولو بالحد الأدنى، لا سيما مع وجود الكثير من البدائل في الأسواق العربية والعالمية".
وبعد فتح العديد من الأسواق العربية للمنتجات الإسرائيلية، ظهرت دعوات المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية، حيث نشر نشطاء صوراً عدة للشركات التجارية التي تدعم جيش الاحتلال، مرفقة بأرقام الباركود التي تكون ملصقة على المنتجات الإسرائيلية، والتي تبدأ بأرقام 729، وذلك لنشر الوعي بشأن المنتجات المصنعة داخل دولة الاحتلال.
واتسعت دائرة دعوات المقاطعة، إذ نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً قوائم تشمل العديد من المنتجات الأميركية، وأحياناً الفرنسية والألمانية والأوكرانية، الموجودة في البلدان العربية، كمصر والسعودية، والإمارات، والكويت، والأردن، وأخرى، وكان في مقدمتها شركات كوكا كولا وبيبسي كولا، ودانون، ونستله، وستاربكس، رغم أن أغلب هذه الشركات لم يعلن بصورة واضحة عن دعم الاحتلال.
وشملت قوائم أخرى العلامات التجارية الخاصة بكل من فانيش، وأريال، وتايد، وهولز، وهارديز، وكنتاكي، وبيرغر كينغ، وكورن فليكس، وتشيليز، وبيتزا هت.
وحاول العديد من وكلاء تلك الشركات التأكيد أن مالكي الفروع في الدول العربية في أغلبهم من أهل البلد، وأن الشركات الأم تكون عادة مملوكة ملكية عامة، ويتم تداول أسهمها في البورصة، إلا أن ذلك لم ينل من دعوات المقاطعة إلا قليلاً.